*المستشار احمد حسين : ميثاق الحكومة الموازية الذي يوقع اليوم نكسة كبيرة في تاريخ السودان وما زال يمكن تدارك الموقف*

قال المستشار السابق بالأمم المتحدة والدبلوماسي السوداني الاستاذ احمد حسين في تصريح خاص ل ( ترياق نيوز ) : أن الميثاق السياسي الذي سيتم توقيعه اليوم ١٨ فبراير يعتبر نكسة كبيرة جدا لوحدة السودان وهو حتما سيؤدي إلى زيادة الانقسامات وسط القوى المدنية والعسكرية ، وما حدث من انقسام في القوى المدنية بسبب الحكومة الموازية وادى لفك الارتباط بين المؤيدين والرافضين يمثل ضربة قاضية جدا لوحدة السودان وأتى ذلك في مرحلة خطيرة جدا ، وخاصة في ظل عدم الوصول لحلول تنهي هذه الحرب المستعرة ، وخاصة بأن التكهن الاول بأنه هذه الحرب ليس فيها منتصر ، التقدم الأخير للجيش في العمليات العسكرية كان يمكن يحسب لصالح توازن القوى وهو فرصة لقيادة القوات المسلحة بأن تدارك الموقف وتنظر للبلد بصورة كلية وتتجه لمسألة ايقاف الحرب وإحلال السلام ، بالتأكيد الآلية المطروحة هي التفاوض كما حدث في كل الحروب في التاريخ البعيد أو القريب لم تنته الا بالتفاوض ، والحقيقة بأن الذين يعتقدون بأن الحكومة الموازية. المزمع إعلانها يمكن أن تكون مثلها ومثل اي حكومة مثل ما حدث في ليبيا وغيرها رغم شعاراتها بأنها ستكون حكومة السلام والوحدة لكن هذه الشعارات تتناقض تماما مع النوايا وترتيبات الطرف الآخر ، وان قوات الدعم السريع وجدت سند تحول إلى مناطقية وأثنية وقبلية وهذه هي النقطة الخطيرة جدا التي يمكن أن تفرز واقع خطير جدا ، ولذلك لن يكون واقع هذه الحكومة مثل نماذج الدول الأخرى كما ذكرت ليبيا مثلا ، لأن جذور الحرب في السودان عميقة جدا ، وما زال هنالك بصيص أمل لتدارك هذا الموقف عبر القوى المدنية والقوى السياسية وهذا هو الظرف الخاص جدا يمكن يتوحدوا حوله ، ويمكن الأخذ من هذا الميثاق المطروح لهذه الحكومة نفسه مثلا يؤخذ منه ايقاف الحرب ومعالجة جذورها وهذا البند متفقة عليه كل القوى السياسية والمدنية ، وكذلك ذات الميثاق يؤكد على وحدة السودان ووحدة الجيش ، وايضا يفتكروا بأن هذه حكومة سلام لكل السودانيين ، رغم أن هنالك تناقض كبير عندما نسمعهم يتحدثون عن ضمانات من دول تدعم هذه الحكومة الموازية ، وهذا يعتبر أول مسمار يدق في وحدة السودان ، وبالطبع هذا له تداعيات لأطراف كثيرة جدا ، وسوف تستعر نبرة التهميش ، الأمر الذي يزيد من أطماع الدول الأجنبية وتسعى بأن هذه الحرب لا تقبف ، والرهان الآن أصبح كله على تماسك القوى المدنية والسياسية ، وايضا مطلوب حنكة وحكمة القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق البرهان لأن هذه رسائل في غاية الأهمية يجب عدم المضي فيها بالتحشيد المضاد ، وإنما يجب أن يعلو صوت الحكمة في هذا الظرف الدقيق من تاريخ وطنا.

مقالات ذات صلة