`في حضرة الدبلوماسية الهادئة – السفير السعودي في بورتسودان وإعادة إحياء الأمل من ركام الحريق`
✍. عروة الصادق
📧: orwaalsadig@gmail.com
https://x.com/orwaalsadig/status/1921384940714750029?t=Dk_BnK-fTxueVj7STgNPxQ&s=19
● بهدوء شديد رغم صخب انفجارات المدينة ومن بين دخان المسيّرات وصمت المجتمع الدولي، برز مشهد غير اعتيادي في قلب مدينة بورتسودان التي أصبحت، رغم كل العواصف، نقطة الاتكاء الأخيرة للدولة السودانية، جمع السفير السعودي في مقر إقامته سفراء ثمان دول في لقاء دبلوماسي بالغ الرمزية، ولم يكن لقاءً بروتوكوليًا، بل محاولة جريئة لإحياء رميم مباحثات السلام الموءودة واتفاقية جدة المفقودة، وهو سعي حثيث ظل دأب السفير بن جعفر للتحرك العاجل ولإعادة تصدير الملف السوداني إلى أجندة القرار العربي والإقليمي والدولي.
– في هذا الاجتماع الذي ضم سفراء قطر، تركيا، إيران، روسيا، الصين، فلسطين، الكويت، والمغرب، بالإضافة لممثل من الخارجية السودانية وشخصيات عامة، قرأت مشهدًا أوسع من مجرد قهوة دبلوماسية، فالمشهد ينبيء بأنه تدشين لمسار جديد يقوده السعوديون بهدوء، في وقت تعجز فيه كثير من الدول عن جمع الحلفاء والخصوم على مائدة واحدة.
– تقديري العالي لجهد السفير السعودي لا ينبع فقط من محاولة لمّ الشتات الدبلوماسي، بل من حس تاريخي نادر، حين تنفلت الجغرافيا وتتصدع التحالفات، تبقى اللغة الهادئة هي المخرج الوحيد، ولقاء كهذا لا يُقرأ فقط بعيون السياسة، بل بعدسات التاريخ والجغرافيا، والذاكرة السودانية المثقلة بمحاولات الفكاك من الفشل والانقسام.
– إن هناك رغبة واضحة في بورتسودان لعدم ترك ملف السودان يتيمًا، ولا تزال المملكة تملك، رغم التحولات، أوراق تأثير حقيقية على الأطراف الإقليمية والدولية، إعادة تسويق اتفاقية جدة، أو بالأحرى إنقاذها من الحُطام، تستوجب هذه اللقاءات المفتوحة على كل الاحتمالات.
● أتمنى للسفير السعودي التوفيق في مساعيه، وأدعو بقية الأطراف لإسناد هذا الجهد الصادق، لأن ما يحدث في السودان لم يعد شأنًا داخليًا، بل كابوسًا إنسانيًا يهدد الإقليم والعالم بأسره.
#السودان #بورتسودان #الدبلوماسية #السعودية #اتفاق_جدة #القرن_الإفريقي #صوت_السلام #البحر_
#السودان