:
تكاثرت علينا الماسي حتي حسبنا ان اي فقد اضافي لن يؤثر او يحرك مشاعرنا.ثم استيقظت علي وقع نبا وفاة الشاعر هاشم صديق فاحترت واخترت اشراك مكي سنادة واعزاء اخرين في المؤاساة والتحمل.فقد جمعتنا سنوات طويلة من الاحلام والالام ، من الاشراقات والاصرار في وجه جدران خراسانية رسمية ومجتمعية.
تعرفت علي هاشم اول مرة بالمسرح القومي .عينني الرائد الفكي عبد الرحمن في وظيفة مساعد مخرج وسمح لي بان اتعلم تحت اشرافه.بدات بالفعل بروفات مسرحية المنضرة وكان هاشم احد الممثلين. لم نواصل لاني اخترت مواصلة الدراسة العليا بالجامعة.
التقينا مرة ثانية عندما رجعت من إنجلترا و عينت عميدا لمعهد الموسيقي والمسرح. لاحظت ان المقررات ليس ضمنها مقرر عن المسرح السوداني، فتعاون معي هاشم في استحداث مقرر المسرح السوداني. الي ان كان يوم لا ينسي عندما اعتقل جهاز الامن هاشم.قال لي احد العازفين المخضرمين ان مدير الجهاز كان تلميذه في المدرسة الاولية وانه سيزوره في البيت ويطلب لنا زيارة لهاشم في سجن كوبر.نجح مسعاه ووجدنا مع هاشم اخته ووجدناه صامدا وباسما.قلت لمدير الجهاز ان هاشم لا ينتمي لاي حزب وان لديه طلابا ينتظرونه. اطلق سراح هاشم بعد يومين من زيارتنا.
زرت منزل الأسرة في بانت اكثر من مرة لعل اهمها كانت في الطريق لاجراء مقابلة مع ابراهيم العبادي.وهي اخر مقابلة أجريت لان الشاعر والمسرحي الكبير توفي بعدها باسبوع.
جمع هاشم بين التاليف المسرحي والتعليم والشعر وتفوق رغم ان الشعر طغي لانه توقف عن كتابة المسرحية.السبب الاهم هو التصاق الشعر عنده بقضايا الثورة والاستنارة.
رايته اخر مرة في التلفزيون محمولا علي كارو من بانت .
رحيله المفاجيء مقرونا برحيل اخرين في المنافي دليل اضافي علي الصلة المباشرة وغير المباشرة بين الحالة النفسية وبين الجسد البشري.لم يتحمل جسد هاشم نتائج الحرب/النكبة علي الوطن.لكن كلماته ستلهم كل الوطنيين ليواصلوا السعي نحو الحكم المدني الديمقراطي مهما تعددت العقبات والنكسات.. الدكتور خالد المبارك.