*جريمة قحت الدستورية!* *د.مضوي محمد عبدالرحمن*

*في القانون الدستوري الشعب لة الحق في تفويض الشرعية وتأسيس نظام دستوري لا يقوم على دولة القانون فحسب، بل على مجتمع القانون في آنٍ واحد، بحيث تكون القواعد القانونية تعبيراً صادقاً وأميناً عن إرادة الشعب، فيتبناها ويحرص بنفسه على إنفاذها، ويتصدى لكل من يتجاوزها أو يحاول الاعتداء عليها.*

ننصح القائمين على مشروع السلطة التأسيسية بعدم الوقوع في الفخ نفسه الذي وقع فيه الشعب السوداني، حين أصبح ضحية لقوى الحرية والتغيير، التي روجت وصنعت لنا فاسدين بشهادات وهمية وسير ذاتية مزورة، وأتت بحكومة كفاءات مزيفة كانت كارثة حقيقية. هذه الحكومة جلبت لنا الاتفاق الإطاري، ودمرت مستقبل السودان بشخصيات انتهازية، خالية من العقل والتفكير الاستراتيجي اللازم لبناء الدولة السودانية.

لاحظت أن العديد من الشخصيات البارزة في قوى الحرية والتغيير كانوا عاطلين عن العمل، بل حتى رئيس وزراء السودان، عبد الله حمدوك، كان عاطلًا عن العمل. ومع ذلك، تم الترويج له زوراً وبهتاناً كخبير اقتصادي. لم يكتفِ حمدوك بذلك، بل جلب معه شلته من الزملاء العاطلين من مختلف الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة. كان المعيار الأساسي في اختيارهم هو الزمالة الجامعية أو الدفعة الدراسية، ومعظمهم كانوا يحملون شهادات إما مزورة أو صادرة عن جامعات وهمية غير معترف بها.

المثير للقلق أن هذه الظاهرة لم تقتصر عليهم، بل امتدت إلى بعض أعضاء السلك الدبلوماسي، الذين فشلوا في تثبيت القضية السودانية العادلة أو دفع صناع القرار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومجلس الأمن لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية. كيف يمكن لشخص عاطل عن العمل أن يقوم بعمل دبلوماسي جاد يؤدي في نهاية المطاف إلى تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية؟
للأسف، هؤلاء العاطلون والانتهازيون، بقايا قوى الحرية والتغيير، تسببوا في ضرر بالغ بسمعة السودان دوليًا.

هذه الفئة الفاسدة والانتهازية تمارس الفساد بوضوح، عبر تهميش أصحاب الشهادات الحقيقية، الذين تعبوا واجتهدوا للحصول على مؤهلاتهم بجهد وكفاءة. نقول لهم: أيّامكم أصبحت معدودة!
على الشعب السوداني أن ينهض ويواجه هذا الفساد السرطاني، الذي يقف وراء كوارث الحروب. إن السبب الرئيسي لهذه الحرب – حرب الكرامة – هو وصول السودانيين غير المؤهلين إلى مواقع صنع القرار، مما يضعف الأداء الحكومي ويقوض القدرة على تحقيق تقدم حقيقي، لينتهي الأمر باختلاق الخلافات والأزمات، ومن ثم إشعال الحروب.

ما الحل؟
لا يجب أن تكون المناصب القيادية حكرًداً على الانتهازيين والفاسدين وأصحاب النفوذ المزيف!
الوطن لا يُبنى بالعاطليين عن العمل وبالقبلية والشلليات كشلة حمدوك وبالألقاب الفارغة، بل بالكفاءات الحقيقية.
حكومة كفاءات وطنية مستقلة حتى لا نؤسس لحرب كرامة ثانية
ونؤسس لمرارات قتل، حرب، نهب، وبيع مواطنات في الأسواق الأفريقية وقتل بشكل يومي سببة كان واضحاً تسلم البلاد للعطالة والفاسدين الغير مؤهلين. دعونا نستفيد من أخطاء الماضي.

*د مضوي محمد عبدالرحمن
*-أستاذ المالية والقانون- جامعة نورثهامتون- المملكة المتحدة بريطانيا*
*-رئيس تجمع الكفاءات الوطنية المستقلة لندن*
*-الوطن لا يُبنى بالعاطليين عن العمل وبالقبلية والشلليات كشلة حمدوك وبالألقاب الفارغة، بل بالكفاءات الحقيقية.*
*جيش واحد شعب واحد *

مقالات ذات صلة