*العطا في الأُبيِّض،، رسائل للداخل والخارج.. لا سلام إلا بانسحاب الميليشيا المتمردة من المدن ومحاكمة المتورطين*

مساعد القائد العام شرَّف تخريج المقاومة الشعبية،،

العطا في الأُبيِّض،، رسائل للداخل والخارج..

لا سلام إلا بانسحاب الميليشيا المتمردة من المدن ومحاكمة المتورطين..

تبشير بخطط عملياتية محكمة، تنتهي بهزيمة الميليشيا..

تأكيدات بأن تكون الأبيض مركزاً للعمليات، وتتحول شيكان إلى خلية نحل لدحر العدوان..

الجيش يرحب بمل من ينضم للدفاع عن الوطن، ويقف على مسافة متساوية مع الجميع..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

شهدت قاعة المشير عبد الرحمن سوار الذهب بأمانة حكومة ولاية شمال كردفان بمدينة الأبيض، احتفالية تخريج الدفعة الثالثة من مستنفري المقاومة الشعبية بمحلية شيكان، وذلك بتشريف عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا، وبحضور والي الولاية عبد الخالق عبد اللطيف، وأعضاء لجنة الأمن، والقيادات العسكرية والتنفيذية والأهلية والمجتمعية، ويأتي هذا التخريج في إطار التعبئة العامة التي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة لدحر المليشيا المتمردة وحماية مدن السودان.

أهمية الأبيض:
وتكتسب مدينة الأبيض التي تحتضن محلية شيكان، البقعة التأريخية الباذخة، أهميةً استراتيجية جعلتهما هدفاً مباشراً لميليشيا الدعم السريع التي حاولت أكثر من 80 مرةً إسقاط المدينة عبر القصف بالطائرات المسيّرة والقذائف بعيدة المدى، وعبر الحصار المحكم لمنع الإمداد عنها، وتمثل الأبيض مركز الثقل الجغرافي في قلب السودان، ومدخلاً محورياً إلى دارفور غرباً، وبوابةً نحو الحدود مع دولة جنوب السودان، هذا فضلاً عن وجود مطار الأبيض الدولي الذي تسعى الميليشيا للسيطرة عليه لاستخدامه لأغراض قتالية ولوجستية، كما تحتضن مدينة الأبيض الفرقة الخامسة مشاة الهجانة (أبو ريش، أساس الجيش)، أحد أهم الفرق والوحدات التاريخية في الجيش السوداني، ما جعلها خط الدفاع الرئيس في جبهة كردفان، ومحوراً متقدماً لإدارة عمليات استعادة السيطرة على مناطق عدة في كردفان الغرَّة “أم خيراً جوة وبرة”.

إحياء ملحمة شيكان:
لقد لعبت المقاومة الشعبية بمحلية شيكان دوراً متعاظماً في دعم قوات الهجانة والقوات المساندة لها، حيث شكّلت حائط صد بشري وعسكري حافظ على المدينة ومنع سقوطها في أيدي الميليشيا، وأسهم في إفشال مخطط السيطرة على الأبيض، وقدّم التعاون بين الهجانة والمقاومة الشعبية نموذجاً يعيد إلى الأذهان ملحمة شيكان التاريخية التي سقط فيها الجنرال البريطاني “وليام هكس” وقواته على يد جيوش المهدية في نوفمبر من العام 1883م، وهي المعركة التي غيّرت وجه الوجود الاستعماري في السودان، فما أشبه الليلة بالبارحة، إذ يعيد الجيش السوداني اليوم إنتاج ذات الروح القتالية، بعد دفعه بقيادته المتقدمة إلى الأبيض لإدارة معارك كردفان، التي بدأت تُظهر تقدماً واضحاً لصالح القوات المسلحة في المحاور المختلفة.

دلالات مشاركة العطا:
لقد حملت مشاركة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا في تخريج الدفعة الثالثة للمقاومة الشعبية رسائل سياسية وعسكرية واضحة، أبرزها تأكيد اهتمام القيادة العليا بالساحة الكردفانية، وبتثبيت صمود الأبيض بوصفها مركزاً لعمليات كسر تمدد الميليشيا، وكأنما بالاحتفالية قد استشعرت هذه القيم والدلالات والمعاني وهي تستقبل الفريق العطا بأجواء حماسية، من خلال احتشاد القاعة التي ضاقت بالحضور رغم سعتها الكبيرة، وهي خطوة تعزز من قيمة الالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة، وقد أظهر المنظمون لافتة بارعة بإتاحة المنصة لعدة مداخلات تمثل مجتمع كردفان، حيث تحدثت المرأة، وكيانات كردفان، والمقاومة الشعبية، ولجنة المبادرات المجتمعية، الأمر الذي عكس وحدة صف المجتمع خلف الجيش، فظهور المرأة والقيادات المجتمعية ومنظمات المبادرات في منصة الاحتفال، يؤكد أن المقاومة الشعبية تجاوزت كونها مجهوداً عسكرياً إلى حالة اجتماعية شاملة تعيد إنتاج روح ملحمة شيكان التاريخية في سياق جديد.

تلاحم المقاومة والحكومة:
لقد بدا واضحاً شكل التناغم والتنسيق المحكم ما بين حكومة ولاية شمال كردفان ومقاومتها الشعبية، حيث أكد اللواء شرطة معاش الهادي الدحيش، رئيس المقاومة الشعبية بولاية شمال كردفان، أن “الحصة الآن للوطن ودحر العدو”، موضحاً أن الدفعة الثالثة تأتي استمراراً لخط التعبئة العامة وتخليداً لبطولات شيكان، مبيناً أن المقاومة الشعبية ستواصل رفد الجبهات بالمقاتلين حتى القضاء على آخر مرتزق، وفي السياق قال والي شمال كردفان عبد الخالق عبد اللطيف، إن الشعب السوداني كله أصبح جيشاً يبلور حقيقة الشعار الخالد، “جيشٌ واحد، شعبٌ واحد”، مؤكداً عشق الوجدان السوداني لتضحيات القوات المسلحة وإصراره على دحر المليشيا المتمردة.

العطا لمن عصى:
وحيّا الفريق ياسر العطا مجتمع كردفان بمختلف مكوناته، ونقل للخريجين تحيات القائد العام ورئيس الوزراء، وشدد على أن كل السودان أصبح وجهته كردفان، مؤكداً تماسك الحكومة السودانية خلف القوات المسلحة، ومبيناً أن لا مجال للتنازل والتفاوض إلا بالانسحاب الكامل للميليشيا المتمردة من المدن وتسليم السلاح وترحيل المرتزقة ومحاكمة المتورطين، وتناول العطا خطط العمليات الجارية والمستقبلية، مبشراً باقتراب الهزيمة النهائية للميليشيا في كردفان ودارفور والتي أصبحت مسألة وقت ليس إلا، ودعا العطا إلى نبذ الجهوية والقبلية، مؤكداً أن الأبيض ستكون مركزاً للعمليات وأن شيكان ستتحول إلى خلية نحل لدحر العدو، مؤكداً ألا سلام دون انسحاب الميليشيا من المدن وتجميعها في معسكرات محددة في جنوب وشرق دارفور وتسليم السلاح واستعادة السيطرة الوطنية على المطارات والمعابر وزاد” القوات المسلحة منفتحة على أي تفاوض يخدم مصلحة السودان دون المساس بالسيادة”، مؤكداً أن العدالة ستأخذ مجراها بحق كل من يثبت تورطه، ونفى العطا اتهامات الكيانات الداعمة للمليشيا التي تطلق صفة “الكيزان” على كل من يدعم القوات المسلحة، مؤكداً أن الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويرحب بكل كيان ينضم للدفاع عن الوطن تحت أي مسمى.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أكد تخريج الدفعة الثالثة من مستنفري المقاومة الشعبية بشيكان تبلور جبهة داخلية موحدة خلف القوات المسلحة في واحدة من أكثر الجبهات حساسية في الحرب، فالأبيض تمثل عقدة استراتيجية يتحرك عبرها مستقبل المعركة في كردفان وغرب السودان، ومع ما أشار إليه الفريق العطا من قرب انطلاق عمليات جديدة واتساع نطاق الحسم في كردفان ودارفور، تبدو مدينة الأبيض في طريقها للتحول إلى منصة مركزية لتحرير غرب السودان واستعادة الاستقرار الوطني.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole