إن ما صرح به القائد الاعلي للقوات المسلحة، الفريق أول ركن / عبد الفتاح البرهان : بأن العقيدة القتالية للجيش السوداني مذ نشأتها كانت دفاعية فقط، ومن أكبر الدلائل واعظمها انشاء {منظومة الصناعات الدفاعية} ،،، ومما يجب تاكيده أن تاريخ الجيش السوداني وسجله نظيف كورقة بيضاء ناصعة شاهدة علي براءته من ممارسة اي عدوان علي جوار آمن أو عدوٍّ جائر ، وإنما كل الحروب التي قادها أو شارك فيها داخلياً أو خارجياً كانت بغرض الدفاع عن الوطن أو الأمة، أو التزاماً باتفاقات دفاع مشترك ثنائي أو جماعي،،
الجديد في المشهد والنشاة هو العنصر الطارئ ، والمولود القادم.. إنه (العقيدة الهجومية) المضافة ل(العقيدة الدفاعية) للتربية القتالية في المناهج العسكرية للجيش السوداني،، أنه لعمري تطور جديد ومرحلة مفصلية وتول تاريخي، يجب الوقوف عنده مليّاً بعدما تجاوز جيشنا الباسل قرناً من الزمان،
السؤال يطرح نفسه بقوة.. لماذا هذا التحول المفصلي المدوي؟
والإجابة ببساطة : انها {ضرورات حرب الكرامة} التي فرضت هذا الواقع بعد أن تكشفت خيوط المؤامرة الإقليمية الدولية علي بلادنا وشعبنا والتي كانت مختبئة ومتوارية خلف دراسات اكاديمية،، تتنزل متدرجة مختبرياً لفحص عينات من التجارب المعملية في الغرف والمعامل المظلمة،، تراقب فيروساتها الفتاكة التي سربتها سراً الي الموائد الحزبية والخدمة المدنية والعسكرية ورجال المال والاعمال، والطوائف الدينية، والمنصات الإعلامية وخلاياها، بل اوصلتها الي قمة الهرم،، الي أن احكمت الحصار وحزمت الطوق وضيقت الخناق،، حتي أيقنت ولكنها في الحقيقة ظنت ان أوان الانقاض علي الفريسة قد لاح والرؤوس قد اينعت وحان قطافها ،، وما علموا ان الله الذي احاط بكل شئ علماً قد اهلك من قبلهم مِن القرون من كانوا شد منهم قوة وأكثر جمعاً ،،، فهدي الله قواتنا المسلحة وجماهير شعبنا لانجع الخطط الدفاعية التي نبغوا فيها وتميزوا فانتصروا، ولقنوا المتواطئين علي الغدر والخيانة درساً لن ينسوه،،،
واليوم ينتقل الجيش الي مرحلة تأسيس جديدة وهي العقيدة الهجومية استباقاً للعدا قبل أن ينفذوا نواياهم الخبيثة، وقد اعلمتنا واخبرتنا حرب الكرامة وميزت لنا عدونا من صديقنا وحدثتنا عن نواياهم الخبيثة وتعرت امامنا كل متبقيات خططهم لتحقيق اطماعهم الشرهة،،
ولتوطين الصناعات العسكرية بشقيها الدفاعية والعسكرية يتطلب الأمر تغيير مسمي المؤسسة لتصبح (منظومة الصناعات الدفاعية والهجومية) وهذا بالطبع يفرض انشاء خطوط إنتاج هجومية تضاف الي تلك التي كانت دفاعية فقط،، وبذا يكتمل النظم،، وحينئذ سيكتب للسودان تاريخاً جديداً،، ولسوف يسجل الفريق البرهان تاريخاً جديداً آخر لعهده يضاف الي الانتصار الذي اذهل وادهش العالم،، وأصاب الأعداء كل الأعداء بصدمة،، ولئلا تترك لهم فرصة الافاقة السريعة فإن العجلة في تحقيق هذا التحول الجديد ينبغي أن تدار بذات العقلية التي إدارة حرب الكرامة،، وهنا انادي بالصوت الجهير ان يعطي جاهز الأمن والمخابرات الفرصة الكافية لتأمين هذا المشروع الاستراتيجي العظيم الذي سيكتب التاريخ الجديد،، بكل ما تحمل هذه الجملة من معني.. وليس ذلك علي الله بعزيز .