*الموت واحد والبلد بحرسوها اهلها واحسن نموت في أرضنا وبلدنا لمياء متوكل*.

“الموت واحد والبلد بحرسوها اهلها واحسن نموت في أرضنا وبلدنا”.
بهذه العبارة الحاسمة وما أصعب أن تتخذ هكذا قرار وانت بين زخات الرصاص والموت الشنيع خرجت هذه من فم والدتى وشقيقتي التي تكبرني بسنوات وخبرات المعلمه ومربية الأجيال/ الأستاذة (سناء متوكل) وهن يكررن الموت واحد الموت واحد ، تم حسم النقاش ، واخذ القرار الصعب بإنا هاهنا باقون حتى يرث الله الأرض ومن عليها أو أن يقضي أمراً كان مفعول .
إلى اين ستكون وجهتنا عندما اندلعت هذه الحرب المشؤمة حرب الخامس عشر من ابريل 2023 كان هذا هو السؤال المحير والمحرج القاصر عن الإجابة لكل السودانين بالخرطوم .
لقد كان ثمناً باهظاً، كلفنا الكثير ، عامان كاملان تحت الموت و الخوف والبطش والتنكيل والمعاملة الخسة في ارضنا حلفاية الملوك إحدى المناطق التى قررت المليشيات ومنذ الوهله الأولى إحكام السيطرة عليها للوصول للسيطرة على معبر كبري الحلفايا جعل منها أن تكون منطقه ملتهبة وساخنة بالعمليات والمعارك على مدار الساعه.
هاجرت قسراً الآلآف من العوائل والاسر وبعض أفراد اسرتي داخل وخارج السودان كعادة النزوح واللجوء لشعبنا وبقينا نحن تحت سيطرتهم الشرسه، محاصرين بالقصف والضرب والتدوين بكل انواع الاسلحه والرعب والخوف والجوع والاذلال بفظاعه معاملتهم التي لا تمت للإنسانية بصله ، فقدنا خيرة أبناء وبنات الحلفايا غدرا رحمهم الله جميعا وتقبلهم عنده.
في الخامس من سبتمبر 2023 تم اغتيال اجمل واطيب خالاتي (نائلة الدعتيه) برصاصاتهم الغاشمه ببيتها العامر وفي التاسع من ذات الشهر بعد اربعه ايام فقط فقدنا إثر مقذوف صاروخي هدم منزل جدى لوالدى استشهد فيه عمي (البشير حامد) وشهداء كثر اغتالتهم هذه الحرب من اهلنا..كانت ايام عصيبة عشنا فيها مالايخطر علي بال ، بلا ماء وكهرباء وصحة ودواء ، ومن لم تحصده المدافع والرصاص تحصده البيوت مهدومة به ، حتي الاوبئه اخذت منا مااخذت و لازالت حتى الان تنهش في الأجساد المرهقه المتعبه ، لكنها الحرب بمرارتها وقبحها دمارها الممنهج للكل شئ بالقتل والنهب المسلح والاعتقال والتعذيب لؤم المعاملة بعد الترهيب لمليشيا كانت قضيتها المواطن فقط ، تم استجوابنا بعنف السلاح اكثر من (40) مرة ، وتعرضنا فيها للسرقة تحت التهديد والوعيد .
في الخامس والعشرين من رمضان الفائت شاءت الأقدار وأصيب ابن اختي (عمر احمد الزبير حضرة ) برائش مسيرة وقعت بالقرب من منزلنا، كان حينها بمعية اخونا (معتصم جغرة) , أصيبا إصابات بالغه في مناطق متفرقه من اجسادهم كان سبباً في اجلاءه وأسرته وامي التي تقارب السبعين عاما إلى مدينة شندى للعلاج.
فارقنا النوم طوال هذه الأيام العصيبه، نغفو لدقائق معدودة ونصحو علي هدير المدافع والصواريخ والطائرات ودخولهم عنوة للتفتيش والسرقه والنهب تجدهم فجاءة امامك مدججين بقبيح الألفاظ والمعاملة . جردونا من كل شي الا الصبر واليقين بأن لكل بداية نهاية مهما تعاظم البلاء والامتحان فلله الحمد من قبل ومن بعد.
تحيه لاهلنا وصمودهم بحلفايا الملوك التى عانت معاناة عظيمه (قبل دخول الجيش بشهر كان قوامهم 600 اسرة) كانوا بمثابه أسرة واحدة طيلة هذه المدة.
لله الحمد والشكر من قبل ومن بعد وكل من دافع عن الأرض والعرض التحية لأرواح شهدائنا من القوات المسلحه والقوات الأمنية المساندة بمختلف مسمايتها والمستنفرين الذين مهروا دمائهم طاهرة وزكيه صونا للعرض والارض التحية لكل شعب السودان بصبرهم ومعاناتهم طيله السنتين لهذا الامتحان العصيب في أخلاقهم ونبلهم وتكاتفهم ، تحايا لأرواح المدنيين الذين قتلوا بيد الغدر والظلم شيبا وشبابا وأطفال .
سيتعافى السودان والان مع عودة العديد من اهلنا النازحين اري الامل والحياة رغم هذا الابتلاء ففي طيات البلايا تكمن العطايا بإذنه ستتنهض الخرطوم من وعكتها ، ستنهض مثل طائر الفينيق من بين الرماد، الخرطوم عصية علي التركيع وستتعافي قريبا مثلها مثل المدن المكلومه الجنينه نيالا والجزيرة ومدنى وسنار نأمل التعافي للوطن اجمع.
محبتي عظيمه لكل من سأل عنا وتفقدنا بترقب وخوف علينا لكم جزيل المحية لسندنا من الأهل والأصدقاء والاحباب أؤكد لكم نحن بخير الحمدلله .
أتمناها آخر حروبات السودان وهذه الحرب ليست النهاية إنما بداية لسودان عبر تجربة داميه قاسيه يجب أن نقف عندها بوعي وإرادة للمضي قدما نحو سودان تجتمع فيه كلمه أهله وتأتلف.
كل عام وانتم بالف خير وعيد سعيد يجلب الأمن والامان والسلم والسلام يارب .
هذه الأرض لنا .
الخرطوم تتعافي .
حرب السودان .
ليمياء متوكل

مقالات ذات صلة