*يباشر مهامه رسميًا من العاصمة فى الأسبوع الثاني من يناير المقبل.. رئيس الوزراء في الخرطوم.. رسائل للداخل والخارج..!*

السودانيون ينتظرون بمزيد من الترقب والفخر عودة الحكومة بقيادة كامل..

الأمانة العامة لمجلس الوزراء ستزاول مهامها من الخرطوم مطلع يناير..

عودة كامل رسالة سياسية قوية تؤكد حرص الحكومة على تعزيز الشرعية..

تقرير : محمد جمال قندول

يباشر رئيس الوزراء د. كامل إدريس مهامه رسميا من العاصمة الخرطوم في الأسبوع الثاني من يناير.

وينتظر أن تعانق ولاية الخرطوم للمرة الأولى الحكومة بكامل تشكيلها في خضم الأسبوعين المقبلين في خطوة مهمة لتطبيع الحياة في مدينة عاشت أهوال وويلات الحرب .

حراك العودة

وينتظر السودانيون بمزيد من الترقب والفخر عودة الحكومة الاتحادية بقيادة د. كامل إدريس للعاصمة، إذ سيمثل ذلك تغييرا كبيرا وسيكون له مدلولات ورمزية وطنية كبيرة.

وكانت وزير شؤون مجلس الوزراء د. لمياء عبد الغفار قد وصلت العاصمة الخرطوم وطافت رفقة والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة على المقار الحكومية التي تم إعدادها لإعادة مؤسسات الجهاز التنفيذي إلى العاصمة الخرطوم بوزارة الشباب والرياضة.

وزارت د. لمياء أمانة حكومة ولاية الخرطوم في إطار التنسيق مع حكومة ولاية الخرطوم في برنامج العودة، ووقفت كذلك على الأضرار التي لحقت ببرج الاتصالات وسير العمل في تأهيله.

وكشفت وزير شؤون مجلس الوزراء د. لمياء عبد الغفار بأن رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأسبوع الثاني من يناير المقبل.

وأضافت بحسب منصة الناطق الرسمي بأن الأمانة العامة لمجلس الوزراء ستزاول مهامها من ولاية الخرطوم اعتباراً من مطلع يناير القادم وذلك إنفاذاً لموجهات الدولة القاضية بعودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة بنهاية العام الحالي.

وفي سياق العودة للعاصمة ودع وكيل وزارة العدل أمس منسوبي إدارتي التسجيلات التجارية والملكية الفكرية.

وأثنى وكيل وزارة العدل مولانا علي خضر على جهود هذه الإدارات خلال فترة عملها بولاية البحر الأحمر بالرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

تعزيز الشرعية

ويقرأ الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي عودة رئيس الوزراء د. كامل إدريس لمباشرة مهامه من الخرطوم اعتبارًا من الأسبوع الثاني من يناير ويقول إنها تشكل إشارة واضحة ومهمة لتعزيز الحضور الفعلي للسلطة التنفيذية في قلب العاصمة، كما يعكس سعي الحكومة لترسيخ الاستقرار السياسي ووضوح مسارات اتخاذ القرار في مرحلة حساسة من مسار حكومة الأمل.

وأضاف شقلاوي بأن تواجد الحكومة في العاصمة الخرطوم يعكس التزام الحكومة بممارسة مهامها ضمن المؤسسات الرسمية، ويبعث رسالة للمجتمع المحلي والدولي حول جدية العمل التنفيذي وتعزيز الشرعية، بعيدًا عن أي تباعد جغرافي أو سياسي.

من زاوية التنمية يشير محدّثي إلى أن هذه الخطوة تندرج كفرصة لتسريع تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية العاجلة المرتبطة بميزانية العام 2026، بما في ذلك إعادة الإعمار وتنمية المناطق المتضررة ومعالجة آثار النزوح الداخلي.

واعتبر د. إبراهيم بأن وجود الحكومة في العاصمة يسهل التنسيق بين الوزارات ومؤسسات الدولة، ويعزز قدرة الحكومة على ربط السياسات الأمنية بالجهود التنموية، وهو ما يعكس إدراكًا استراتيجيًا لأهمية الربط بين الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والاجتماعي.

غير أن شقلاوي يرى بأن القرار يواجه بتحديات عملية كبيرة تتعلق بكيفية مباشرة العاملين بالدولة لأعمالهم، خاصة مع وجود أعداد كبيرة منهم خارج السودان، بالإضافة إلى آثار قرار لجنة الفريق إبراهيم جابر بتفريغ وسط الخرطوم من الوزارات ونقلها إلى مناطق خارج سنتر العاصمة، ما يزيد أعباء الانتقال والترحيل على الموظفين، مشيرا إلى أن هذه الصعوبات تتفاقم بسبب ضعف الرواتب وارتفاع تكلفة المواصلات، ما يضع الحكومة أمام اختبار جدّي في قدرة مؤسساتها على العمل بفعالية منذ البداية.

في المجمل يرى شقلاوي بأن مباشرة رئيس الوزراء لمهامه في الخرطوم ترسل رسالة سياسية قوية تؤكد حرص الحكومة على تعزيز الشرعية والالتزام بالمسار الديمقراطي المؤسسي، وفي الوقت نفسه فرصة لإطلاق مشاريع تنموية حقيقية تدعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتشجع المواطنين على العودة الطوعية، ومع ذلك، نجاح القرار سيكون مرتبطًا بمدى قدرة الحكومة على مواجهة التحديات التشغيلية واللوجستية لضمان استمرارية العمل وفعالية الأداء الحكومي في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole