*سياحة في أدب الحكم والسياسة من عبر حرب الكرامة بقلم د. أمين محمود محمد عثمان *

بسم ألله الرحمن الرحيم

سياحة في أدب الحكم والسياسة

من عبر حرب الكرامة

بقلم د. أمين محمود محمد عثمان

١ ٠ من هول الهجمة المتوحشة على السودان ، وبإدراك ومعرفة بمظاهرها المتعددة التي
استهدفت بها مصالح أمتنا المتعددة ؛ نشفق على كل من بلغت قلوبهم حناجرهم كما كان ذلك شأن أهل المدينة يوم الأحزاب ٠ ٠ فلو ثمة فارق ما بين المشهدين ؛ فالاحزاب في غزو يثرب يوم الاحزاب جاهروا بقصدهم بينما يخفي المتحزبون في محاربة السودان مقصدهم الحقيقي في محاربة الشعب السوداني ٠٠ كما كانت أحزاب المدينة غير مطلقة اليد في التمرد على اخلاقيات الحروب وتقاليدها ، بعكس المتحزبين لحرب السودان الذين لا يراعون في السودانيين إلآ ولا ذمة ٠٠ المعتدون على السودان لم يراعوا حتى قيم الجاهلية الضابطة للحروب ٠٠ ودونكم مشاهد تدمير مدينة الخرطوم ومحاصرة الفاشر ٠٠ فمظاهر العدوان تفضح ذرائع تبريرها كنزاع حول السلطة ٠٠
٢ ٠ هد العمران ، ونهب واتلاف الاموال والمقتنيات ، وتحطيم الصروح الحضارية والعمرانية ، وبث الكراهية ، وهتك الأعراض وإذلال المواطنين امتهانا لكرامتهم الإنسانية ، ومحو ذاكرة الأمة التاريخية ، وعدم إطعام الذين اختطفوهم وسجنوهم وقتلوهم صبرا ، ٠٠٠ كلها منسفات كسب رضى وقبول الشعب للذين يزعمون أنهم يحاربون في حلبة نزاع السلطة ومن أجل ترسيخ حكم الديموقراطية ! ذلك أن من مسئولية الحاكم الابقاء على اس الحكم الرشيد بكسب رضاء المحكومين ولو بمخاتلتهم وخداعهم ٠٠ ولكن الاوباش لم يتركوا فسحة تأويل حسن لما فعلوا ويفعلون بالسودانيين ٠٠ انهم حمقى و جبابرة لا يحسنون تقدير مآلات سلوكهم التي تشكيل معرفة غيرهم بهم !
٣ ٠ إن ظنت القوى السياسية التي تقف وراء الدعم السريع وتتخذها ظهيرها الغاشم في تطويع الشعب السوداني بالحشر في بيت الطاعة ؛ فإن تلك القوى أخطأت الحساب ٠ فنزاعات السلطة لا تحل إلا بإيالتها للشعب صاحبة السيادة على نفسه ليفصل ما بين المتنازعين عبر انتخابات أو استفتاء نزيه ٠٠ فقوى قحط حين أرادت فرض اتفاقها الاطاري عنوة وبإملاء خارجي مصادر للارادة الوطنية السودانية ؛ حادت عن منهج حل النزاعات السياسية كلية ، واعتمدت طريقة غير ديموقراطية لحل نزاع سياسي بحت ، فأدخلت السودان في حرب غايتها محو السودان بأزلام حمق لا يحسنون تدبير الحكم !
٤ ٠ لحل المشهد المرسوم واقعيا بتأثيرات الحرب ؛ مدخلان منفصلان ؛ مدخل وقف العدوان على الشعب السوداني ، وخيار ذلك سحق التمرد والقضاء على عناصره في السودان ، ولا تقبل معادلة إنهاء الحرب و التمرد غير هذا الخيار ٠٠ إذ ليس من الحكمة الأبقاء على الدعم السريع في معادلة تشكيل مستقبل سودان ما بعد الحرب ، من حقيقة موضوعية ومرة هي أنها قوة تمردت على السودان ، وأي محاولة لاعادتها في المؤسسة العسكرية إنما هو تجريب للمجرب ونقل للنزاع لأمد آت ، وتلك ضد المصلحة الوطنية وضد جموع ضحاياهم الكثر في السودان ، كما أن حلا كهذا مكافأة للمرتزقة الأجانب على حساب أهل السودان الخلصاء ٠
مسار الحل الثاني متعلق بالساسة الذين استخدموا الدعم السريع في الحرب كقوة غاشمة يستولون بها على السلطة في السودان ٠٠ وبالنظر إلى تاريخ أنماط تداول السلطة في السودان ؛ فإن توظيف الدعم السريع كمطية للتوصل للحكم في السودان بدعة غير معهودة ٠٠ فالانقلابات التي وقفت خلفها أحزاب سياسية لم تتطور لا عند الاستيلاء ولا عند الإستمرار والاستبداد بالسلطة إلى اشعال الحرب الشاملة المدعومة بقوى أجنبيه تطغى دورها وتأثيرها بما نشهد في هذه الحرب ٠٠
هذه القوى السياسية التي ظاهرت الدعم السريع في حربها وأطرت سياساتها ؛ يجب ألا نستقلل دورها التدميري للسودان ٠٠ فهم شركاء مع الدعم السريع في خراب السودان ٠٠ وعليها تحمل اوزار فعلتهم ، ولئن كانت المحاسبة السياسية ستأتي عبر انتخابات ؛ فلا بد من محاسبة جنائية لهم لدورهم في جريمتي الحرابة والبغي ٠٠ فهم ليسوا شركاء مقولات اسهمت في الإضرار بالشعب السوداني وحسب بل هم شركاء التخطيط وشركاء الدعم الخارجي لدورهم في تأليب القوى الخارجية على السودان ٠
٥ ٠ الحرب تتجه تجاه دارفور ، وبقدر ما نشفق على أهلها، فإننا نتطلع إليهم كقوة قادرة على حسم معركة الكرامة بانتصار مبهر للغزاة الفجرة من ارضهم ٠٠ فلأهل دارفور أربعة عقود من الزمان هم في حرب متواصلة مع الجنجويد عماد قوات الدعم السريع ٠٠ فهم بذلك الأعرف من بين كل المجتمعات السودانية بسوء الجنجويد وبمخططهم الأثيم ٠٠ فحربهم حرب غبينة لا تحتاج لمؤجج مشاعر ٠٠ ولهم تجربة عملية يستطيعون بها دحر البغاة المحاربين بتكتيكاتهم التي تعلموها خلال مدافعتهم التاريخية للاوباش ٠٠ ولن تجدي محاولات استرضاء المرتشين الارزقية من بعضهم بدفعهم لتحييد أبناء دارفور أو أبناء جبال النوبة بأي دعاوي تضليلية تزين بالباطل تاريخ الجنجويد القاتم في إبادة شعوبهم واخراجهم القسري من مواطنهم وديارهم غصبا ٠٠٠
٦ ٠ إذن للحرب في فضاء دارفور قصة قديمة وجرح قديم نكأه عطاوة طائشون واهمون ، وكم تمنينا انبعاث المتابة من حرامية الدعم السريع الذين يسبق عليهم الكتاب بالخلود في قعر جهنم ، وبما يتزقمون من قتلة في هذه الحرب ، فمن الغباء نقلهم الحرب لدارفور لتكون احداثها في مستودع خزفهم ، ويقينا لن تسلم برمة من السحق لا بيضة من التكسير ٠٠ فليتهم أمسكوا بيد الارعن الأوره عبد الرحيم الجهلول الذي ما زال يضرب طبول الحرب حتى في إدباره وفراره حذر اللحاق بالهالك علي يعقوب واضرابه من نزلاء نار الحطمة ونار سجين ٠٠
٧ ٠ دارفور لم يكن ملعبا متناسبا لنقيق ضفادع شبقة أو قراد مصمت متعطش للدماء ٠٠ فلها أهلها وسيذودون عنها بأرواحهم ٠٠ ولهم لوحدهم فقط قرار وحدة السودان بالبقاء الآبد إن شاء الله لدارفور في السودان ٠٠ فلا حق لأتي في فرض الفصل لبلد هو ضيف في بعض اجزائها ٠٠
ليت الجنجويد يتعلمون أنهم بالحرب يقتربون نحو الفناء ونحو فقدان المستقبل بصناعتهم بأيديهم لتجهيل أجيال من ابنائهم يحرمون منذ سنين من التعليم ، كما يستمرون بحربهم في تقطيع اواصر الألفة الإجتماعية و العيش معا في سلام مع غيرهم من السودانيين ٠٠ أرجو الا نبكي لغياب رشيد يهديهم للحق ٠٠ ولا لإفتقاد نفر من فرقتهم يتفقهون فينذرونهم بما يبصرون في كتاب سودان ما بعد الحرب ، علهم يحذرون السير في درب الهلاك الذي يدفعهم إليه بنو دقلو ٠
٨ أبريل ٢٠٢٥ م

مقالات ذات صلة