*استعادها الجيش، وأعلن أهلها انسلاخهم من الحركة الشعبية،، “كابـوس”،، بداية تنظيف الجبال.. خمس سنوات عجاف عاشتها المنطقة تحت وطأة التمرد.. تلاحم كبير بين الجيش والشعب، ومواقف مُشْرِقة للإدارة الأهلية.. والي جنوب كردفان يؤكد انسياب الخدمات، ويستنفر المنظمات*.

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

غسلت منطقة كابوس الاستراتيجية التابعة لمحلية الرشاد بولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، أياديها من الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال جناح عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع، وعادت إلى حضن الوطن بفضل الانتصارات الساحقة والمتلاحقة التي حققتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها، مدعومة بشباب المقاومة الشعبية بالمنطقة، وتعانق مواطنو كابوس مع القوات المسلحة في احتفالية حاشدة جسّدت المعني الحقيقي لتلاحم الجيش والشعب والتفاف المواطنين واصطفافهم خلف قواتهم المسلحة بعد غياب استمر خمس سنوات كانت خلالها منطقة كابوس ترزح تحت وطأة المتمردين الذين عاثوا فيها فساداً وتدميراً، حيث ظلت المنطقة في عداد الموات بغياب أبسط مقومات العيش الكريم من صحة ومياه وتعليم.

أهمية كابوس:
وتكتسب منطقة كابوس أهميتها من موقعها الاستراتيجي المهم الذي يمثل حبلاً سُرياً يربط كابوس بمحليات العباسية تقلي، والرشاد، وأبوجبيهة في المنطقة الشرقية لولاية جنوب كردفان، إقليم جبال النوبة، هذا فضلاً عن إطلالة المنطقة كنافذة اقتصادية وتجارية مهمة على ولاية النيل الأبيض، وامتدح المدير التنفيذي لمحلية الرشاد، الأستاذ أحمد نولة تنسيق الجهود والمواقف ما بين الإدارة الأهلية والإدارة المدنية في منطقة كابوس، والذي آتى ثماره في خروج المنطقة من عباءة تمرد الحركة الشعبية بعد أن وضعت يدها في ميليشيا الدعم السريع لتنفيذ أجندات خارجية، وشدد نولة على أهمية الوقوف صفاً واحداً في خندق القوات المسلحة، لتأمين كابوس التي تمثل صمام أمان لعديد المحليات في المنطقة الشرقية من ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة.

إشراقات الإدارة الأهلية:
وساهمت الإدارة الأهلية في وحدة كابوس الإدارية التابعة لمحلية الرشاد بولاية جنوب كردفان، إقليم جبال النوبة، ساهمت بقدر متعاظم في تغيير الكثير من المفاهيم بعد أن توصلت لقناعة راسخة أن مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة المتمرد عبد العزيز الحلو قد حاد عن الدرب عقب إعلان نيروبي والذي تم بموجبه توقيع ميثاق السودان التأسيسي المفضي إلى تشكيل حكومة موازية، واضطلع العمدة الوسيلة آدم عمر أحد أبرز أعيان الإدارة الأهلية بوحدة كابوس الإدارية بجهود كبيرة في قيادة خط انسلاخ منطقة كابوس عن الحركة الشعبية، ورجعوها آمنةً مطمئنةً بعد غياب خمس سنوات عجاف قضتها المنطقة في كنف التمرد الذي ارتكب في حقِّ كابوس والمناطق المجاورة لها جرائم وانتهاكات كبيرة أثارت غضب وحنق المواطنين الذي قاوموا المتمردين، واعتصموا جميعاً بحبل القوات المسلحة حتى عادت كابوس حرةً ونظيفة من دنس الحركة الشعبية، وميليشيا آل دقلو الإرهابية.

تهنئة ومناشدة:
وهنّا والي ولاية جنوب كردفان الأستاذ محمد إبراهيم عبد الكريم، الفرقة العاشرة مشاة أبو جبيهة، والقوات التابعة لها والقوات المساندة لها من المستنفرين والمجاهدين، بالإضافة إلى مواطني منطقة كابوس بالنصر المؤزر الذي تحقق بنزع المنطقة عنوةً واقتداراً من المتمردين، وقال الوالي في إفادته للكرامة إن كابوس ظلت طوال خمسة أعوام في قبضة الحركة الشعبية، تشكو العزلة والقهر والاضطهاد، وتفتقد إلى الكثير من الخدمات في مجال الصحة والتعليم، وتعاني من نقص واضح في الغذاء والدواء، مبيناً أن هذه المعاناة قد أصبحت من الماضي عقب تحرير المنطقة من قبل القوات المسلحة، مثمناً موقف أهالي كابوس الذين أعلنوا انسلاخهم من الحركة الشعبية، وطي صفحات التمرد المظلمة، وأكد الوالي أن كل المرافق الخدمية عاودت العمل في مجال التعلم والصحة، منوهاً في هذا الصدد إلى المعينات اللازمة التي قدمتها الحكومة لتمكين المواطنين من مواصلة حياتهم بصورة طبيعية، في ظل مناخ الأمن والاستقرار الذي ترفل في ظلاله المنطقة، وناشد الوالي المنظمات الوطنية والأجنبية والجمعيات الخيرية بإعمال نفرة لمساعدة مواطني كابوس في مجالات الغذاء والدواء وتقديم كافة الخدمات الأخرى.

تلاحم الجيش والشعب:
وأعاد وصول القوات المسلحة إلى كابوس، الدماء في شرايين المنطقة التي تيبست فيها الحياة، فلا غرو أن يحتفي المواطنون بدخول كابوس ” الضل ” ويرقصوا مع القوات المسلحة على أنغام نقارة السلام، وأهازيج الانتماء والمحبة والوئام، مؤكدين دعمهم الكامل للقوات المسلحة والقوات المساندة، حتى تتحرر كل مناطق جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة من قبضة المتمردين، وتفاعلت القوات المسلحة مع أشواق وتطلعات مواطني كابوس، وتعهدت بالمضي قدماً في تنفيذ خطة الجيش واستراتيجيته بالوصول إلى أي منطقة يوجد فيها المتمردون في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وقدمت القوات المسلحة قافلة لإسناد منطقة كابوس محملةً بالمواد الغذائية ومعدات خاصة بخدمات الصحة والتعليم تم توزيعها للجهات المختصة وسط حفاوة المواطنين الذين تفاعلوا مع القافلة بالتكبير والتهليل، وهتاف ” جيشٌ واحد، شعبٌ واحد”.

خاتمة مهمة:
وهكذا عادت كابوس عروساً إلى حضن الوطن بفضل بسالة وتضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة لها، لترسل هذه العودة تطمينات مهمة في نفوس مواطني المنطقة، بأن مسيرة الانتصارات القاصدة ماضية إلى غاياتها بتحرير كل المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وأن مشروع ” تحالف تأسيس” لإقامة الحكومة الموازية لن يكون له وجود في ولاية جنوب كردفان ـ إقليم جبال النوبة، طالما تلاحم المواطنون مع قواتهم المسلحة، ومشوار تنظيف المنطقة من هذا الكابوس، قد بدأ بخطوة استعادة “كابوس”.

مقالات ذات صلة