*منطقة طيبة (العزبة) وقفات مشرفة أثناء الحرب (1) بقلم يونس إدريس يونس*

قدمت منطقة طيبة (العزبة) الكثير من المواقف المشرفة في فترة الحرب العصيبة التي شهدتها البلاد لقرابة العامين وصمود الأهالي بالمنطقة في مواجهة تبعات الحرب اتزكر ذلك اليوم جيدا وكانت المعركة التي دارت في الشارع الفاصل مابين العزبة وكافوري مربع ٣ امتدادا من غرب عيادة دكتور

الفاتح كرار وشرق شنقهاي والجثث كانت علي امتداد هذا الشارع وداخل الحي وكان ذلك يوم الاحد الموافق 2023/6/11
ويشهد الله الوقفة التي وقفها شباب المنطقة مع قوات الشعب المسلحة لم يقفها كل مناطق الخرطوم واستشهد علي ذلك بمروري بكثير من الطرق وانا نازح اجد الجثث تتحلل في الطرقات وهنالك سكان يعبرون امام هذه الجثث ويسكنون هذه المناطق ولكن ابناء العزبة كان لهم التحدي والانسانية لستر هذه الجثث


عندما هممنا بستر جثامين شهداء جيشنا الباسل في هذه المعركة كانت هنالك معارضة من بعض افراد الدعم السريع بان نترك هذه الجثامين في العراء وان نتركها للكلاب فكان ردنا صادم لهم باننا سوف نغادر هذه المنطقة طالما هذه الجثامين ملقاه علي الطرقات فوافقوا علي مضض


في ذلك الوقت تناقشنا نقاشا مستفيضا مع شباب المنطقة اين ندفن هذه الجثامين فكانت اقتراحات كثيرة قدمت ولكن اتفقنا بان تدفن شرق المدارس وبالفعل واري الثري عدد 57 جثة مقسمة كالاتي ٣ جثث مجهولة الهوية لافراد من السامراب جثثهم كانت في المغسلة الجوار قسم الشرطة الفي شارع السامراب وجثة لاحد شباب المنطقة ومن اسرة معروفة و٦ جثامين من افراد الدعم السريع تم

الحاقهم لنا ونحن في المقبرة واتزكر كانوا محمولين بعربة بوكس متسوبيشي وسائق البوكس احد افراد الدعم السريع من العزبة والبقية من شهداء قواتنا المسلحة وصلينا علي الشهداء صلاة الجنازة وامنا الشيخ يحي مختار امام وخطيب مسجد الرحمن وكان الحضور يفوق المائة شخص
والان معنا شباب في القروب شهود علي هذه الحادثة وهم كثر
هنالك اشخاص شجعان وتحدوا النيران المشتعلة داخل العربات المحترقة والزخيرة التي تتطاير منها وقدموا ارواحهم في سبيل استخراج الجثث المحترقة وعلي سبيل المثال الاخ ماجد كندة الامين وهوالان بمركز الإيواء بالدروشاب والاخ المعز محمد سلطان ( جدوني) والاخ عبدالعزيز داوؤد(دقش)
وكانت الحلة تعاني من ازمة مياة لطفي الحريق المشتعل داخل العربات حتي نتمكن من استخراج الجثث فاخذنا المياة من منزل العم ادم عبدالله شمال صيدلية مرجان كانت عدد ٤ براميل مياة ومن ثم اخذنا المياة ايضا من منزل عمنا عبدالله احمد عمر منزل الشهيد مرتضي جوار المظلة
وفي يوم الاثنين الموافق 2023/6/12 اليوم الثاني قمنا بدفن جميع الجثث الكانت ملقاة علي طريق شنقهاي بحري الحرارية وهي عدد ٥ جثامين وتم دفنهم في ساحة فاضية شرق مصنع النيل الأزرق للادوية في كافوري مربع ٣ وجنوب صيدلية سيد عبدالله كما قمنا بدفن جميع الجثامين الملقاة علي طريق شارع الهواء من بحري الحرارية حتي تقاطع طلمبة الحاج يوسف المايقوما وفي هذا الطريق لدينا عدد ثلاثة مقابر بواقع ثلاثة لاربعة جثث في المقبرة الواحدة وكان معنا في هذه الدافنة عدد ٧ اشخاص من ابناء الحاج يوسف المايقوما
وايضا قمنا بدفن الجثامين الملقاة علي طريق السامراب وهي عدد ثلاثة جثامين وتم دفنهم جوار ملاعب الخماسيات بشارع السامراب بمطري الحلفايا
اما المصابين تم اجلاهم الي منزل الابنة الدكتورة ايمان حسين وهي الان موجودة في بورتسودان ووقفت وقفة شجاعة وقامت بعلاج كل المصابين وفي اثنا العلاج استشهد اثنين من المصابين في اليوم الثاني وقمنا بدفنهم ايضا بمقابر المدارس
وقام بعض الشباب بتهريب بعض المصابين الي السامراب ودكتورة إيمان ووالدتها زينب كبوري وبناتها وبعض بنات الحي وقفن وقفة قوية وفعلا عندما جاوا بعض من افراد الدعم السريع لاخذ الجرحي رفضت رفض قاطع وضحت بحياتها من اجلهم ولكن الحمدلله لم يتمكنوا من اخذ جريح فيهم من استشهد وفيهم من شفي
ودكتورة ايمان حسين الان موجودة ببورتسودان وهي طبيبة امتياز وتعاني السكن والعمل وظرفها سئ ولكنها لم تتباهي بهذا الفعل وهي احتسبت الاجر وتري انها قدمت لجيشها واتمني ان كان هنالك مسؤل ان يصلها ويستفسر من هذه الحادثة ويتم تكريمها والاعتناء بها
ايضا ماقام به ابناء طيبة هو تهريبهم لكباتن الطائرة التي سقطت في مزرعة علي كرتي ولم يقوموا بتسليمهم الي الدعم السريع وعندما جاوا قادة الدعم السريع لم يجدوا الكباتن فقام احد ابناء طيبة بركشتة بتهريبهم الي الدروشاب
ماقمنا به نحن ابناء طيبة اتحدي كل سكان ولاية الخرطوم ماهي المنطقة التي سترت جثامين موتاها ناهيك عن الجيش؟
معنا شباب في هذا القروب عايشوا معنا هذه الاحداث ويمكن ان يصوبونني ان اخطأت.
هذه بعض الحكايات وليس كلها لما قام به أبناء المنطقة وعلى عكس ما يروج أن منطقة العزبة هي منطقة شفشفة و خارجين على القانون هي واحدة من المناطق التي كان لها دور كبير خلال فترة الحرب وقدمت الكثير من الشهداء.


ولنا عودة عن شهداء العزبة الذين فاقوا العشرين شهيد في معركة الكرامة لنا حديث عن قيادات العزبة من ضباط لضباط صف في معارك الكرامة
كما لنا حديث عن متطوعي العزبة وماقدموه لسكان بحري

مقالات ذات صلة