*جهودٌ حثيثة.. وتحركات مكوكية ” .. الدبلوماسية .. قطع الطريق امام ” الموازية”*

جهودٌ حثيثة.. وتحركات مكوكية ” ..

الدبلوماسية .. قطع الطريق امام ” الموازية”

الخارجية رحبت بمواقف الدول الرافضة للموازية وأدانت مسلك كينيا

هذه المواقف مجتمعةً تنعي حكومة (التأسيس) وتقبرها حية..

المعركة الدبلوماسية تتطلب استقطاب المزيد من المواقف الدولية

تقرير_ محمد جمال قندول

جهودٌ حثيثة، قامت بها وزارة الخارجية بقيادة وزيرها الدكتور علي يوسف، لقطع الطريق أمام الحكومة الموازية التي تعتزم ميليشيا الدعم السريع تشكيلها.

ثمار التحركات المكوكية للدبلوماسية السودانية أزهرت وذلك من خلال الدول التي رفضت الاعتراف بأي حكومة غير الحالية والمعترف بها في بورتسودان.

وانضمت أمس الأردن للبلدان الرافضة التي أعلنت مواقفها رسميًا ومنها السعودية، ومصر، والكويت، وقطر، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وتركيا .

الأعراف الدولية

وأشادت وزارة الخارجية بالمواقف المبدئية والقوية التي عبرت عنها مصر، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والكويت، والدول الإفريقية الأعضاء بمجلس الأمن (الجزائر، والصومال، وسيراليون)، ومواقف الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس روسيا، والصين، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وغيانا، والبيان الصادر من تركيا.

واعتبرت الخارجية في بيان أمس (الأحد)، أنّ هذه المواقف الواضحة تعكس أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول باحتضان ميليشيا الإبادة الجماعية وسعيها لشرعنة جرائمها غير المسبوقة، معزول خارجيًا وداخليًا، وقد وضع كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية.

ودعت الخارجية، أعضاء المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الاتحاد الإفريقي، لإدانة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليمي والعبث بقواعد النظام الدولي الراسخة.

الكاتبة الصحفية ورئيس تحرير “عزة برس” أمل أبو القاسم، علقت على بيان الخارجية بقولها: انه بترحيبها بمواقف عدد من الدول التي أعربت عن موقفها الرافض لتكوين حكومة موازية من شأنه تفتيت وتقسيم السودان، لفتت وزارة الخارجية لأمرٍ مهم يؤكد أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول، باحتضان ميليشيا الإبادة الجماعية وسعيها لشرعنة جرائمها غير المسبوقة، بات معزولا خارجيًا وداخليًا، ووضع كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية، وهذا ما حدث وسيحدث لاحقًا من خلال مواقف الكثير من الدول التي عددها البيان.

بيد أنّ الأهم من كل ذلك فيما يلي تكوين الحكومة، إذ كيف ستقام؟ ومع من ستتعامل؟ والأصل في كل حكومة أن يعترف بها المجتمع الدولي. إذن، فهذه المواقف مجتمعةً تنعي حكومة (التأسيس) وتقبرها حية.

الأطراف المتورطة

وفي سؤالنا للصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي حول تعليقه على بيان الخارجية السودانية وجهود الوزارة في محاصرة الحكومة الموازية: يرى شقلاوي أن بيان وزارة الخارجية يعكس تطورًا في الموقف الدبلوماسي السوداني تجاه ما وصفه بمحاولة فرض حكومة موازية بدعمٍ إقليمي، خاصة من قبل كينيا.

وأشار إلى أن البيان يؤكد أن السودان لا يواجه تحديًا داخليًا فقط، بل معركة دبلوماسية تتطلب استقطاب المزيد من المواقف الدولية الداعمة لوحدته وسيادته.

وأضاف شقلاوي: أن موقف الخارجية السودانية يبدو أكثر تماسكًا من حيث تسمية الأطراف المتورطة، ووضع الرئاسة الكينية في موقع الدولة المارقة، مما يعني تصعيدًا دبلوماسيًا كبيرًا قد تكون له تبعات على مستوى العلاقات الإقليمية بالنظر لقانون الاتحاد الإفريقي الذي يلزم الدول الأعضاء بالمحافظة على الأمن الإقليمي فيما يبدو السودان مستعدًا لها.

وأكد أن الإشارة إلى دعم دول كبرى وأعضاء في مجلس الأمن يعكس نجاحًا مقدرًا في كسب التأييد الدولي لصالح الحكومة الشرعية في السودان. كذلك كسب التأييد لخارطة الطريق التي قدمتها الحكومة السودانية.

وأوضح أن التحدي المقبل أمام الخارجية السودانية هو ترجمة هذا الدعم إلى خطواتٍ فعليةٍ داخل المنظمات الدولية والإقليمية، بما يمنع أي محاولاتٍ لشرعنة الميليشيا أو منحها أي اعتراف سياسي.

وأشار إلى أن نداء الوزارة إلى الاتحاد الإفريقي يحمل أهميةً خاصة، نظرًا لأن كينيا تلعب دورًا محوريًا في الإقليم، وقد تسعى بعض الأطراف لاستغلال ذلك لفرض أجندتها.

وختم شقلاوي قائلًا: إنّ المعركة الدبلوماسية لا تقل أهمية عن المعركة الميدانية التي تحتاج إلى أن يتم استثمارها بالنظر إلى تقدم الجيش في عددٍ من المحاور لا سيما محور الخرطوم، وأن السودان بحاجة إلى توحيد جبهته الداخلية وتعزيز حضوره الخارجي لمواجهة مثل هذه التحديات.

مقالات ذات صلة