في لحظة فارقة من تاريخ السودان، وبينما كانت القوى المعادية تتآمر في دهاليز السياسة البريطانية، وتخطط لتفكيك ما تبقى من وطننا الجريح، خرج صوت الحق من قلب لندن، ليقول “لا”، ويقف سدّاً منيعاً أمام هذا المؤتمر المخزي، الذي لم يكن سوى محفل لتصفية حسابات ضد إرادة الشعب السوداني.
التحية أولاً وأبداً لتنسيقية القوى الوطنية في لندن، التي أثبتت بالفعل لا بالقول أن الوطنية موقف، وأن السودان لا يزال بخير ما دام فيه رجال ونساء من طينة الشرف والوفاء. هذه التنسيقية قامت بعمل وطني عظيم، لن ينساه التاريخ ولن يغفله وجدان السودانيين الأحرار. بإرادة لا تلين، وبعزيمة لا تنكسر، واجهوا المخطط الخبيث الذي كان يُراد له أن يكون وصمة في جبين الوطن، وأفشلوه بكل اقتدار.
تحية خاصة أبعثها من القلب للبروفيسور هاشم، الرجل الذي لطالما كان صادقاً في مواقفه، وقوياً في كلمته، وثابتاً على المبادئ الوطنية. وكذلك للدكتور مضوي، الذي عرفه الجميع بموقفه الصلب تجاه أي فعل يمس سيادة السودان وكرامة شعبه. والتحية موصولة للأخت الفاضلة، الأصيلة، ماجدة، التي كانت مثالاً للمرأة السودانية الواعية، والتي كانت في الصفوف الأمامية لهذا العمل الوطني المشرف.
لكن لا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون التوقف طويلاً عند دور الأخ الوطني الصنديد، محمد سيد أحمد الجاكومي، الذي كان شعلة من النشاط والهمة، وواجهة لهذا الحراك الوطني الصادق. الجاكومي أثبت مرة أخرى أنه لا يساوم على السودان، ولا يتراجع حين يتعلق الأمر بكرامة هذا الشعب العظيم. هو رمز وطني يجب أن يُحتذى به، وصوت شعبي حقيقي ينقل وجع الناس ويقاتل من أجلهم.
نحن، كشعب سوداني، نحييكم جميعاً ونقول ليكم: ما عملتوهو عظيم وكبير، والسودانيين ما حينسوهو ليكم ما دام في الروح حياة. انتو رفعتو راسنا في وقت كان فيهو ناس دايرين يدوسو على كرامتنا، وقلتوا ليهم بأعلى صوت: “السودان ما للبيع”.
ومن هنا، من هذا المنبر الوطني الحر، نرسل رسالة واضحة وصريحة لحكومة السودان:
يجب عليكم أن تدعموا هؤلاء الوطنيين دعماً معنوياً ومادياً، وتطلعوا في العلن وتشكروهم قدام الشعب. دي ناس وقفت في وقت الكل كان ساكت، ورفعت الراية باسم السودان، ولازم تكونو أوفياء لوقفتهم.
المطلوب الآن موقف رسمي واضح من الحكومة السودانية، يعلن بجلاء دعم هذه المجموعة التي لا تمثل نفسها فقط، بل تمثلنا كلنا – تمثل السودان.
في الختام، نحن نؤمن أن هذا الوطن لا يُحمى إلا بسواعد بنيه المخلصين، وأن معركتنا مستمرة ضد كل من تسول له نفسه أن يمس بسيادتنا أو يعبث بمصيرنا.
عاش السودان حراً، موحداً، أبياً.
نزار خيري
رئيس تحالف الخط الوطني
التاريخ: 19 أبريل 2025