(سودان 4نيوز) تنشر نص شكوي السودان ضد الإمارات في الأمم المتحدة*

أدناه ترجمة لخطاب شكوى السودان ضد الإمارات بإستخدام مرتزقة كولومبيين لقتل السودانيين و العدوان على السودان و إنتهاك سيادته:

جمهورية السودان
البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة
نيويورك
الممثل الدائم

5 سبتمبر 2025
رقم: SUN/238/25

سعادة السفير،

1. يسرني، بناءً على تعليمات من حكومتي، أن أنقل إليكم، ومن خلالكم إلى أعضاء مجلس الأمن، أدلة مقلقة وموثقة جيدًا بشأن التدخل المباشر لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب المستمرة في السودان، بما في ذلك تجنيد وتمويل ونشر مرتزقة أجانب – ولا سيما من كولومبيا – للقتال إلى جانب ميليشيا قوات الدعم السريع المتمردة (RSF).
2. يشكل هذا التدخل الصارخ، الذي مدد أمد الحرب ودمر البنية التحتية الحيوية وتسبب في معاناة لا توصف للمدنيين، انتهاكًا جسيمًا لسيادة السودان، والقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن الملزمة 1591 (2005) و2736 (2024). كما يمثل تهديدًا مباشرًا للسلام والأمن الإقليميين.
3. جمعت السلطات السودانية أدلة واسعة النطاق تظهر أنه تم تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين – يُقدر عددهم بين 350 و380، معظمهم جنود وضباط متقاعدون من الجيش الكولومبي – من خلال شركات أمنية خاصة مقرها في الإمارات. وتشمل هذه الشركات مجموعة خدمات الأمن العالمية (GSSC)، التي يقع مقرها في أبوظبي ويرأسها المواطن الإماراتي السيد محمد حمدان الزعابي، ووكالة الخدمات الدولية (AISI)، التي شارك في تأسيسها العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كيجانو، والذي يعمل من العين، الإمارات العربية المتحدة (الملحق الأول).
4. تم التعاقد مع هؤلاء المرتزقة بشكل مخادع تحت ذريعة تقديم “خدمات الأمن والحماية”
5. نُقل المرتزقة جواً من الإمارات إلى بوساسو، بونتلاند (الصومال)، ثم إلى بنغازي، ليبيا، تحت إشراف ضباط موالين للجنرال خليفة حفتر. من هناك، تم نقلهم عبر الصحراء عبر تشاد إلى السودان (الملحق الثاني).
6. أكدت السلطات السودانية أنه بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025، قامت طائرات مستأجرة من الإمارات بتشغيل ما لا يقل عن 248 رحلة – بإجمالي 15,268 ساعة طيران – لتهريب المرتزقة والأسلحة والمعدات العسكرية إلى الأراضي السودانية، ولا سيما إلى نيالا، والفاشر، وحمرة الشيخ (الملحق الثالث).
7. وصلت الدفعة الأولى من 172 مرتزقًا كولومبيًا إلى الفاشر في نوفمبر 2024، وتلتها عمليات نشر لاحقة. كان وجودهم مكثفًا بشكل خاص في دارفور، حيث شاركوا في الحصار الحالي والهجمات العسكرية على الفاشر (الملحق الرابع).
8. قاتل المرتزقة في مسارح متعددة – الخرطوم، وأم درمان، والجزيرة، والنيل الأبيض، وسنار، والنيل الأزرق، وكردفان، ودارفور. وشملت أدوارهم القتالية تشغيل طائرات الدرونز التابعة لـ RSF، والمدفعية، والمركبات المدرعة، وكذلك المشاركة في الاعتداءات المباشرة.
9. بالإضافة إلى ذلك، استعادت السلطات السودانية كتيبات تدريبية مفصلة أعدها المرتزقة لمقاتلي RSF، بما في ذلك وحدات عن الحرب الحضرية، وتكتيكات الميدان المفتوح، وتنسيق النيران، واستخدام الأسلحة الثقيلة (الملحق الخامس). ومن المقلق بشكل خاص الأدلة على قيام المرتزقة بتدريب أطفال جنود لا تتجاوز أعمارهم 10-12 عامًا (الملحق السادس).
10. استخدمت RSF أيضًا هؤلاء المرتزقة لتنسيق حملات الدعاية وتحريض السكان المحليين ضد القوات المسلحة السودانية (الملحق السابع).
11. أدى هجوم هؤلاء المرتزقة إلى انتهاكات فادحة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وقد وثقت السلطات السودانية عمليات قتل خارج نطاق القانون: بين 22 يناير و11 فبراير 2025 فقط، قُتل 73 مدنياً سودانياً – 14 برصاص قناصة، 12 بالقصف المدفعي، 5 بواسطة طائرات مسيرة انتحارية، 17 في اشتباكات مباشرة، 16 في مداهمات، و9 داخل مركباتهم. وفي نفس الفترة، تم تدمير 115 مبنى مدنياً.

تجنيد الأطفال: درّب المرتزقة الكولومبيون بشكل مباشر القُصَّر والأطفال على استخدام الأسلحة والمشاركة في العمليات القتالية.

استخدام أسلحة محظورة: من بين الأدلة، وُجد أمر عمليات سري مكون من 18 صفحة مكتوب بالإسبانية ومؤرخ في 1 ديسمبر 2024 من الفاشر. يوضح هذا المستند نشر وحدة المرتزقة الكولومبية المسماة “ذئاب الصحراء” (كتيبة عمليات الصحراء)، ويحدد سلسلة القيادة والبروتوكولات والأهداف العملياتية. المثير للقلق أنّ الصفحة 16 تنص صراحة على استخدام ذخائر تشمل الفسفور الأبيض. بموجب القانون الدولي الإنساني، يُحظر تماماً استخدام الفسفور الأبيض في المناطق المدنية لما له من تأثيرات حارقة خطيرة. إن إدراج مثل هذه الذخائر في أوامر عمليات رسمية يكشف عن استراتيجية متعمدة لإلحاق أذى عشوائي وغير متناسب وغير قانوني بسكان الفاشر المدنيين.

نهب الموارد: استُخدمت الطائرات والشبكات اللوجستية الإماراتية لتهريب ثروات السودان الوطنية، بما في ذلك الذهب والماشية والصمغ العربي.

12. شملت الوثائق التي تم الحصول عليها قوائم بالأسلحة والإمدادات المطلوبة من المرتزقة من العقيد ألفارو كويخانو في العين – الإمارات، وتشمل بنادق، ذخائر، حصص غذائية، معدات طبية، ومواد كيميائية محظورة.

13. صادرت القوات السودانية أيضاً أجهزة اتصال “ستارلينك” مسجلة باسم المرتزقة، وأصبحت الآن بحوزة السلطات السودانية.

14. حصلت السلطات السودانية على خطة عمليات مفصلة أعدتها وحدة “ذئاب الصحراء” لحصار الفاشر والاستيلاء عليها، بما في ذلك الخرائط الطبوغرافية وإحداثيات مواقع القوات المسلحة السودانية ومراحل الهجوم، بهدف إجبار الجيش السوداني على الاستسلام وتسليم مواقع استراتيجية مثل مطار الفاشر.

15. جرى توثيق تعاقد الإمارات مع المرتزقة الكولومبيين على نطاق واسع في كولومبيا. وسائل إعلام كبرى مثل إل كولومبيانو، Noticias Caracol، La FM، وLa Silla Vacía نشرت تحقيقات تؤكد تهريب المرتزقة الكولومبيين إلى السودان تحت رعاية إماراتية.

16. أدان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو علناً هذه الظاهرة، مؤكداً مقتل ما لا يقل عن 40 مرتزقاً كولومبياً في السودان، ووجّه سفيره في القاهرة للتحقيق في الأمر. كما ناشد قدامى المحاربين الكولومبيين بعدم “بيع أنفسهم مقابل المال”، بل أن يخدموا وطنهم بكرامة.

17. إن الأدلة المقدمة هنا، والمبينة في المرفقات، تُظهر أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة شاركت في حملة منظمة لتقويض السلام والأمن والسيادة في السودان من خلال تجنيد المرتزقة وتمويلهم ونشرهم للقتال إلى جانب ميليشيا الدعم السريع الإبادية. هذا أدى إلى إطالة أمد الحرب، والتسبب في معاناة إنسانية هائلة، وزعزعة استقرار المنطقة.

18. يتضح أن الإمارات، بصفتها المحرك الرئيسي لهذا النشر، مصممة على الاستمرار في قتل المدنيين السودانيين بكل الوسائل الممكنة، متجاهلة بشكل متكرر قواعد القانون الدولي والمعايير الإنسانية. ووفق مبدأ مسؤولية الدولة، فإن هذا السلوك – من تمويل وتسليح ودعم عمليات المرتزقة الذين يرتكبون الفظائع – يكشف مسؤولية الإمارات عن أعمال غير مشروعة دولياً، بما في ذلك جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

19. إن تحفظ الإمارات عند انضمامها لاتفاقية 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية، وخاصة رفضها للمادة التاسعة التي تمنح محكمة العدل الدولية اختصاصاً بالنزاعات، يشير إلى نيتها التهرب من المساءلة ومنح الحصانة لنفسها. هؤلاء المرتزقة ليسوا مغامرين بل أدوات حرب صُممت خارجياً وقادتها الإمارات لإخضاع سيادة السودان. إن مركز القيادة الحقيقي والعقل المدبر لهذه الآلة الحربية هو الإمارات.

20. عدم شرعية هذه الأفعال ثابتة جيداً في القانون الدولي:

اتفاقية 1989 الدولية لمناهضة تجنيد واستخدام وتمويل وتدريب المرتزقة: تجرّم المرتزقة وتُلزم الدول بمحاكمتهم أو تسليمهم.

البروتوكول الإضافي الأول (1977) لاتفاقيات جنيف: يحرم المرتزقة من صفة المقاتل أو أسير الحرب ويجعلهم عرضة للمحاكمة كمجرمين عاديين.

اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية (1977) للقضاء على الارتزاق في إفريقيا: تصنف أنشطة المرتزقة كجرائم ضد السلام والأمن في إفريقيا وتفرض على الدول التزامات مباشرة لمنعها ومعاقبتها.

القانون الدولي العرفي: يعتبر تجنيد واستخدام المرتزقة انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول ومبدأ عدم التدخل والحق في تقرير المصير.

21. هذه الوقائع تدحض أي مزاعم أو إنكار؛ فحرب السودان ليست سوى عدوان خارجي مموّل ومنسّق ومستدام من أبوظبي عبر شبكات إجرامية للتجنيد والقتل الجماعي وتهريب المرتزقة. أبوظبي ليست مجرد متفرج بل هي مهندس رئيسي لهذه الكارثة.

22. في ضوء ما سبق، أرجو أن يُعمم هذا الخطاب ومرفقاته كوثيقة رسمية لمجلس الأمن، لضمان إطلاع المجلس على الوضع ودور الجهات الخارجية في إشعال وتأجيج الحرب. وأحث المجلس على اتخاذ إجراءات مناسبة للتحقيق وإدانة التدفق غير المشروع للمرتزقة العابرين للحدود والمجرمين المحترفين، ومحاسبة جميع الجناة والجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات الفاضحة، وتصنيف ميليشيا الدعم السريع كجماعة إرهابية، وإبراز خطرها على أمن إفريقيا ومنطقة الساحل. يجب على المجلس أن يصون سيادة ووحدة أراضي السودان، وأن يلوم ويفضح الإمارات على الفظائع التي ارتكبتها بدم بارد ضد شعبنا.

مع وافر الاحترام،

الحارث إدريس الحارث
الممثل الدائم لجمهورية السودان

إلى:
سعادة السيد كيم سانغ جين،
رئيس مجلس الأمن – الأمم المتحدة، نيويورك

نسخة إلى:
سعادة السيد أنطونيو غوتيريش،
الأمين العام – الأمم المتحدة، نيويورك

مقالات ذات صلة