بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في العام 1949م بانتصار روسيا وامريكا انقسم العالم الي قطبين قادت روسيا عبر الاتحاد السوفيتي قطبية الدول الاشتراكية واسست _عسكرياً_ ما سمي ب(حلف وارسو) ،وقادت أمريكا عبر الولايات المتحدة الأمريكية قطب الدول الديمقراطية التي أنشأت هي الأخري (حلف الناتو)،، وكلا التحالفين تأسسا لمواجهة التهديدات..
ثم ظهر قطب ثالث في العام 1961م بقيادة الهند وبمساندة مصرية اطلق عليه (مجموعة دول عدم الانحياز) ..
الهند تعتبر أكبر دولة سكاناً بعد الصين ولو لم تنفصل عنها باكستان في العام 1947م بقيادة (محمد علي جناح) ، لاحتلت المرتبة الأولى..
ظلت العلاقة بين الهند وباكستان متوترة دوماً لأسباب دينية وعنصرية،،
ارتباط الهند والسند بالوطن العربي خاصة الخليجي منه ضاربة في القدم تمازجاً وتصاهراً وتبادلاً تجارياً،،
العلاقات الهندية الإسرائيلية لم تكن علي ما يرام الا في العقدين الماضيين بسبب اعتراف الهند بالحق الفلسطيني في انشاء دولة مستقلة،،
وحدة المُثُل الدبلوماسية، والتعاون الرائد في مجال الفضاء والمجال العسكري والاقتصادي، كل هذه العوامل عززت العلاقة بين الهند وروسيا،،
العلاقات الهندية الصينية غير مستقرة إذ يغلب عليها التوتر بين الحين والآخر بسبب النزاع الحدودي بين البلدين، رغم أنهما أسرع الدول نمواً اقتصادياً، وأكثرها كثافة سكانية..
أما إسرائيل فعلاقاتها مع الصين ليست علي ما يرام لعقود بسبب نعتها بالرجعية ومناصرتها للامبريالية، ولم تشهد تحسناً الا بعد الانفتاح الأمريكي نحو الصين في العقدين الماضيين.
ترتبط الهند مع روسيا بعلاقات يسودها الاحترام والثقة المتبادلة منذ القدم وحتي الان، ويتمتع البلدان بتعاون كبير في المجال العسكري والاقتصادي والدبلوماسي..
أمريكا والهند يتمتعان بعلاقات متينة منذ أمد وتعززت أكثر في السنوات الأخيرة لمواجهة قوة الصين الصاعدة..
تركيا العضو في حلف الناتو تحتفظ بعلاقة حميمة مع بوتين، وفي ذات الوقت فهي حليف قوي للولايات المتحدة الأمريكية والصين معاً، أما مع الهند فمتذبذبة رغم التعاون الذي اتسمت به بعض المجالات العسكرية وحجم التبادل التجاري والتمثيل الدبلوماسي.. كما أن لها تمثيل دبلوماسي ايضاً مع إسرائيل…
الحرب التي تخوضها باكستان في طريقها الى ضبط التوازن الدولي فهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك سلاحاً نووياً،،
الدور الذي تقوم به الهند أصالة أم وكالة يلتقي وينسجم تماماَ مع دور الكيان الصهيوني في تحجيم دول المنطقة واخضاع شعوبها بدعوى مكافحة الإرهاب الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية لتمزيق الورقة الإسلامية التي استعانت بها لهزيمة الاتحاد السوفيتي،،
ومما يجدر ذكره أن المخابرات الباكستانية هي التي أسقطت كابل ودقت مسماراً في نعش الاتحاد السوفيتي بتدريبها لفصائل المجاهدين الأفغان بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية،، وتبنيها لحركة طالبان التي هي في الأصل حركة طلابية درس منسوبوها في معاهد كانت ترعاها المخابرات الباكستانية، فهل تفعلها باكستان مرة أخرى مع أمريكا بعد أن أدارت ظهرها لحليفها واستبدلته بالهند لمواجهة المارد الصيني؟ ولا ننسى ما قامت به حركة طالبان من اذلال للقوات الأمريكية حين جلائها من أفغانستان،،
خاصة وان الباكستان هذه المرة اصطفت مع الصين ضد عدوها الهند، واستجابت لهندسة العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع تركيا،،فاستعانت بأسلحة صينية الصنع وأخرى تركية (طائرات وصواريخ ومسيرات) قلبت بها الطاولة واذهلت وارعبت حلفاء الهند الغربيين وبخاصة امريكا التي اندفعت عاجلاً لتدارك الأمر بإيقاف الحرب ..
التحالف الصيني الباكستاني التركي مقابل التحالف الأمريكي الهندي الاسرائيلي من شأنه أن يعيد التوازن الدولي شيئاً فشيئاً خاصة بعد الهزائم والخسائر الجسيمة التي مُني بها الجيش الاسرائيلي وكذا ما تعرضت له الهند من إهانة امام الباكستان،،
فمحاربة الاسلام بدعوى مكافحة الإرهاب انكشف زيفها، والتفوق العسكري الأحادي اختل بمسيرات الحوثي التي اخترقت القبة الحديدية الإسرائيلية الأمريكية وعطلت سفنها العابرة والقابعة في البحر الأحمر، وفشل السلاح [الأمرو اورو فرنسي؛] الروسي الذي أسقطته الأسلحة والمضادات الصينية التركية..
إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث التعداد السكاني،، وباكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك سلاحاً نووياً، وتركيا جيشها مصنف في المرتبة التاسعة عالميا، وسلاح الجو المصري السابع عالمياً، والسعودية أكبر منتج للنفط في العالم، ووادي النيل به أطول نهر في العالم،
بكل هذه المقومات وغيرها يمكن للعالم الإسلامي أن يدحرج كرة الثلج وينهض من جديد،، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح،،، أين وادي النيل من هذه المعادلة، فل يعزف ثم يرقص على أنغام اللاحرب واللا سلم الان؟