* تفشي الكوليرا بكوستي : 700 إصابة خلال ساعات، من بينها 90 حالة وفاة*

رصد: سودان 4نيوز

تشهد مدينة كوستي تفشيًا حادًا لوباء الكوليرا، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الصحية، حيث كشفت مصادر طبية عن تسجيل أكثر من 700 إصابة خلال ساعات، من بينها 90 حالة وفاة.

نقص حاد في الإمدادات الطبية

وأفاد شهود عيان بأن أعدادًا كبيرة من المرضى يتلقون العلاج في الشوارع العامة بسبب انعدام المحاليل الوريدية، حيث وصل سعر “الدرب” الواحد إلى 12 ألف جنيه سوداني، في وقت يحتاج فيه المصاب إلى ستة دربات على الأقل.

وفي ظل هذه الأوضاع، هدد عدد من الكوادر الطبية بمغادرة ميز الأطباء بمستشفى كوستي التعليمي ومستشفى العيون، الذي تتخذه وزارة الصحة مركزًا للعزل، احتجاجًا على تدهور الوضع الصحي وانعدام وسائل الوقاية اللازمة للمرضى والطواقم الطبية.

تضارب في أرقام الإصابات والوفيات

من جانبه، كشف وزير الصحة بولاية النيل الأبيض، الزين آدم سعد، عن ارتفاع حالات الكوليرا إلى أكثر من 400 إصابة، مع تسجيل 9 حالات وفاة، مؤكدًا أن الوزارة اتخذت إجراءات احترازية لتوفير العلاج والاستعداد لحملة التطعيم الفموي ضد الوباء، اعتبارًا من يوم غدٍ الجمعة.

إلا أن اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، في تقرير ميداني، أكدت أن مستشفى كوستي استقبل خلال يومين أكثر من 600 حالة إسهال مائي، معظمها إصابات بالكوليرا، بينما استقبل مستشفى ربك 47 حالة كوليرا مؤكدة و110 حالات اشتباه، مشيرة إلى أن عدد الوفيات لا يقل عن 9 حالات.

انهيار القطاع الصحي وتفاقم الأزمة

وأكد التقرير أن 80 % من المرافق الصحية في مناطق النزاع متوقفة عن العمل، بينما توقفت 45 % من المرافق في المناطق الآمنة، مما فاقم الأزمة الصحية، في ظل نقص حاد في المحاليل الوريدية والمستلزمات الطبية.

وحذرت اللجنة من أن انتشار الكوليرا يمثل تحديًا إضافيًا للنظام الصحي المنهك، الذي يعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية، وزيادة جرحى الحرب، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها.

دعوات للتدخل العاجل

ودعت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، والصليب الأحمر، إلى التدخل الفوري لدعم جهود وزارة الصحة والمجتمعات المحلية، للحيلولة دون انتقال الوباء إلى ولايات أخرى.

أسباب تفشي الكوليرا

وأرجعت التقارير انتشار المرض في كوستي إلى تلوث مياه الشرب، بعد توقف معظم محطات المياه في المنطقة.

وتفاقمت الأزمة بعد قصف قوات الدعم السريع، في 16 فبراير الجاري، لمحطة كهرباء أم دباكر التحويلية، مما أدى إلى تدمير محول كهربائي وتضرر آخر، متسببًا في انقطاع التيار الكهربائي عن كوستي وولاية النيل الأبيض، الأمر الذي أدى إلى توقف محطات تنقية المياه، ما ساهم في انتشار الوباء بشكل واسع.

مقالات ذات صلة