*وضح جليا أن النهابين واللصوص والحرامية والمنتهكين وهم عصابات المليشيا المجرمة أو من يطلق عليهم قوات الدعم السريع سابقا والمتمردين حاليا فعندما اجتاحوا ولاية الجزيرة واستباحوها و احتلوا أكثر من تسعين في المية من اراضيها ( مدنها وقراها ومشروعها) واذلوا واضطهدوا واهانوا واحتقروا مواطنيها وتعاملوا معهم بابشع انواع الاستعمار و الاحتلال والاحتقار مستغلين سماحة ووداعة وطيبة ومثالية مواطني هذه الولاية المضيافة فقد كانوا يعلمون انهم لن يجدوا مقاومة من واقع أن مواطن الجزيرة مسالم ومثالي فضلا عن اتساع مساحة الولاية وانها تنعم بكل الخيرات وسيجدوا فيها ضالتهم و يحققوا كل اغراضهم
*يصعب علينا وعلى أي من الصحافيين او شهود العيان والاثبات وحتي الاليات الإلكترونية أن تحكي كل ما حدث والذي يفوق حد الخيال والتصور .. أحداث ومأسي و كوارث ومصائب ومشاهد مؤلمة يعجز القلم او يرفض نقلها او رصدها
*كيف ولماذا نجح المتمردون في احتلال ولاية الجزيرة وما هي الجهات المسؤولة عن هذه الكارثة التاريخية؟؟؟ فهنا في ( الجزيرة ونحن نكتب من قلب الأحداث ) يحملون كل المسؤولية للجيش ممثلا في قادة وقوات الفرقة الأولى والتي مقرها مدينة ود مدني عاصمة و حاضرة الولاية وبالطبع فإن واجب ومسؤولية ومهمة هذه الفرقة حماية الولاية والحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها وتتجه كل اسهم الاتهامات إلى اللواء أحمد الطيب وفرقته واكرر الاتهامات حيث يستغرب كل مواطني الولاية بل معظم السودانيين من الطريقة الغربية جدا والغامضة والسرعة التي سقطت بها مدينة مدني في أيدي المتمردين دون مقاومة تذكر وعلى طريقة ( تسليم مفتاح ) . كيف لولاية تعتبر هي قلب السودان النابض ذات الموقع الاستراتيجي المهم حيث ترتبط بها سبعة ولايات فضلا عن الكثافة السكانية العالية ( تسعة مليون نسمة ) غير ذلك فهي الوعاء الذي يملأ بطون كل الشعب السوداني فكيف تتعرض للاهمال وعدم الاهتمام
*كان المتوقع والامل والمرتجى والمنتظر أن تتحرك الجهات المعنية على أعلى المستويات لإصلاح الخلل والخطأ بسرعة ذلك بطرد التمرد وتحرير الجزيرة لأهمية هذه الولاية الاستراتيجية ذلك بتحرير مدينة مدني قبل أن تستفحل وتتعقد الأوضاع وينتشر التمرد في كل مساحة الولاية الشاسعة إذ ان ولاية الجزيرة تعتبر هي الأكبر مساحة من بين كل ولايات السودان فمن ناحبة شرق النيل الأزرق تمتد من بعد منطقة الشبارقة حتى ولاية الخرطوم وتتمدد من ود الحداد حتى الباقير وسطا ومن المناقل غربا حتى سوبا غرب ولكن برغم ذلك لم تحظى بأي اهتمام وكانها بلا قيمة ؟؟؟؟!!!! وكان نتاج ذلك أن دفع مواطني الولاية الثمن حيث يعيشون في سجن مقفول وتحت وطأة المتمردين والذين عاثوا فيه كل أشكال وأنواع الاحتقار ( ارهاب … احتقار .. رعب .. انتهاك لكافة الحرمات .. واذلال .. إهانة .. اضطهاد … تجاوز . تشريد .. قتل .. تهجير قسري و… و… و….. ) وحتي تاريخ اليوم واكرر حتى هذه اللحظة يمارس المتمردين والمرتزقة النهب والسرقة والقتل والإرهاب والتهجير ولا أثر او أمل في النجاة سوى التضرع الله سبحانه وتعالى
*من الصعب بل الاستحالة أن نحكي ما حدث في ولاية الجزيرة خاصة شرقها ووسطها وشمالها وغربها ويكفي أن نشير إلى أن الذين تم تشريدهم واخرجوا من بيوتهم قسرا وبالتهديد يفوق الخمسة ملايين وان الذين تم قتلهم يفوق عددهم الأربعة ألف مواطن بري أعزل
*ولكم ان تتخيلوا مزارع مسكين فقير زرع الذرة ليأكل وبعيش في ظل هذه الظروف القاسية وعندما حصد وحاول ترحيل حصاده اليسير يواجهه عدد من الرباطة والنهابين ويستولوا على كل حصاده عبر التهديد بالكلاش وبعد ذلك يتعرض للضرب والاهانة علما به أن عمر هذه المزارع يتجاوز السبعين عاما
*كنا في السابق نتحدث عن تحرير مدينة ود مدني الأن أصبح الوضع أكثر تعقيدا و تشابكا فليست مدني وحدها التي تحتاج لتحرير بل كل مدن وقري ولاية الجزيرة حيث يسيطر التمرد على معظم مساحتها
*لاحقا سنحكي حجم المأساه والمصيبة و الكارثة التي حلت بالجزيرة ومواطنيها والطرق التي استخدمتها المليشيا في الإرهاب والقتل والاهانة والاذلال والاحتقار
*مجذوب حميدة