:: و من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي، واصفاً ذوي الأثر الإيجابي في حياة الناس :
*و كُن في الطريق عفيف الخطى* ..*شريف السماع* ..*كريم النظر*
*وكن رجلاً إن أتوا بعده* ..*يقولون : مرّ*.. *وهذا الأثر **
:: وعلى سبيل المثال، ذات نهار في العام ١٩٥٦، لم يكتف علي و مصطفى أمين بنشر رسالة الأم التي جاءته شاكية جفاء أولادها، ولم يكتفيا بنشر ملخص زيارة أم اخرى جاءت شاكية هجرة أولادها..!!
:: لم يكتفيا بالنشر في صحيفتهما (أخبار اليوم)، بل إتفقا على إطلاق فكرة عيد الأم ..و نزلت الفكرة من الصحيفة إلي مجتمع مصر، لتنبت شجرة يستظل بها أبناء و بنات العرب الى يومنا هذا ..!!
:: صحيح كل أيام حياتك عيدٌ للأُم، ولكن ليوم ٢١ مارس طعم خاص، بحيث يحتفي فيه الأبناء بأمهم … وهكذا أصبحت فكرة قلمين شجرة ذات ظلال وارفة..قصار النظر يصفون الفكرة بالبدعة، وهم كمن يحدق في سبابتك حين تشير بها إلى القمر..!!
:: وكذلك الدورة المدرسية التي كانت تحتفل بها مدارس السودان منذ العام 1974 وحتى قبل الثورة، ثم توقفت..هي أيضا فكرة جادت بها قريحة أستاذنا الراحل المقيم حسن مختار بصحيفة الصحافة في العام 1974..فكرته، كتب عنها ثم تبناها الرئيس الراحل نميري لتصبح واقعاً جميلاً ..!!
:: وحبيبنا الدكتور مزمل أبو القاسم امتداد لعمالقة القلم الذين يتركون أثراً ايجابياً في حياة الناس، وذلك بتحويل الأفكار إلى أعمال ..( إيد على إيد)، فكرته و قد ترجمها الى واقع، بحيث صارت مبادرة يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي والقائد العام للجيش..!!
:: فالهدف من المبادرة هو أن يكون للمجتمع دوراً في دعم أُسر شهداء وجرحى معركة الكرامة..ومنذ الأسابيع الأولى للحرب، ما جلست مع مزمل لحظة إلا و كانت فكرة المبادرة ثالثنا ..ظل يطرق عليها، ومن يعرف مزمل عن قرب يعرف سر إصراره على تنزيل فكرته على أرض الواقع..!!
:: فالسر يا سادتي هو قلبه العامر بالحق والخير و الوطن..وفي الخاطر، في ديسمبر العام الماضي، زرنا بعض جرحى معركة الكرامة، و كان الكل
متماسكاً وكاظماً للحزن، ماعدا مزمل الذي أدمع ثم أجهش بالبكاء ..!!
:: فالشاهد أن وراء القلم الذي يقاتل في سبيل وطنه بشراسة و بسالة، قلب مفعم بالإنسانية، وما أعظمه من قلب، وما أعظمك حبيبنا أبا القاسم و أنت تمر في هذه الحياة عفيف الخطى، تاركاً هذا الأثر الطيب..!!