*اما آن للشعب السوداني ان يكتشف نفسه بعد التحرير؟..محمد أبوزيد مصطفى رئيس اللجنة السياسية لأنصار السنة 22/6/204*

 

الإنسان السوداني تكوّن عبر تاريخ ملئ بالمميزات، إذ أن ارض السودان تمثل اصل البشرية بمقتضي استكشافات أثرية في جزيرة صاي بشماله، وخور ابو عنجة في وسطه، وانسان سنجة الأول في جنوبه…
السودان يمثل اصل الحضارة الإنسانية علي الإطلاق… هذا ما اكدته الأبحاث الأثرية في منطقة كرمة بارض النوبة القديمة،
امتزج الإنسان السوداني بمجموعة غزيرة من التقاليد والقيم المتتالية والموروثة التي شكلته الي منتهي عهده الحالي،
غزا امماً في ارضهم واستقبل غزاة في ارضه وامتزجوا معه دماً وعرقاً وقيماً وموروثات،
امتدت حضاراته منذ الأزل بدءاً بكرمة، وكوش الأولي والثانية فكانت البركل والبجراوية، قبل الديانات السماوية، ثم احتضن الديانة المسيحية، ومن بعد ذلك كله استوعب الديانة الإسلامية سلماً وصلحاً، وكانت كل تلك الحضارات تزحف من الشمال الي الجنوب حيث تخوم شمال دارفور ومنابع النيل وملتقياته.
الحضارة النوبية تمددت عبر النيل الي أن وصلت منبعه المتكون في ملتقي النيلين بالخرطوم حيث اناخت الدولة المسيحية رئاستها في سوبا.
و امتدت الحضارة النوبية عبر نهر النيل الي النيل الأبيض حيث تشكلت كردفان ، وعبر النيل الأزرق حيث التقت هناك بالفونج وامتزجت معهم الي أن توج ذلك بدولة سنار حين سري الإسلام زاحفاً من الشمال الي الجنوب كالطوفان ولكن بهدوء دون عواصف، الي أن قامت عجوبة بتعبئة قومها وخربت سوبا. وبعدها هيمن الإسلام على ربوع البلاد، وتأسست الدولة السنارية كأول دولة إسلامية في السودان، ومن حسن الطالع انها جاءت بعد سقوط الأندلس آخر القلاع الإسلامية.
هذه الدولة تميزت بالاستقرار رغم طول الفترة التي امتدت ل 317 سنة…
بينما كل الفترات التي تلتها حتي الآن لم تتجاوز ال 203 سنة…
فقد حكم الأتراك 64 عامأ
والمهدية 13 عاماً
والاستعمار البريطاني 58 عاماً
والحكومات الوطنية 68 عاماً

ومما يميز أرض السودان انها محضن اللغة العربية لغة القرآن إذ أن وسطه كان ينحدر من بقايا العرب البائدة قوم عاد وثمود.. ابناء نوح.. ومن هنا انتقلت العربية الي اليمن حيث العرب العاربة، ومنهم الي الحجاز ليكون العرب المستعربة ومن هناك انتشرت العربية في أنحاء ما يعرف اليوم بالعالم العربي… وهجرات العرب المستعربة الي السودان مثلها مثل سائر البلدان العربية التي استوعبت مهاجرين عرباً بدافع نشر الإسلام أو بالفرار نتيجة الصراعات السياسية بين الأمويين والعباسيين، فكانت إضافة للعرب البائدة وليست منشئة للغة في بلادنا، كل ذلك اثبتته الدراسات البحثية وعلماء اللسانيات.

واليوم تتعرض بلادنا لابشع انواع الاحتلال من اعراب دول مجاورة، وانتهكوا فيها كل الحرمات التي لا تمثل دينهم الذي ينتمون إليه، بتخطيط من دول شريرة،…
ولكن انتصرت الارادة السودانية بحنكة وشجاعة قواتنا المسلحة، لتؤكد ان السودان بلد لا يمكن الاستهانة به مهما تكالب عليه الأعداء وتداعت عليه الأمم، فلسوف تخرج بلادنا عملاقة قوية مهابة… ويعود للسودان عزه ومجده، والتاريخ الحديث يحكي البطولات التي لقنت كل غازٍ دروساً لن تنسي فكانت أرض السودان مقبرة لكل غازٍ ، واليوم يتكرر ذات التاريخ.. ونقول كما قال الزعيم الراحل محمد هاشم الهدية : السودان بلد محفوظ بالعناية الالهية.
_____________________

محمد أبوزيد مصطفى
رئيس اللجنة السياسية لأنصار السنة
22/6/204

مقالات ذات صلة