في العام 2007 مثلتُ السودان في اجتماع الجمعية العمومية لمجلس وزراء ثقافة الدول الإسلامية احد اذرع (منظمة التعاون الاسلامي) حين كنت وزيراً بالثقافة والشباب والرياضة،، كان ذلك في العاصمة الليبية طرابلس،، وقد طُرح في هذا الاجتماع جند (العواصم الثقافية)،، ولم تكن لي احاطة مسبقة عن هذا المشروع الا أثناء الاجتماع،، حينها ادركت أهميته والتقطته سريعاً، وقلبت صفحات التاريخ السوداني لارشح مرحلة ومدينة تمثل هذه الرمزية فصوبت تأملي لفترتين في تاريخ بلادنا وهما دولة المهدية والدولة السنارية،،، وبعد التمحيص غلبّت الأخيرة لخصوصية الزمان الذي نشأت فيه، وهو اتيانها مباشرة عقب سقوط دولة الأندلس الاموية آخر قلاع الدولة الإسلامية الحصينة والتي ابكت العالم الإسلامي كله وأكثرهم بكاءاً الشعراء الذين سكبوا فيها شعر الحسرة والاسي،،، وثانياً تطاول زمانها، إذ مكثت 517 سنة،، وثالثا لسلميتها واستقرارها رغم طول مدة حكمها وسلطانها ،، وبالحساب فهي تزيد عن فترة الحكم الأجنبي والوطني التي اعقبتها مجتمعة بل تكاد تكون ضعفها..
وبالفعل طرحت الفكرة علي وفدي المرافق ومن ثم قمت بترشيح (سنار عاصمة للثقافة الاسلامية) واجيزت في الاجتماع لتكون في عام 2013.
وعدت الي البلاد مُحمَّلاً بالمشروع ومبشِّراً به …
في العام 2009 التأمت دورة الاجتماع هذه المرة في العاصمة الاذرية (باكو)، حيث كان الاجتماع الدوري ينعقد كل سنتين،، فتكرر تمثيلي للسودان مرة أخري بهذا المؤتمر،، وفي الجلسة الافتتاحية عندما تُليت مقررات الاجتماع السابق افتقدت قرار (سنار عاصمة للثقافة الإسلامية)،، فاحتججت،، فما كان من التويجري (الامين العام للمنظمة) الا ان يعتذر مُغلَّظاً بأن الأمر قد سقط سهواً من غير قصد، وسألني في الحال ان كنت علي ذات الموعد الذي حددناه سابقاً؟ فاقترحت ترحيل زمان المناسبة الي العام 2017 وتم ذلك،،،
هذه المرة كثفت الدعاية الاعلامية والتبشير الداخلي بالمشروع مما دفع القيادة العليا في الدولة وولاية سنار إيلاء أهمية خاصة له وتكوين أمانة عامة ورئاسة لمشروع سنار عاصمة الثقافة الاسلامية،، وقامت الجهة التنفيذية بتجميع الآثار التراثية من مالكيها في بيوتهم إذ لم يكن لها وبها متحف ولا آثار شاخصة، مما حدا بالأمانة ان تتبني انشاء متحف خاص للاثار،، وكذلك بناء بعض النزل السياحية والمنشآت المصاحبة …
من الثمار ايضاً
اصدار أكثر من 180 كتابا عن الحقبة السنارية وموضوعات أخرى.
وبناء مجمع الملك عمارة دنقس
وإعادة بناء قصر السلطان بادي.
غادرت منصبي الوزاري في العام 2011م كوزير دولة بالسياحة ثم عدت مرة أخري وزيراً للسياحة في العام 2015،، ويقدر الله أن احضر المناسبة التي شهد افتتاحها الأمين العام للمنظمة،،، وامَّ المصلين وخطب فيهم الجمعة أمام الحرم الشريف بمناسبة افتتاح المسجد الجامع الذي أسس علي شرف المناسبة،،، وتم في ذلك اليوم افتتاح كل المنشآت التي نشأت بسبب المشروع …
إنها شهادتي للتاريخ باختصار وادغام شديدين