*يوسف يعقوب.. “قالوا متالم شوية، ياخي بعد الشر عليك” بقلم : رندة المعتصم اوشي*

لم يكن وقع خبر الاعتداء على المصور الصحفي السوداني يوسف يعقوب في القاهرة مجرد حدث عابر بالنسبة لي، بل كان وجعا أعاد إلي الكثير من الذكريات. يوسف ليس مجرد زميل مهنة، بل رفيق رحلة طويلة جمعتنا في مسيرة الإعلام والعمل الصحفي.

قبل أيام، تعرض يوسف لحادثة مؤلمة أثناء عودته من مناسبة اجتماعية، حيث باغتته مجموعة من المجهولين، فانتزعوا حقيبته بعنف وتركوه مصابا بجروح عميقة في ساقيه استدعت خياطتها بعدة غرز، إلى جانب كدمات متعددة أقعدته عن الحركة.

ذكرياتي مع يوسف تعود إلى سنوات مضت، حين رافقني مصورا في التلفزيون القومي، عملنا معا في برنامج البيت السعيد ثم بيتنا. كان يوسف خلالها مثالاً للاخلاص والشغف، يحمل كاميرته كانها جزء من روحه وكمان كان يقول دائما ، يلتقط اللحظة بعيون مختلفة. ولاحقا جمعنا برنامج تدريبي تابع لمؤسسة تومسون فاونديشن البريطانية، نفذنا خلاله مشاريع إعلامية مميزة مع الزميل الشنيدي .

تفرقت بنا السبل ، فهاجر يوسف إلى قاهرة المعز، ثم جمعنا القدر مجددا بعد الحرب وانتقالي إلى القاهرة، لنواصل العمل معا على منصة الكرامة ومراسلة التلفزيون الرسمي السوداني. كان مميزا هادئ طويل البال يعمل باخلاص .

اليوم، وأنا أكتب عنه، لا أكتب كصحفية تسرد خبرا، بل كصديقة تتألم لوجعه وتدعوا له بالسلامة.
سلامات يا يوسف، ألف لا بأس عليك، وإن شاء الله أيامك القادمة أجمل وما تشوف شر بعد اليوم.

مقالات ذات صلة