*حين يسقط العيب تماما …يصبح الدفاع واجباً داخل المنظومة*

ليس مستغرباً أن يدافع صديق الصادق عن محمد تروس ويبرر له الأستغراب الحقيقي أن يتوقٌع أحد غير ذلك …فالدفاع هنا ليس موقفاً طارئاً ،ولا أنحيازاً فنياً ولا قراءة ثقافية مختلفة ،الدفاع هنا تحصيل حاصل لمسار أخلاقي متكامل ،متماسك وواضح من سوّي الجريمة في الواقع سيسوّيها في الرمز ومن طبع مع الثلج سيبحث له دائما عن لغة ناعمة _عندهم خلع الملابس ليس عيباً
لم يكن عيباً حين خلعت المليشيا شرف النساء
لم يكن عيباً حين تحوّل جسد المرأة الي ساحة حرب من كفيلهم
لم يكن عيباً حين صار الأغتصاب حادث والأختطاف تفصيلاً والإذلال أثراً جانبياً ،لم يكن عيباً حين جرد الرجال من كرامتهم علناً حزين صار العرب القسري وسيلة كسر وإخضاع _كل ذلك مرّ بلا ارتجاف ضمير ،بلا صرخة ،بلا قطيعة أخلاقية واضحة منك _فكيف يطلب منا أن نصدق أن العيب يولد فجأة علي خشبة مسرح؟ كيف يطلب منا أن نري رسالة إنسانية في حركة غير أخلاقية بينما الرسالة الوحيدة التي كانت مطلوبة رسالة الرفض لم تكتب يوماً منذ أندلاع حرب الكفيل ؟ من دعم حميدتي ،من خفف من جرائمه من غلّف المليشيا بلغة السياسية من قدّم الأعذار بدل الأدانة لا يملك رفاهية أن يعلمنا معني الإنسانية …….. الأنسانية لاتوّدي ولا ترتجل ولا تستدعي خلع الملابس أمام الناس ..بل تختبر في اللحظة الصعبة لحظة أن وقفتم مع حميدتي الذي قتل الشعب وأغتصب الحرائر ، في الوقت الذي يكون فيه مكلفاً لا في لحظة عرض مسرحي هابط لهذا يصبح الدفاع عن تروس سهلاً لكم فالضمير الذي صمت حين كانت النساء تسحبن من بيوتهن لن يصحوا أمام إضاءة مسرح _والعين التي لم تدمع أمام العرس القسري للقاصرات ان ترتبك أمام عري رجل مقدم بوصفه فناً تحاولون خداعنا بالرمز لكن الرمز حين يأتي بعد المجزرة يصبح ابتذالاً أخلاقياً حزين يستخدم لتبيض موقف يتحول الي إداة كذب لا الي فعل فني أي رسالة ٱنسانية هذه التي لم نسمعها حين كان المدن تفرغ من أهلها ؟أي كلمة تلك التي لم تنطق حين كان أعضاء الرجال التناسيلة تقطع في الفاشر؟ أي مسرح هذا الذي لم يتجرأ علي تمثيل الألم …لاتطلبوا الفصل بين الفن والموقف هذا المفضل كذبة مريحة ،الفن لا يعيش في الفراغ والتسويف وقلع الملابس لم يولد خارج التاريخ ولا الادب ولا الزوق العام ثم يطلب بالتصفيق لن تري عيب في قلع النساء بالقوة لذلك ان تري عيباً في أي قلع لا علي مسرح ولا في صورة ولا في خطاب ومن اعتاد تبرير الاستباحة الحقيقة سيطبع من الاستباحة الرمزية دون تردد -من سقوط أخلاقياً هناك لا تنقذه تبرير خشبة مسرح هنا ولا دفاع مرتبك يمكن أعادة العيب بعد أن سقطت

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole