*السودان والسعودية وترامب بدون دبلوماسية وبقليل من السياسة .. د. محمد عبد الكريم الهد*

يا فخامة الرئيس البرهان رحم الله الرئيس المصري السابق حسني مبارك عندما أحس أن الربيع العربي اجتاح مصر بأكملها وان قيادات ثورة الربيع المصري هم تربية وصناعه امريكية، قال المتغطي بأمريكا عريان -وامريكا هي الوسواس الخناس الذي يوسوس في الصدور، قيادات الربيع العربي دربتهم امريكا من وراء حجاب بواسطة منظمات المجتمع المدني)-،، فهي ينطبق عليها المثل السوداني “تدي الحلة وصا والنقارة عصا” مصلحتها فوق مصلحة الجميع-عملاء او أصدقاء او ابناء- بنجاح حملة المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية ضد شيطان العرب بن زاد ودويلته الإمارات ،عبر المظاهرات التي قادها ابناء السودان بالمجهر والأحرار في أوروبا وامريكا وعبر الوسائط الإعلامية المختلفة، تريد امريكا الآن القفز من سفينة الدعم السريع الغارقة، وهو أحد صنائعها الاستخباراتية عبر وكليها الماسوني في الشرق الأوسط محمد بن زايد ودويلته الصهيونية، وما أسهل بيع بن زايد او استبداله بعميل من أسرته، فمصلحة امريكا فوق الجميع.
معروف عن السودانين بالفطرة محبتهم للسعودية لأنها مهبط الوحي، ويقدمون أنفسهم قربانا في حماية مكة ومدينة الرسول (ص) .
عندما قررت السعودية الدخول في حرب ضد حوثي اليمن ودعم حكومة اليمن الشرعية، طلب الملك عبدالله من الرئيس البشير زيارة للمملكة للتفاكر، قبلها السلطات السعودية منعت طائرة الرئيس البشير من عبور أجواء المملكة إلى إيران للمشاركة في حفل تتويج الرئيس الإيراني الجديد- بحكم الخلاف المذهبي والسياسي مع ايران-، وبعدها حضر الرئيس للحج، استقبله بمطار جدة مدير المراسم – في عام ٢٠١٣م نفذت دول الخليج التوجيهات الأمريكية بإنفاذ قرارات المقاطعة الاقتصادية، مما عجل بالانهيار الإقتصادي للسودان-، كل ذلك متزامن مع رضوخ الخرطوم لمتطلبات شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لكي يعفى من الديون- إعفاء ديون السودان إحدى حوافز اتفاقية السلام ٢٠٠٥م، كانت جذرة بلاستيكية – ثم يسمح له باستدانة جديدة من البنوك العالمية ليكون تحت السيطرة الاقتصادية الاميركية، كل ذلك لم يمنع الرئيس البشير من تلبية طلب الملك سلمان، واستقبله بمطار الرياض ولي العهد، ودخل في اجتماع مباشر مع القيادة السعودية – وذلك كامل التقدير السوداني للسعودية محبة في الله وفي ارض الوحي-
بعد عودة فخامة الرئيس السابق عمر البشير من زيارته للسعودية قدم تقرير لمجلس الوزراء بما تم في زيارته للرياض ، ذكر أن الملك سلمان طلب منه رأيه في دخول الحرب ضد اليمن، وإمكانية مشاركة الخرطوم في تلكم الحرب، قال فخامة الرئيس السابق أنه نصح القيادة السعودية بعدم دخول المملكة الحرب بصورة مباشرة بقوات برية فقط تقدم الدعم اللوجستي لحكومة اليمن الشرعية – حتى لا تقع في خطأ الرئيس جمال عبد الناصر بدخول القوات المصرية لليمن عندما اشتد الخلاف بينه والملك فيصل- أيام الاشتراكية العربية وحائط السد للدفاع عن الإسلام – ، والذي اصلحته لاحقاََ الخرطوم في مؤتمر الاآت* الثلاث-وذكر فخامة الرئيس البشير أنه رفض الموافقة على مشاركة الجيش السوداني، واقترح بدلاََ عن ذلك تأمين الجيش السوداني لمدينة مكة وتأمين مدينة الرسول (ص) ، موضحاََ أن خبرة الجيش السوداني في حرب الغابات وحرب الصحراء، وأن لدى السودان كتيبة واحدة متخصصة في حرب الجبال بالبحر الأحمر لا يمكن أن تخرج من السودان، و السودان سوف يرسل عدد 3 لواء لحماية مكة والمدينة- استدعاها الرئيس قبل مغادرة الرياض- وليس للدخول في حرب ضد اليمن، وقطع السودان علاقته مع إيران – رغم استفادته العسكرية من إيران -.
بدأت الحرب ورفضت أمريكا تزويد طائرات المملكة f-16 الأمريكية الصنع الذخيرة وقطع الغيار-، كادت أن تدخل السعودية في نفق مظلم، فكان الرئيس البشير سنداََ، أعلن السودان إرساله ٣ لواء لحماية الحرمين – عندها كانت ١٢ لواء من الجيش السوداني – دفع السودان-بتوجيه من الرئيس البشير- بكل طائراته العاملة في الخدمة 3طائرات ميج، وتكون حلف دخلت فيه الامارات وقطر-انسحبت قطر لاحقا. حدث خلاف كبير في أخلاقيات الحرب بين السودان والإمارات، ونشبت بينهم تحرشات حربية في الميدان أدى تطور الاحداث لانسحاب قطر من التحالف، وتهدئة الوضع بين جيوش الإمارات والسودان.
تبدل الحال سريعاََ في حكومة السودان- واتضح لاحقاََ الاختراق الاستخباراتي الإماراتي الصههيوني لقصر الرئاسة السوداني، بواسطة مدير مكتب الرئيس العميل طه عثمان الحسين الذي اصبح فريقاََ في الجيش فجاءة ثم ومديراََ لمكاتب رئيس الجمهورية بدرجة وزير ثم مبعوث الرئيس البشير الخاص، قابل ترامب بالرياض بديلاََ لوزير خارجية السودان وهلم جرا…. ليظهر بعدها الدعم السريع مشاركات بصورة مباشرة في حرب اليمن، وحتى تهديد دولة قطر. سقطت الإنقاذ بما يسمى بثورة ديسمبر وتسيد الدعم السريع المسرح السوداني وعاثت السفارات الأجنبية الفساد في البلاد وعم الفساد، فرضت الرباعية الدولية مع بعثة فولكر وأدى مجهودها لحرب السودان.
بعد أكثر من عامين مشكورا تحرك ولي العهد السعودي ليقف في وجهة الامارات ليغير نظرة الرئيس الأمريكي ترامب تجاه حرب السودان، وليس ذلك بغريب على ولي العهد ، لا شك سياسيا بأن هنالك تخوفات من أن يكون صادف طلب ولي العهد تغيير في مسار الاستراتيجية الامريكية تجاه السودان-نتيجة لصمود وانتصارات الجيش السوداني، والتفاف الشعب السوداني مع جيشة، والتقارب السوداني الروسي والتركي والخوف من وجودهم في البحر الأحمر – وذلك في مصلحة السودان انيا، ولا شك أن القيادة السياسية والعسكرية مستوعبة كل ذلك وكذلك شعب السودان.
فإلى مزيد من توطيد العلاقة مع روسيا والصين وتركيا وباكستان، وأهمية الإنتقال نحو الاقتصاد المختلط بإغلاق ملف التعامل مع صندوق النقد الدولي، والسياسات المالية الرأسمالية التخلص والتوجه شرقاََ بالدخول في مجموعة البريكس واستخدام التعامل باليوان الرقمي الصيني والتبادل الورقي مع الروبل الروسي،
شكراََ لولي عهد السعودية محمد بن سلمان ومزيد من الجهد بإنهاء مهمة الدعم السريع بالمملكة تسليمهم للجيش السوداني
يا فخامة الرئيس البرهان. قال الله عز وجل
( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (35)
الفتح
د. محمد عبد الكريم الهد

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole