رصد: سودان 4نيوز
كشفت بيانات الأقمار الصناعية الصادرة عن مرصد ناسا لرصد الحرائق عن استهداف جديد لمطار الخرطوم فجر الأربعاء، وفقًا لصور التُقطت بتاريخ 22 أكتوبر 2025، أظهرت تصاعد ألسنة اللهب والدخان ووقوع حرائق داخل المطار.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من هجوم مماثل، حيث أفاد مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية أن ثلاث طائرات مسيّرة انتحارية، يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع، نفّذت هجومًا على المطار صباح الثلاثاء.
وبحسب المعلومات الأولية، استهدفت إحدى الطائرات موقعًا تابعًا للدفاع المدني داخل المطار، بينما أصابت الأخريان إحدى صالات الركاب، وسط مخاوف من تأثيرات محتملة على البنية التحتية للمرفق الحيوي. وحتى الآن، لم تُعلن السلطات حجم الأضرار رسميًا، وسط ترقب للتداعيات الأمنية على حركة الطيران المدني.
الهجوم جاء بعد ساعات من إعلان سلطات الطيران المدني خطتها لإعادة تشغيل مطار الخرطوم وبدء الرحلات الداخلية اعتبارًا من يوم الأربعاء، ما أثار تساؤلات حول أهداف التصعيد العسكري. ويُعد المطار من أبرز المرافق الحيوية في العاصمة السودانية، ويُنظر إلى استهدافه كـ محاولة لعرقلة جهود إعادة الاستقرار واستئناف الخدمات المدنية، في ظل استمرار النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويأتي الهجوم ضمن ما بات يُعرف بـ “حرب المسيرات” بين الجانبين، حيث شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات الجوية المتبادلة باستخدام الطائرات المسيّرة، استهدفت منشآت عسكرية ومدنية على حد سواء.
في سياق متصل، شهدت ولايتا سنار والنيل الأزرق مساء الثلاثاء هجمات مماثلة بطائرات مسيّرة، أدت إلى انفجارات عنيفة وانقطاع شامل للتيار الكهربائي في مناطق واسعة. وأفادت مصادر متطابقة بأن الانفجارات وقعت قرب خزان سنار ومحطة التوليد المائي، فيما أكد شهود عيان وقوع انفجار قوي في محيط خزان الروصيرص، ما أدى إلى غياب الكهرباء لساعات متواصلة.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية في بيان أنها تمكنت من إسقاط الطائرات المسيّرة واستعادة السيطرة على الوضع، بينما نفت مصادر محلية حدوث تصدٍ فعلي للهجمات، وسط تضارب في الروايات حول تفاصيل العملية.
وبحسب موقع دارفور24، فقد أسفرت الهجمات على محطة كهرباء سنار عن إصابة ستة من العاملين الفنيين، نتيجة قصف نفذته طائرات مسيّرة انتحارية يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع. وأوضح مصدر عسكري أن ثلاث طائرات مسيّرة انطلقت من الجهة الجنوبية للمدينة، استهدفت اثنتان منها المحطة التحويلية المتوقفة عن العمل، بينما سقطت الثالثة خارج نطاق الخزان دون أضرار مباشرة.
وفي ولاية النيل الأزرق، أفاد شهود عيان بأن طائرة مسيّرة استهدفت المحطة التحويلية للكهرباء غرب خزان الروصيرص، مما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي ودخول المدينة في ظلام تام. ويُعد استهداف البنية التحتية الكهربائية تطورًا مقلقًا، في ظل اعتماد المدن السودانية على هذه المحطات لتأمين الحد الأدنى من الخدمات الحيوية.
وفي أول تعليق رسمي، صرّح اللواء ركن علي بيلو، قائد اللواء 256 دفاع جوي، بأن قواته تعاملت بيقظة مع الهجوم المعادي وتمكنت من إسقاط جميع الطائرات المسيّرة. وأكد المكتب الإعلامي لقيادة الفرقة الرابعة مشاة الدمازين في بيان لاحق أن الأوضاع في مدينة الدمازين مستقرة وتحت السيطرة الكاملة، موضحًا أن أصوات الانفجارات كانت نتيجة تعامل الدفاعات الأرضية مع الأهداف الجوية، نافياً وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد العمليات الجوية التي تنفذها قوات الدعم السريع ضد مواقع تابعة للجيش في ولايات متعددة، من بينها الخرطوم وسنار والنيل الأزرق. وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عام 2024 على معظم محليات ولاية سنار، قبل أن يستعيد الجيش السيطرة عليها في أكتوبر من العام نفسه، لتتراجع القوات المهاجمة وتتمركز داخل مناطق بالنيل الأزرق.
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إثر خلافات حول السلطة ودمج القوات، وسرعان ما امتدت إلى معظم ولايات البلاد، خصوصًا دارفور وكردفان. وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وسط اتهامات للطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب. ويعيش السودان اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل تصاعد الهجمات الجوية التي تهدد الخدمات الحيوية وتعمّق المعاناة الإنسانية والسياسية دون بوادر على حل قريب