*شهدت ضرباتها الخاطفة مدينة نيالا، وبعض جبهات القتال،، الطائرات الصينية الجديدة،، الأجواء تحت السيطرة*

شهدت ضرباتها الخاطفة مدينة نيالا، وبعض جبهات القتال،،
الطائرات الصينية الجديدة،، الأجواء تحت السيطرة..

ضربات جوية استهدفت طائرة شحن إماراتية بمطار نيالا..

مقتل طاقم الطائرة، وضباط في الميليشيا بينهم قائد رفيع..

زعر وسط الميليشيا، وخلافات بين قادتها جراء فشل الدفاعات الجوية..

تاور: الطائرة الصينية الجديدة قادرة على اختراق التشويش وتجاوز الرادارات..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ماتزال مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور تنظر بعين الدهشة والتعجب والإعجاب لأثار الضربة الجوية الخاطفة التي نفذها سلاح الجو أمسية الجمعة الرابع عشر من مارس 2025م الرابع عشر من رمضان، على مطار نيالا الدولي وتدمير طائرة شحن أجنبية تتبع بحسب شهود عيان إلى دولة الإمارات العربية، حيث قُتل طاقم الطائرة المكون من ستة أفراد بينهم ضباط وطيارون وفنيون، وشملت قائمة القتلى نحو 12 من قيادات ميليشيا الدعم السريع، بينهم قائد رفيع لم يتم الإفصاح عنه، بالإضافة إلى عدد من الأفراد التابعين للميليشيا ممن كانوا موجودين داخل المطار لحظة استهدافه من قبل سلاح الطيران الذي استخدم لأول مرة طائرة من طراز فريد ومتقدم، حيث أحدثت هذه الطائرة دماراً شاملاً في أبنية مطار نيالا الدولي، وفي مخازن الأسلحة، بالإضافة إلى المنصة الخاصة بإطلاق المُسيَّرات، كما شمل التدمير عدداً من السيارات القتالية والسيارات المدنية المنهوبة من المواطنين، لتضع هذه الضربات الخاطفة رسالة في بريد الإمارات مفادها: أن سماء نيالا تحت سيطرة الجيش، وأن أي طائرة ستحط في المطار تعتبر في عداد الأموات.

غضب وهلع:
وظلت مدينة نيالا على فوهة بركان يغلي من الغضب والخوف والهلع طوال الساعات الماضية جراء الصدمة الكبيرة التي أصابت قيادات ميليشيا الدعم السريع في مقتل، فما أصعب الخوف بعد اطمئنان، وقد اطمأنوا أن الدفاعات الجوية قادرة على التشويش ورصد مقاتلات الجيش، ولكنهم تفاجأوا بآلة حربية جديدة وفريدة تتحرك في صمت، وتضرب في صمت، ثم تعود مخلِّفةً وراءها فوضى من القتلى والجرحى والدمار الشامل، وبحسب شهود عيان فإن الأجواء في مدينة نيالا لم تشهد أي تحليق لطائرات قتالية أو مُسيَّرات حربية، ولكن الوضع تغيَّر خلال ثانية أو جزء من الثانية اشتعلت فيها سماء المدينة بألسنة النيران وسحب الدخان، وسط هول المواطنين الذين شاهدوا الضربات الخاطفة والمختلفة عن كل الضربات الجوية التي شهدتها مدينة نيالا منذ اندلاع الحرب، فلم يكن أمام هؤلاء المواطنين غير الهروب ومحاولة الاختباء، وقد أخذتهم الدهشة والصدمة وهم يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله.

حركة طيران في نيالا:
ومنذ شهر ديسمبر من العام 2024م ظل مطار نيالا الدولي يستقبل طائرات شحن أجنبية من قبل دولة الإمارات تقوم بتفريغ المؤن والأسلحة والمعدات الحربية، حيث أكد شهود عيان ممن يقطنون في الأحياء المجاورة للمطار عن وجود حركة طيران تخرق سكون المدينة بعد منتصف الليل بهبوط طائرة يومياً تمكث في مدرج مطار نيالا ما بين ثلاث إلى أربع ساعات ثم تغادر بعدها، وكانت القوات المسلحة أعلنت في غير ما مرة عن استهداف مقاتلاتها الحربية، لطائرات شحن إماراتية في مطار مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، كانت بحسب شهود عيان تُستخدم لإمداد ميليشيا الدعم السريع، وتُقلّ جرحى من عناصر الميليشيا المتمردة في طريق عودتها إلى الإمارات، وتُسيطر ميليشيا الدعم السريع على مفاصل خمس من أصل ست ولايات في إقليم دارفور منذ بواكير الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا آل دقلو بتمردها على القوات المسلحة في الخامس عشر من أبريل 2023م.

اهتمام بمطار نيالا:
وبجانب مطار نيالا ظل سلاح الجو يشنُّ سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على عديد المواقع التي توجد بها ميليشيا الدعم السريع في حاضرة ولاية جنوب دارفور، وقد أعادت الميليشيا المتمردة تشغيل مطار نيالا الذي تم استهدافه عدة مرات من قبل سلاح الطيران، حيث أفاد شهود عيان للكرامة أن الميليشيا استعانت بخبراء أجانب للقيام بتوسعة مدرج المطار لاستقبال طائرات الشحن الضخمة التي تهبط في المطار بصورة راتبة، من أجل تفريغ الأسلحة والمعدات الحربية، قبل أن تنقل جرحى ومصابي الميليشيا المتمردة الذين يتم علاجهم في مستشفيات داخل دولة الإمارات، بالإضافة إلى مستشفى ميداني في تشاد، وآخر تم تشيده حديثاً في الحدود مع دولة جنوب السودان، بعد أن يئست دولة الشر من خير في دول غرب أفريقيا، فحاولت استمالة الجارة الجنب.

تأثيرات الطائرات الصينية:
ويكشف الخبير العسكري والاستراتيجي الفريق شرطة دكتور جلال تاور عن استخدام سلاح الجو طائرات جديدة صينية الصنع، وقال في إفادته للكرامة إن دخول الطائرات الصينية الجديدة ” J,10,C” ستُحدث فروقات كبيرة في مسار العمليات العسكرية، متناولاً الميزات المهولة للطائرة الصينية التي قال إنها تتمتع بقدرات قتالية عالية ومهولة من حيث التشويش على الرادارات، والقدرة على اختراق أجهزة الرصد والمتابعة المعادية، ودقتها في تحديد الهدف وإصابته مباشرة عن طريق أنظمة الليزر لمسافة تبلغ 100 كيلو متر دون أن تحدث أي صوت، حيث تستغرق العملية ثوانياً معدودات، تُحدث خلالها دماراً شاملاً، تحكي عنه ألسنة النيران وسحب الدخان التي تملأ المكان، مبيناً أن ما فعلته هذه الطائرات يومي الجمعة والسبت في بعض المواقع بالعاصمة الخرطوم، وفي مدينة نيالا، قد أدخل الرعب في قلوب الميليشيا المتمردة التي كانت تعتقد أن أجهزة التشويش الموجودة في مدينة نيالا قادرة على حمايتها من استهداف الطيران الحربي، مبيناً أن الكثير من قيادات الميليشيا المتمردة هربوا من محاور القتال المختلفة في تخوم كردفان بعد أن وصلتها طلائع متحرك الصياد، فنقل المتمردون أسرهم وعائلاتهم إلى مدينة نيالا وبدأوا في حفر الخنادق حول المدينة استباقاً لوصول متحرك الصياد، ولكن الطائرات الصينية الجديدة فاجأتهم بضرباتها الساحقة والخاطفة التي خطفت قلوبهم وأضطرهم إلى ترحيل عائلاتهم غرباً إلى دولة تشاد، وأفريقيا الوسطى، وختم الخبير العسكري والاستراتيجي الفريق شرطة دكتور جلال تاور إفادته للكرامة بأنه وبجانب تدمير طائرة الشحن الأجنبية وبعض أبنية مطار نيالا تم استهداف فندق يُعتقد أن بداخله بعض الضباط من الرتب الرفيعة لقيادات ميليشيا الدعم السريع العليا التي اتخذت من هذا الفندق مقراً لها بعد هروبها من الخرطوم، وذلك من أجل إدارة العمليات العسكرية في دارفور.

خاتمة مهمة:
وبعدُ،، فقد أثارت الضربات الموجعة والخاطفة التي نفذها الطيران الحربي على مطار نيالا يومي الجمعة والسبت ردود أفعال واسعة داخل ميليشيا الدعم السريع المتمردة التي كانت تعتقد المدينة أصبحت محصنة ولن تطالها رادارات الطيران الحربي، ولكن العكس تماماً حدث فقد كان مطار نيالا لقمة سائغة أمام سلاح الجو، الأمر الذي يؤكد أن رهانهم على منظومات الدفاع الجوي وقدرتها على تحييد الطيران الحربي ذهبت أدراج الرياح وراحت ” شمار في مرقة” لترتفع أصوات خلافاتهم واتهاماتهم المتبادلة قبل عملية الهروب المنتظمة غرباً إلى الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى، قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.

مقالات ذات صلة