ان الجراثيم البشرية المختبئة والمندسة في خلايا الشعب وفصائله وجهاته المختلفة، منها ما لا يُرى بالعين المجردة،، بل المعامل ذات الأجهزة المجهرية المكبرة ربما تعجز عن الاكتشاف الا بتقنية دقيقة الفحص وبعمليات معقدة التركيب الكيميائي والفيزيائي معاً، وعن طريق الاستعانة بالأقمار البشرية ذات القدرات الضوئية الماسحة وأصحاب العدسات المُكَبَرة تكبيراً يحاكي الزرقاء في ابعادها المكانية، وقوة ابصارها الزماني ، بل وسرعة التقاطها وتصويرها الحي واخبارها التي لا تخطئها العين الا نادراً بسبب الحُجُب الكثيفة الحاجبة للرؤيا أو الضباب الخادع المضللَ،، لإن كثرة المعلومات والمصادر المزدحمة من اتجاهات متعددة وطرائق شتى بل ومتعاكسة أحياناً قد تحتاج إلى (غربال) يصفي ويفلتر
(فاما الزبد فيذهبُ جُفاءاً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)..
فالأعداء البائنون بينونة صغري او كبرى رصدُهم وتتبع حراكهم ليس عسيراً الا على من أحاط نفسه بسياج متين يصعب خرقه واختراقه..اما أولو القربى من الخونة المندسين بينكم، (وفيكم سماعون لهم)
فان أمرهم مُفتضَحٌ مهما تخفّوا واخفوا آثارهم لان لله جنوداً لا يعلمونهم، بل اللهُ يَعلَمُهم ويُلهِمُهم دوماً توفيقاً في الكشف والتنقيب ما يعجز عن فعل مثله كثيرٌ من الحذاق المهرة،، انه السرٌ الذي لا يعرف منتهاه الا من ادرك معنى {اعقلها وتوكل}
(وكيف تصبرُ على ما لم تُحِط به خُبراً)
(سأنبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا)
فهؤلاء وأولئك مهما حصنوا أنفسهم بالمصدات والموانع متعددة الطبقات فإن أمرهم مُفتضح ولا بد،،
والله سبحانه الذي أحاط بكل شئ علماً له جنودٌ يمتلكون كواشف خاصة لا يعرفها الا من أنار الله قلبه وبصيرته، (ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم، ولتعرفنهم في لحن القول، والله يعلم أعمالكم)
إن بلادنا قد تسربت إليها أسراب من الجواسيس والعملاء عبر مداخل عديدة منذ أمد بعيد، فتغلغلوا في كل المفاصل ولقد كان من أكثرها حساسية المؤسسة العسكرية، وتليها دواوين الخدمة المدنية ومن ثم الأحزاب السياسية والكيانات المجتمعية الدينية منها والثقافية والرياضية، وامتد سلطانها الي مراكز النفوذ المالي والمؤسسات الإعلامية ومنابرها،،،
وخارجياً عبر صناعة الفوضى في دول الجوار ليتدفق اللاجئون دفقاً، وآخرون عبوراً بغرض الهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا والخليج، بينما الغرض ليس هو ذاك الغرض البرئ إنما يخفى خلفه ما لا تخطئه العين من ابعاد واطماع حيث انكشف الغطاء أمام الكافية تحت سمع وبصر كل شعوب العالم،،
لكن لا تزال الشكوك تحدثنا همساً أن منظمات العمل الإنساني الأممي والإقليمي، والبعثات الدبلوماسية تُعَد أكبر ماعون لإجراء الدراسات المسحية التي توفر المادة الدسمة لإعداد الخطط الهدامة،،
فقد تعرت الخطة التي ظنوا انها قد اكتملت ستراً بينما تأكد تبرجها بثياب شفافة أظهرت وكشفت كل العورات الحرام..
وفي كل مرة يتمكن العقل السوداني (صاحب الذكاء الفطري) من توفير الأجهزة الباصرة عالية التدريب،والتي يقل مثيلها ويندر في الإقليم، الا انها سرعان ما تتعرض للحل عبر مؤامرات الهياج الثوري الغاضب والمُغَيَّب الذي يهدم ويبدد كل ما تم بناؤه،
لكن هذه المرة لا بد من الحيطة والحذر وأخذ العظات والعبر بحزم وقوة لئلا تتكرر الأخطاء التاريخية التي كاد أن يفنى بسببها وطن بكامله بل أوشك أن يكون ضحيتَها شعبٌ له حضارة ضاربة الجذور في عمق التاريخ
وللحفاظ على بقاء الوطن وتأمين الشعب وامتداده الحضاري، يتحتم إعادة جهاز الأمن والمخابرات [الأمن الداخلي والخارجي]بصلاحيات واسعة مقننة تمكنه من تأمين المواطن دونما ترويع أو أخذ الناس بالشبهات، وإزالة الصورة الذهنية الشائهة ،، وحماية الدولة من إعادة الاختراق والتخابر المدمر، وتحصين مؤسسات الدولة من الخراب والدمار الذي لحق بها،ومناهضة الإرهاب الفكري والعنف اللفظي والحسي ومكافحة الفساد المالي الذي حطم الاقتصاد وخرّبه وأهدر الموارد بالتعدي على المال العام وسرقته في وضح النهار
(ومن الناس من يُعجبُك قوله في الحياة ويُشهِدُ اللهَ على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)