*تزايد الأصوات المنادية بتفويضه لقيادة البلاد حتى مرحلة الانتخابات،، البرهان.. صمام أمان السودان*

التفاف جماهيري كبير يحظى به البرهان في كل زياراته داخل وخارج السودان..

مواقف صعبة واجهها الرجل، فتجاوزها بحكمة وصبر ورباطة جأش..

اكتمل العمل في الوثيقة الدستورية، وإعلان الحكومة المدنية خلال أيام..

معاوية دانيال: تفويض البرهان ينطلق من الشعبية الطاغية التي زادت مع الحرب..

إسماعيل جبريل تيسو

ازدادت الأصوات المنادية بتفويض رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ليقود سفينة السودان في مرحلة ما بعد الحرب إلى بر الأمان، وصولاً إلى صناديق الاقتراع، حيث يختار الشعب من يمثله من القوى السياسية، فما كان يتم تداوله سراً في المجالس، أصبح يُطالب به جهراً خاصة مع التقدم الذي ظلت تحرزه القوات المسلحة والقوات المساندة لها وتحقيقها انتصارات ساحقة ومتلاحقة على ميليشيا الدعم السريع، مما يشير بشكل قاطع إلى انتهاء تمرد آل دقلو، ودخول السودان مرحلة جديدة يكون فيها خالياً من الجنجويد وأعوانهم من العملاء والخونة الأنجاس المناكيد.

التفاف جماهيري:
وظل رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة يحظى باستقبالات جماهيرية حاشدة كلما خرج إلى إحدى الولايات، أو المناطق التي حررها الجيش من يدي ميليشيا الدعم السريع، وكثيراً ما كسر البرهان قيود البروتكول ليقابل الحشود الجماهيرية العفوية التي دائماً ما تقطع الطريق على موكبه الرئاسي، حيث يقوم بمصافحة المواطنين، ومعانقة كلِّ من يقع على صدره من الرجال والأطفال، في مشاهد مفعمة بقيم المحبة والانتماء، تضع البرهان في مرمى حسد رؤساء وزعماء أكثر دول العالم سلاماً وأماناً وهم عاجزون عن معانقة الجماهير، ناهيك عن بلد كالسودان يرزح تحت وطأة حرب غادرة، ولم تقتصر مشاهد التحام البرهان مع الجماهير داخل السودان وحده، وإنما شهدت بعض دول العالم مثل هذه المشاهد، حدث ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تدافعت جماهير الجالية السودانية في نيويورك بحماس منقطع النظير لاستقبال البرهان لدى حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024م، وتكررت ذات المشاهد في كلٍّ من موريتانيا، والسنغال، ومالي، خلال جولة البرهان الأخيرة إلى دول غرب أفريقيا، وهي تهتف: (جيشٌ واحد، شعبٌ واحد).

مواقف صعبة:
ومنذ اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، واجه رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان العديد من المواقف والتحديات الصعبة، كان أبرزها مقتل أكثر من 35 جندياً وضابطاً من حرسه الرئاسي والشخصي وبذلهم أرواحهم رخيصة فداءً له، وهي التضحية التي أفلشت مخطط قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي كان حريصاً على توقيف البرهان حياً أو ميتاً، ثم فقد البرهان في خضم انشغاله بالحرب وقتال المتمردين، فلذة كبد، وابنه البكر محمد عبد الفتاح البرهان في حادث مرور غامض وقع في مدينة إسطنبول التركية، وازدادت أوجاع البرهان بالمحاولات المتكررة لشيطنته وتخوينه خاصة عند سقوط مدينة ود مدني، وسنجة في أيدي ميليشيا الدعم السريع، ثم كان قرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على البرهان، بيد أن أكثر ما يوجع البرهان ويؤرق مضجعه هو سقوط ضحايا من المواطنين الأبرياء والعزل والذين ما انفكت تحصد هذه الحرب أرواحهم، جراء الانتهاكات والجرائم والمذابح التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، مثلما حدث في قرى الجزيرة، أبو نوارة والسريحة، وما حدث مؤخراً في سوق صابرين بمدينة الثورات.

حكومة مدنية:
لقد استطاع رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، العبور فوق كل هذه التحديات والمواقف الصعبة، بصبر وقوة تحمل ورباطة جأش، بل إن بعض هذه المواقف زادته قوة وثباتاً مثل عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية التي رفعت من معدل الالتفاف الجماهيري حول البرهان، الذي مضى في تحريك دولاب الدولة التي شهدت بعض وزارتها إنجازات لم تحققها حتى في زمن الحرب، كوزارة المعادن، ووزارة الزراعة، وشرعت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في وضع الموازنة العامة للدولة للعام 2025م، التي تمت إجازتها من قبل مجلسي السيادة والوزراء والتي تضمنت عودة أجور العاملين في الدولة بنسبة 100% رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، ثم فرغت الجهات المعنية في الدولة من الأعمال الخاصة بالوثيقة الدستورية، تمهيداً لإعلان الحكومة المدنية المعينة بدلاً عن المكلفة وذلك خلال الأيام القادمة، وتقول مصادر تحدثت للكرامة إن الحكومة الجديدة ستشهد تسمية رئيس وزراء، وعملية إحلال وإبدال في بعض الحقائب الوزارية، بالإضافة إلى تعيين وزراء جدد لشغل الوزارات التي ظلت شاغرة.

صمام أمان السودان:
ويثني الخبير العسكري والاستراتيجي الجنرال دكتور معاوية علي عوض الله على الكارزيما القوية المتسمة بالشجاعة والصبر، وقوة التحمل التي يتمتع بها رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والتي ساعدته في امتصاص الكثير من الصدمات والمواقف العصيبة التي جابهته طوال فترة هذه الحرب الغادرة من قبل ميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو ” حميدتي” الذي كان تمرده صدمةً في وجه البرهان باعتبار أن حميدتي كان أحد ثُقاة البرهان نفسه، وأمن معاوية دانيال في إفادته للكرامة على مبدأ تفويض البرهان لقيادة البلاد في مرحلة ما بعد الحرب عطفاً على الشعبية والجماهيرية الكبيرة والطاغية التي قال إن معدلها ارتفع خلال فترة الحرب، حيث ظلت الجماهير تلتفَّ حول الرجل، وتصطفَّ خلفه يوماً بعد يوم، ونوه الجنرال معاوية إلى الإنجازات التي حققها البرهان في خضم هذه الحرب الوجودية، وحفاظه على تماسك البلاد ووحدتها، مبيناً أن الدروس والعظات والعبر المستقاة من هذه الحرب ستجعل السودان أقوى من ذي قبل، وأن البرهان يمثل صمام أمان ووحدة وتماسك السودان.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن التفويض الشعبي لرئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لقيادة البلاد في مرحلة ما بعد الحرب يمثل خطوةً مهمة على طريق تجاوز تداعيات الحرب، وضماناً لانسياب دولاب مدنية الدولة، وتحقيق مقاصد السلام والاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار، وتهيئة المشهد لاستقبال مرحلة الانتخابات التي تشكل لبنةً أولى في بلورة مفاهيم الانتقال السلس من خلال إعمال التداول السلمي للسلطة، باعتبارها مدخلاً لبلاط السودان الجديد القائم على ركائز الحرية والسلام والعدالة.

مقالات ذات صلة