*الطاقة.. ثم الطاقة.. ثم الطاقة أليس الصبح بقريب؟ ==بقلم / محمد أبوزيد مصطفى*

___________________________________________

الزراعة في بلادنا تمثل مورد التشغيل الاعظم ومصدره الأساس لغالب القوي العاملة من الشعب واكبر عقار لمعالجة داء البطالة ، ولأن تكون ذات عائد مجزي ومغني فإنها تفتقر للطاقة والتقانة، فبعد دخول الألة والمكننة اضحت الطاقة البترولية ضرورية لتحريك الماكينة الزراعية ووسائل نقل التقاوي والبذور والمحاصيل المُنتَجَة الي الاسواق، وكذا كهربة المشاريع  غير المروية واللامطرية.

الإنتاج الكهربائي عن طريق التوليد المائي أو الحراري، أو بطاقة الرياح والطاقة الشمسية أو النووية، كل ذلك ممكن في بلادنا،
ولما كانت الزراعة مورداً اقتصادياً هاماً وضرورياً، فقد اثبتت التجربة ان هذا المشروع الكبير والضخم الذي يمثل الامل في ان يكون سلة غذاء اقليمية وعالمية خاصة والدنيا مقبلة علي أزمة غذاء طاحنة وشح في المياه غير مسبوقة.،وبالتالي فإن نجاحه يتوقف علي توفر الطاقة وسهولة الحصول عليها وبتكلفة منخفضة، فمن دونها لن يكتب له نجاح من حيث المبدأ، وأما ازدهاره ومضاعفة ناتجه فإن كل ذلك يعتمد بصورة جلية وبينة علي التقانة الزراعية، بادخال البذور والتقاوي المحسنة، والتربة المتجددة، واستخدام الطرق الحديثة لمكافحة الآفات دونما آثار مضرة.
يضاف الي كل هذه التدابير ضرورة تحفيز المزارع باعفاءات ضربية وعائدات صادر مغنية لتشجيعه على مضاعفة الإنتاج الشخصي وزيادة حجم الناتج القومي.

أما الصناعة فركيزتها الأساسية التي لا قوام لها الا بها هي الطاقة، إذ انها هي التي تحرك الآلة والماكينة والناقل بل والعامل نفسه.
والقول الفصل في هذا المورد الهام : إنه لا وجود لصناعة بدون طاقة ديزل وطاقة كهربائية..

والطاقة تولد بعضها، إذ أن المحروقات تستولد طاقة كهربائية (التوليد الحراري) ، كما أن استخراج البترول يعتمد بالأساس علي الطاقة الكهربائية .

التوسع في استكشاف واستخراج البترول ومعادن باطن الأرض وتوليد الكهرباء بكل انواعها يمثل بمفرده كخام مورداً اقتصاديا هاماً، مثله مثل المحاصيل الزراعية والخضر والفاكهة والثروة الحيوانية الحية، أما إذا توجت كل هذه الموارد الطبيعية بصناعات تحويلية ذات تقانة عالية، فإن بلادنا بهذا التنوع الذي قل مثيله في العالم ستتحول الي احد النمور الاقتصادية العالمية الهامة.

وخلاصة القول ان اي ثورة زراعية أو صناعية لا تسبقها وفرة في الطاقة فإن مصيرها الفشل والقعود…فالطاقة اولاً ان كنتم لا تعلمون.

مقالات ذات صلة