*دور الإعلام في بناء الإنسان: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة بقلم ..رندة المعتصم اوشي .. القاهرة*

– في إطار سعيها المستمر نحو تعزيز الوعي بالقيم الإنسانية والإسلامية، نظمت منظمة اتحاد إذاعات الدول الإسلامية بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية و أكاديمية الأوقاف الدولية الدورة التدريبية الثامنة تحت عنوان “دور الإعلام في بناء الإنسان”، والتي تهدف إلى إبراز أهمية الإعلام كأداة فعالة في بناء الإنسان وتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة.
– دورة “دور الإعلام في بناء الإنسان” كانت بمثابة منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعرفة بين إعلاميين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حيث ركزت على كيفية استخدام الإعلام بشكل إيجابي في تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية، وترسيخ المبادئ الإنسانية في المجتمعات. وقد أجمعت كلمات المشاركين على أهمية دور الإعلام في التأثير على تشكيل الوعي الجماعي للأفراد والجماعات، مما يجعله أداة حيوية في تطوير وبناء الإنسان على مختلف الأصعدة.
– إن الإعلام اليوم لم يعد مجرد ناقل للمعلومات، بل أصبح أحد القوى الرئيسية التي تحدد توجهات المجتمعات وتؤثر في قضايا التنمية الإنسانية. ففي عالمنا المعاصر، تتسارع الأحداث وتتنوع المواضيع، مما يجعل من الضروري أن يكون الإعلام وسيلة مرشدة للمجتمع، تُسهم في رفع مستوى الوعي الاجتماعي، وتعزيز القيم الإسلامية، ونشر المبادئ الإنسانية السامية.
– وتعليقًا على ذلك، أشار المتحدثون في الدورة إلى أهمية تكامل دور الإعلام مع القيم الأخلاقية التي تعززها الأديان السماوية، مشيرين إلى أن الإعلام يجب أن يتبنى خطابًا يساهم في بناء شخصية الإنسان بشكل متوازن، بعيدًا عن التحريض أو نشر الأفكار المتطرفة.
– تواجه وسائل الإعلام اليوم تحديات كبيرة، في ظل تسارع التحولات الرقمية وتعدد المنصات الإعلامية، مما يتطلب من الإعلاميين المساهمة بشكل أكبر في صياغة رسائل إعلامية هادفة تواكب العصر وفي ذات الوقت تحافظ على القيم والمبادئ. وبالرغم من هذه التحديات، فإن الدورة أكدت على الفرص الهائلة التي يوفرها الإعلام المعاصر في توصيل الرسائل الإيجابية التي تساهم في تعزيز الثقافة الإنسانية وتنمية الوعي المجتمعي.
– وقد أكد المشاركون في الدورة على أن التعاون بين الدول الإسلامية في مجال الإعلام، مثل التعاون القائم بين منظمة اتحاد إذاعات الدول الإسلامية و وزارة الأوقاف المصرية و أكاديمية الأوقاف الدولية، يعد خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف المشتركة في بناء الإنسان. فعندما تتضافر الجهود العربية والإسلامية، يمكن تقديم حلول إعلامية مبتكرة تحقق التنمية المستدامة في المجتمعات.
– تظل مسؤولية الإعلاميين كبيرة في توجيه الإعلام نحو الإسهام الفعّال في بناء الإنسان وتطوير المجتمعات. وبينما تواصل الدول الإسلامية تعزيز دور الإعلام في التنمية، فإن التحديات المستقبلية تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق من أجل ضمان وصول رسائل إعلامية بنّاءة تساهم في بناء عالم أفضل.

مقالات ذات صلة