🎯لم ينتَشِرِ الإسلامُ قطُّ بحدِّ السَّيف ، ولكنَّ السَّيف واجِبٌ ضروريٌّ حين يكونُ الصَّدُّ عن سبيلِ الله بحدِّ السيف ، ولطالما انتشر الإسلامُ ولايزال بالقِيَم ، لأنَّه دِيْناً قِيَمَاً .. دِيْنُ الْقَيِّمَة ، والاستِضعَافُ في الإسلامِ بمنزِلةٍ تُراوِحُ بين الوِزْرِ والعُذْر ، والأجْرُ في الاستِضْعَافِ يكونُ على الصَّبرِ إن كان ثَمَّة عُذْر.
🎯 *{فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّوا۟ ٱلۡوَثَاقَ}* رغَّبَ القرآن الأسْرَ على القتْل ، وذلك لكراهة قتل الأنفس من جانب ، ولفوائد الأسرِ من جانبٍ آخر ، *{فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَاۤءً}* وقد جعل القرآن للأسير حالين لا ثالث لهما .. الامتنان عليهم بإطلاق سراحهم أو افتدائهم بأسرى ونحوهامن المصالح الأخرى ، *{حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ}* ، ووضع القرآن للأسْرِ إطاراً زمنياً مُحَدَّداً بانتهاء الحرب وتوقيع السلام إذ أن حُريَّة النَّاس هي هِبَةُ الخالق وأساس إنسانيتهم ومناط تكليفهم (والعَجَب من الذين مازالوا يُفْتُون الناس باسم الإسلامِ أن الله أباح استرقاق الأسرى وَوَطْؤهم ، وأنهم المقصودون بمِلكِ اليَمين!!!) ، {ذَ ٰلِكَۖ وَلَوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَا۟ بَعۡضَكُم بِبَعۡضࣲۗ وَٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَلَن یُضِلَّ أَعۡمَـٰلَهُمۡ} ولله الحِكْمةٌ البالِغةٌ في أمره ، فالابتلاء للآسِر بقدر ما هو كذلك للأسير ، والأمر كُلُّه لله.
🎯الأسير في جِوارِ المُسْلمين وذِمَّتُهم ، ولطالما دأَب سيد القادة وقائد السادة عليه الصلاة والسلام على الأمر بأن استوصوا بالأسُارى خيراً ، ومن الواجِبِ في حقِّ الأسير أن يُسْمَعَ كلام الله ، ويراه واقعاً مَلْموساً مِن آسِرِيه قبل أن يبلُغَ مأمنه ، بل إن القرآن أمرنا بأن ننقُلَ للأسرى بِشارة ربِّهم إن عَلِم في قلوبِهم خيراً *{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّمَن فِیۤ أَیۡدِیكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰۤ إِن یَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِی قُلُوبِكُمۡ خَیۡرࣰا یُؤۡتِكُمۡ خَیۡرࣰا مِّمَّاۤ أُخِذَ مِنكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ}.*
🎯لا شكَّ بأن حماس بمعاملتها القرآنية للأسرى وحتى إطلاق سراحهم .. قد أسَرَتْ قلوب أهل الأرض طُرَّاً وأخْرَسَت ألسنة أعدائهم .. ولا عَجَب فيمن استعصم بقوى القرآن الخشنة والناعمة فدار معها حيث دارت ، وتخيَّلوا لو أن حماس (حاشاهم) تعاملوا مع الأمر بفقه التراث وهجروا القرآن كما فعل ويفعلُ غيرُهم ، وتأمَّلوا أحوال الأسرى في السودان على امتداد تاريخ الصراع السوداني السوداني الممتد والذي مازال مُحتَدِماً … أَلَمْ يَأْنِ لنا أن تَخْشَعَ قلوبنا لأمْرِ الله وما نزل من الحق وقد بالفعل تطاول الزمن وقستِ القُلوب ، فاللهم رُدَّنا إليك رَدَّاً جميلاً.