*ماذا بعد توقيع ميثاق التاسيس في نيروبي؟ كتب: د.منتصر بشير الحسن*

كلنا يعلم ان القبائل العربيه المنتشره والمتفرقه في شكل شريط في عده دول افريقيه أبرزها السودان وتشاد والنيجر وحيث ان هذه المجموعات المتفرقه تتوق الي التجمع في وطن واحد وهو امر صعب المنال وفق الانظمه والقوانين الحديثه.
لاحت بارقه امل لهذه الجماعات بعد صعود نجم احد افرادها وهو المدعو حميدتي في السودان والذي يعتبر أرضا واسعه شاسعه مليئه بالثروات وبالتالي تعتبر خيارا مناسبا لتحقيق هذا الحلم.
وبالفعل خطط هؤلاء مستعينين ببعض العملاء من الداخل وبعض الدول التي لها اطماع في استغلال ثروات السودان ونفذوا اولي خطوات المشروع بالانقلاب علي الجيش في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م.
ولكن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها فقد فشل الجنجويد في الاستيلاء علي السلطه وفي قتل قائد الجيش فدخلوا في حرب طويله مع الجيش تقدموا فيها باحتلال عدد من المدن و لكنهم فشلوا في الاستيلاء علي قيادة الجيش وعلي اهم القيادات والاسلحه العسكريه بالخرطوم.
بعد هذا الفشل وبعد هلاك قائدهم حميدتي لجأوا للخطه (ب).
وهي الانفراد بجزء من السودان وتكوين دوله فيه حيث بدأوا بالتهجير القسري للمواطنين في الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق وسنجه وذلك بغرض اقتطاع هذه المناطق اضافه الي دارفور لتكوين دولتهم خاصه بعد انتجوا شعارات لهذه الحرب مثل صراع المركز والهامش ودولة ٥٦ والجلابه وغيرها وهذا الخيار بدا واضحا منذ أشهر حيث شاهدنا عمليه تدمير البنيه التحتيه في الخرطوم وعمليه تفكيك المصانع ونقل معداتها الي دارفور وكذلك نقل المنهوبات من مؤسسات الدوله واملاك المواطنين ومنازلهم الي دارفور.
لكن بعد أن تحول ميزان القوه علي الميدان و اصبحت كفة الجيش هي الراجحه وبعد ان فقدوا الجزيره والنيل الأزرق وسنجه واجزاء كبيرة من الخرطوم والنيل الأبيض وكردفان وبعد الصمود الاسطوري لفاشر السلطان لجأت المليشيا وحلفاؤها الي الخطوة السياسيه المتمثله في ما سمي بميثاق التاسيس والذي وقعت عليه المليشيا و الساقط سياسيا عبدالعزيز الحلو وعددا من العملاء المرتشين.
هذا الميثاق بدون ادني شك هو اعلان انفصال أجزاء من دارفور و جبال النوبه، ولكن …
هل سيوافق الجيش وحلفاؤه من القوات المشتركه علي هذا الوضع؟
هل سيوافق الاحرار من ابناء جبال النوبه علي هذا الوضع؟
هل سيوافق عبدالواحد محمد نور علي هذا الوضع؟
هل سيوافق حزبي الامه والاتحادي علي توقيع ممثليه؟
هل سيفهم الموقعون خطوره ما وقعوا عليه و يفيقوا من غفلتهم؟
هل سيستطيع تجمع بني علي مصالح واهداف شخصيه وعلي اجنده خارجيه وعلي عماله وارتزاق ورشاوي وعلي جهل سياسي، هل يستطيع الصمود في مواجهه تحديات تكوين الحكومه وتكوين الجيش و اقناع الشعوب؟ اشك كثيرا والله اعلم.
هذا الميثاق ان افضي الي تكوين حكومه فستكون في كاودا و منها سيكون اعلان انفصال وتكوين دوله جديده المستفيد الأول منها هم عرب الشتات ولت عزاء لبقية المكونات في المنطقة..
اتمني ان يتحرك الجيش وحلفاؤه علي الارض وان تتحرك القوي المدنيه والادارات الاهليه والأحزاب الحره.
اتمني ان تتحرك الدبلوماسية والاذرع القانونيه للدوله لؤاد هذا الحراك في مهده وقطع الطريق علي عرب الشتات وعلي هؤلاء العملاء والمغفلين.
ختاما…
بإذن الله سيظل السودان واحدا موحدا و سيفشل هؤلاء ومن يدعمهم في الوصول الي مبتغاهم وسيرد كيدهم في نحورهم.

مقالات ذات صلة