*وفاة سيدة البر والاحسان/ سيدة سنهوري.. “وتفاصيل ” قصة اشهر مسجد في السودان يحمل اسمها*

انتقلت الى رحمة الله ارملة ابن خالها رجل الاعمال الراحل مامون البرير، الحاجة/ سيدة سنهوري. ولدت بمدينة الابيض ونشأت وترعرعت في امدرمان ،تزوجت من مأمون في العام 1953

——
“السيدة سنهوري”.. حكاية مسجد يقصده آلاف السودانيين في رمضان

الخرطوم: مقداد خالد
يتميز مسجد السيدة سنهوري بمئذنتين تضمان مبنى تصل مساحته إلى 600 متر، مكون من طابقين للمصلين، أحدهما مخصص للنساء بمساحة 280 مترا، علاوة على سطح مهيأ لفك الاكتظاظ خلال موسم رمضان.

تجد إدارة شرطة المرور في العاصمة السودانية الخرطوم صعوبات بالغة في تنظيم حركة السير بشارع الستين الرئيس، طيلة شهر رمضان المبارك، جراء امتلاء صحن المسجد عن آخره بالمصلين، واضطرار أعداد ضخمة منهم لتأدية صلاتي القيام والتهجد خارج باحات المسجد وصولا إلى شارع الإسفلت.

ويحج قرابة 10 آلاف مصل يوميا إلى المسجد، طيلة أيام شهر رمضان المبارك، لأداء صلاتي القيام والتهجد خلف المقرئ الشيخ الزين محمد أحمد.
مسجد السيدة سنهوري يتوافد إليه قرابة 10 آلاف مصلٍ يوميا طيلة أيام شهر رمضان المعظم، لأداء صلاتي القيام والتهجد
من السيدة سنهوري؟
كانت أمنيات زوجة رجل الأعمال ذائع الصيت، مأمون البرير، الحاجة السيدة، في أن يُشاد لها مسجد يكون قبلة للمصلين، طمعا في الأجر العظيم.

أمنية لم يتأخر أبناؤها في إحالتها إلى واقع، ففعلوا ذلك من باب البر بها في العام 2001 وخلال سنوات حياتها، بإنشاء مسجد فخم باسمها، مع التكفل بكافة شؤونه ومصروفاته، بما في ذلك أجور العاملين، وأموال التشغيل والتسيير، وعمليات الصيانة والتأهيل المستمرة، من خلال منظمة باسم والدهم في محاولة لإمساك البر من كلتا كفتيه.

تطل بوابة المسجد الرئيسة من جهته الغربية على شارع الستين، ضمن قطعة أرض شديد التميز عند بدايات حي المنشية الراقي شرقي العاصمة، وعند تقاطع عدة طرق رئيسة، تُفضي إلى مطار الخرطوم الدولي، وتتفرع حتى شارع النيل السياحي.

ويتميز المسجد بمئذنتين تضمان مبنى تصل مساحته إلى 600 متر، مكون من طابقين للمصلين، أحدهما مخصص للنساء بمساحة 280 مترا، علاوة على سطح مهيأ لفك الاكتظاظ خلال موسم رمضان.

ويعد الأخضر لونا مميزا للمسجد، ليس في جدرانه وحسب، وإنما في الحديقة الخارجية المكتظة بالأشجار، والنجيل المبثوث خلالها مجموعات من الفُرش، والمراوح التي تبث الرزاز، وتستخدم أوان صلاتي القيام والتهجد، والأعياد، بجانب استقبال موائد الإفطار الجماعية خلال رمضان.

ونجد أن عرصات المسجد وممراته معروشة بمظلات شبيهة بخيام الحجيج، وفي منتصف باحاته تنهض كشافات إضاءة ضخمة، وبأركانه يستوطن 18 حماما ومتوضأ سواء للرجال أو النساء.

وبالدخول للمسجد، نجد أنّ العلامات المميزة تتمثل في القبة الرئيسة التي تتوسط المسجد، بنقوش ذات طابع إسلامي، وإطار دائري يلفها مزدان بآية الكرسي.

وتتوزع الآيات القرآنية، وأسماء الله الحسنى على كافة الجدران، يتوسطها منبر مزدان بالفسيفساء العثمانية الدقيقة، التي تحاكي طبعة المصحف العثماني.

وتحمل المسجد أعمدة رخامية عملاقة، ينتشر فيما بينها “النجف”، وتتناثر في الحواشي أجهزة التكييف، والمصاحف وحاملاتها.

حين دخلت الجزيرة نت للمسجد، ليلة رمضان، وجدت الصادق حمدان أحمد، أحد المسؤولين الرئيسين عن إدارة المسجد، منخرطا في وضع اللمسات الختامية مع طاقم من فرق الصيانة لتهيئة المسجد أمام المصلين، حد إنه اضطر للاعتذار عن التقاط صورة له لما يبدو عليه حاله بعد يوم طويل من العمل الشاق والمضني.

وأشار الصادق إلى أن الإدارة توفر خلال موسم رمضان، طاقما يضم عشرات العاملين، لخدمة المصلين وتنظيمهم، وتأمين وجودهم أثناء الصلوات.

وعن فعاليات رمضان خلافا لصلاتي التهجد والتراويح، يقول الصادق للجزيرة نت، إن إدارة المسجد درجت على إقامة إفطار جماعي وتقديم 5 آلاف وجبة يوميا للمحتاجين والمارة وأبناء السبيل، هذا علاوة على تقديم قوارير المياه لكافة المصلين، مذكرا بفعاليات التهجد، حيث يستضيف المسجد عشرات المعتكفين في العشر الأخيرة من رمضان.

جدير بالذكر، أنّ الصادق وبقية الطاقم من ضمن مهامهم الكثيرة، توفير التجهيزات اللازمة للمحطات التلفزيونية التي تبث صلاة القيام مباشرة من داخل المسجد.

“التوفيق الإلهي” الذي نتج عنه حالة الإدغام الكاملة بين المسجد وإمامه، هو العبارة المُثلى لتلخيص حكاية مسجد السيدة سنهوري.

توفيق جعل من المسجد شامة في خد الخرطوم، وقبلة للمُصلين الذين يجتذبهم إليه بطريقة روحانية غامضة، وموطنا لعقد زيجاتهم لما يميز جغرافيته من سهولة ويسر، وكذلك فهو مركز لباعة المسابح والطواقي (قبعات محلية) الآملين في الربح الوفير، وحتى للمتسولين الذين يقصدونه أملا في جزيل العطاء

مقالات ذات صلة