مدنية.. حرية.. سلام.. لكن وين؟.. نزار خيري*

في يوم من الأيام، خرج الشعب السوداني يهتف بشعار “مدنية.. حرية.. سلام”، وقلوبهم مليانة أمل بغدٍ أفضل. كانت الشوارع تهدر بصوت الجماهير، شباب وشابات، كهول وأطفال، الكل يحلم بوطن يسع الجميع، وطن ما فيه ظلم ولا قهر، وطن تحكمو العدالة . لكن للأسف، الحلم ده اتحول لي كابوس.

مرت الأيام والشهور، وسنة ورا سنة، والشعار الجميل دا بقى مجرد كلمات بتتردد من غير معنى في الواقع. لا مدنية لقيناها، ولا حرية حسينا بيها، ولا سلام قدرنا نعيشه. بالعكس، البلد غرقت في دوامة من العنف والفوضى. المليشيات سيطرت على المشهد و لا زالت، وبدل ما نلقى وطن، بقينا نازحين و لاجئين. المدن اتحولت لساحات حرب، البيوت اتدمرت، والأحلام اتحرقت.

الناس بقت أسيرة الخوف، والرصاصة بقت أقرب من الرغيفة. الحرية اللي حلمنا بيها بقت تهمة، والمدنية بقت جريمة و مؤشر خيانة، والسلام بقى أمنية بعيدة و شكلو مستحيل.
في كل زاوية في السودان، في أم بتبكي ولدها، وفي طفل بيكبر في حضن الحرب، وفي شاب ضايع ما بين فقد الأحبة وقهر الواقع.

السودانيين تعبوا، لكن ما استسلموا. رغم الدم والدمار، ما زال في بصيص أمل. قلوبنا لسه بتنادي بالمدنية، أرواحنا لسه متعلقة بالحرية، وضميرنا ما زال بيحلم بالسلام. الحلم ده ما بيموت، لأنه متجذر فينا، في وجدان الشعب السوداني. وإن طال الزمن، ستشرق شمس جديدة على السودان، شمس تنور طريق العدالة، وتزرع الأمل في قلوب اتعودت على الصبر.. لأننا ببساطة نستحق وطن يليق بتضحياتنا.

نزار خيري
رئيس تحالف الخط الوطني
١٩ أبريل ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة