▪️تقرير إخباري _ عائشة الماجدي
تتصاعد حدة إرتفاع الاصوات الناقدة لأداء رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس يوماً بعد يوم ، وتتهمه بالعجز في إحداث تغيير حقيقي في إدارة دولاب الدولة وتحسين الخدمات، وتأتي هذه الانتقادات في وقت تعاني به جل البلاد من آثار الحرب فيما تستمر ببعضها الأمر الذي يراه داعمي إدريس مبرراً لتراخي أداءه..
◾️فلاش باك
أدى كامل إدريس في 31 مايو الماضي اليمين الدستورية رئيساً جديداً لمجلس الوزراء أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي أصدر في 19 من الشهر ذاته مرسوماً بتعيينه.
وتسلَّم إدريس مهامّه مطلع يونيو الماضي كأول رئيس وزراء مدني بعد استقالة رئيس الحكومة السابق عبد الله حمدوك بداية يناير 2022، وذلك في أعقاب اجراءات 25 أكتوبر 2021 واطاحته بالحكومة المدنية السابقة.
وظل منصب رئيس الوزراء خاليا أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، تقاسم خلالها أعضاء مجلس السيادة العسكريون والمدنيون الإشراف على الوزارات التي كلّف غالبية وكلائها بتسيير مهام الوزراء، بينما ظل خمسة وزراء يمثلون الحركات المسلحة في مواقعهم.
▪️مستوى دون التحديات
وفي السياق قال المحلل السياسي الطاهر ساتي من خلال تصريحاته ل”شبكة لايف ميديا” ان الحديث ليس فقط عن كامل إدريس بل عن الجهاز التنفيذي للحكومة ، قاطعاً بأنه دون مستوى التحديات وانه هذا ليس الجهاز التنفيذي الذي يمكن أن يواجه تحديات المرحلة و اولهم رئيس الوزراء.
وشدد ساتي على ان كامل إدريس هو المسؤول الأول عن هذا الجهاز ومسؤوليته تكمن في اختيار الوزراء وتأسيس الأجهزة في حد ذاتها، مشيرًا الى أن الجهاز التنفيذي للدولة ضعيف وليس له تأثير على حياة المواطن ومعاشه ، واضاف: “لم يستطع الجهاز التنفيذي إحداث تغيير في حياة الناس”.
وزاد: “لن نقول ان الإمكانيات متوفرة بنسبة مئة بالمئة ولكن بقدر الموجود من موارد محدودة يمكن أن يتحسن الأداء، ولكن هنالك مشكلة في إدارتها وتوظيفها لصالح المواطن.
ونوه ساتي الى أن مطلوب في هذه المرحلة جهاز تنفيذي يحمي ظهر الجيش لكن للأسف غير موجود وضعيف وغير مؤثر وعاجز تمامًا عن سد الثغرة.
وأردف: “مجلس السيادة منشغل بالحرب وكان لابد لجهاز الدولة التنفيذي الانشغال بعودة النازحين والخدمات والإصلاح الاقتصادي وإصلاح أجهزة الدولة وغيرها”.
وشخص ساتي مشكلة رئيس الوزراء في أنه قادم من خارج السودان وليس لديه فكرة عن واقع السودان طوال فترة غيابه التي تجاوزت 30 سنة أو 40 سنة وعدم إدراك حجم المتغيرات فضلا عن جلبه مستشارين من ذات المناطق التي أتى منها يجهلون كذلك طبيعة السودان.
وتابع: ” إضافة إلى ذلك لم يحسن كامل إدريس اختيار الوزراء ، واخفقوا في أول3 أشهر، ويتحمل مسؤولية اخفاقهم رئيس الوزراء”.
▪️معيارين لقياس الأداء
من جانبه يرى المحلل السياسي عثمان ميرغني ان المرحلة التي تولى فيها الدكتور كامل ادريس منصب رئيس الوزراء تقاس بمعيارين مهمين، الاول يتمثل في ادارة الجهاز التنفيذي وبناء دولة تتجاوز الدمار الشامل الذي تعرضت اليه خلال فترة الحرب ، اما الثاني فيتمثل في بناء السلام ، بدءا من ايقاف الحرب عبر العمل السياسي مع دعم القوات المسلحة في الوقت ذاته اقتصادياً و دبلوماسياً و معنوياً.
ونوه ميرغني من خلال تصريحاته ل”شبكة لايف ميديا” الى أن بمراجعة حصيلة ما انجز خلال الأشهر الماضية تبدو النتيجة مخيبة للآمال .
واضاف: “لم تظهر خطة واضحة لمجلس الوزراء ولم يتحقق ما يبشر بان هناك عمل تنفيذي يناسب المرحلة”.
واضاف: “لم تكتمل هياكل الدولة حتى بالصورة التي اعلنها د كامل ادريس في بداية تكليفه.
لم يتكون مجلس التخطيط الاستراتيجي ولا هيئة النزاهة والشفافية و لم تكتمل الوزارات .
والجهاز التنفيذي يعاني من غياب الرؤية والخطة و آليات الرقابة”
وشدد ميرغني على انه من الواضح “عجز كامل إدريس في رئاسة مجلس الوزراء، ولا حجج تبرر كل هذا البطء والتراخي، وهناك تفكير جدي في إقالة الحكومة”.
يذكر أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم بسبب استمرار القتال بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة منذ أبريل 2023م، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 21 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يحتاج أكثر من 20 مليون سوداني إلى مساعدات صحية عاجلة مع تفشي الأمراض.
ويبلغ عدد النازحين داخليا حوالي 11.5 مليون شخص، في حين فر أكثر من 4 ملايين سوداني إلى دول الجوار، ليصل إجمالي المحتاجين إلى نحو 21 مليون شخص بحاجة إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي.




