أهم المؤشرات في استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان في مجلس الأمن هو أن الحكومة والقوات المسلحة السودانية الآن تقاتل في كارتيل الجنجويد والمتواطئين الاقليميين والدوليين الداعمين للعدو بظهر محمي وليس مكشوفا كما كان في السابق..
الآن كل محاولات العابثين بتكبيل السودان كدولة باستمرار الفوضى أو الرضوخ لانصاف الحلول واعادة إنتاج توازن الضعف أصبحت في مهب الربح..
لماذا؟!!
لأن الدولة والجيش الان ولأول مرة في تاريخ السودان يجيدان استخدام أدوات القوة التي تعترف وترتهن لها معادلات الدول الكبرى والمنظمات الاممية في الدبلوماسية الدولية والعلاقات الخارجية..
الفارق الآن أن للدولة حليف من الدول العظمى
من الدول صاحبة الحق في النقض
وكنت قد تابعت وشاركت في نقاشات ومداولات شبه رسمية بدأت منذ اكتوبر ٢٠٢٣ تهدف الي اسناد الحكومة السودانية في وضع رؤى وبرامج عمل الحكومة أثناء الحرب وتمهد لما هو متوقع بعد الحرب، وقد كانت احدى التوصيات في السياسة الخارجية هي أن تعمل الحكومة الحالية على تأسيس وترسيخ تحالف إستراتيجي مع احد الدول صاحبة الحق في استخدام الفيتو وقد اقترحنا من ضمن الرؤية هذه ثلاث دول كانت روسيا احدها..
الحروب الحديثة في عالم اليوم لا يتم كسبها والانتصار فيها في ميادين القتال، وانما في اروقة ومكاتب واضابير مؤامرات ومصالح الدول والقوى الاقتصادية الكبرى وقطعا ان يكون لك حليف وظهير من ضمنها فهو أمر مطلوب ومميز وسيكسبك الكثير ..
سيكثر الانتقاد والاستنكار من الكثيرين للموقف والفيتو الروسي لا لأنه كما يزعمون ضد حماية المدنيين
ببساطة لأنه يقتل احلامهم في استمرار توازن الضعف وعودتهم للحكم بمباركة وضغوطات امريكواماراتية ..
أن يتدخل الروس بهذا الشكل ويضعون شروطهم بأن الحكومة السودانية لا غيرها يجب أن تكون هي الفاعل الرئيسي في ملفات وقف اطلاق النار و المساعدات الانسانية يعني أن اي تحرك دولي الان رهين بعقد التسويات والمساومات بين القوى الدولية الكبرى والحكومة السودانية، ويعني اشارات مهمة أخرى تتعلق باعطاء الضوء الاخضر لقوى اقليمية لمساندة و دعم السودان ليس في المحيط العربي فقط بل الاهم في المحيط الافريقي أيضا حيث تنامي الدور الروسي الصيني الذي من شأنه حصار حلفاء الكارتيل من دول الجوار السوداني ..
وائل عبدالخالق مالك
#ضد_الجنحويد
#الدعم_السريع_منظمة_ارهابية
#جيش_واحد_شعب_واحد