الوحدة الإدارية تمثل القاعدة الحكومية الدنيا في الهرم الإداري للدولة،،،
بينما القرية والحي يمثل قاعدة مبني المجتمع الأهلي…
السكان الريفيون لهم حاجاتهم ومطلوباتهم التي تتناسب مع نشاطهم الاقتصادي وثقافتهم المحلية، إن كانوا من أهل القرى أو المدن الريفية الصغيرة التي تتجمع فيها خدمات التعليم العام والرعاية الصحية الأولية والأندية الثقافية والرياضية ودور العبادة وتزدهر فيها أسواق اسبوعية…
رئاسات المحليات بها نفس الخدمات بمستويات ارفع وبتفاوت أنسب، لكن من هنا تبدأ قاعدة الهرم الحكومي الرسمي،تمثلها حكومات محلية بقيادة الضباط التنفيذيين ومساعديهم للشئون التعليمية والصحية، وخدمات المياه والكهرباء والإتصالات ، والإدارة المالية، ووحدات الشرطة والسجون والمحاكم القضائية الحكومية والأهلية ومجالس محلية،…
كان المواطن في الزمان السالف يقوم بدور اهلي نبيل في توفير الخدمات التعليمية ودُور العبادة وكفالة المعلمين بالقرى تقديراً وعرفاناً، ولكن بعد أن رُفعت شعارات مجانية التعليم والصحة، وتحولت إلى خزينة الدولة إذ كانت ولا تزال تؤخذ منه عوائد وضرائب ورسوم، ثم تُرَد إليه خدمات انيمية ، فلما تغير المنوال فترت تلقائياً هِمّة المواطن وعجزت الدولة عن تقديم خدمات مميزة لأسباب عديدة،من اهمها السياسات الاقتصادية المتقلبة وعدم استقرار نظام الحكم، وتتابع الحروب المستنزفة للخزينة العامة والمُدَهوِرة لمستوى معيشة المواطن، إذ أن أكثر من ثمانين بالمائة من دخله تُحرَق في ميادين القتال وبالتالي فالمحصلة {ميتة وخراب ديار} ، ومع هذا التراجع الكبير في الثقافة والتقليد الموروث والتردي في مستوى الدخل الشخصي والقومي والخدمات الأساسية، يزداد الطين بلة بقيام بعض القادة المحليين من فرض اتاوات لا تمت إلى حياة المواطن بصلة، وإنما فقط من أجل الكسب والتباهي والتنافس السياسي الذي لا يتناسب مع طبيعة المستوى الإداري للدولة..
مستوى الولاية والإقليم يمثل المستوى الوسيط في هيكل الدولة الإداري وهذا النوع يتمتع بخدمات ارفع نوعاً وكماً من المستوى المحلي، إذ تتوفر لديه مؤسسات تعليمية عالية ومستشفيات عامة ومتخصة، ومحاكم ارفع ونيابات وهيئات وأجهزة قصائية، ومجالس تشريعية، وحكومات تنفيذية ووحدات عسكرية، ومشروعات زراعية ذات طابع قومي وإقليمي، وصناعات محلية وأخرى بيئية، بل ومدن صناعية وأسواق أكثر تنظيماً وازدهاراً من المستوى المحلي ،، وتتوفر في هذا المستوى عواصم مخططة بتوزيع شبه حضري للخدمات الأساسية وان كانت بدرجات متفاوتة…
الثقافة والشباب والرياضة تطلع بها اتحادات وتنظيمات وجماعات ذات طابع اهلي وتبتعد في الغالب عن التغول الحكومي والاستقطاب السياسي، ولذلك فهي أهم وسيلة لتوحيد الوجدان ومعزز قوي للوحدة الوطنية،
إذن البناء من قاعدة الهرم بعد رسم الهيكل الإداري وتخطيطه هندسياً، وتحديد مرافقه وخدماته ومشروعاته الإدارية والاقتصادية والتوزيع السكاني تناسبياً مع بيئاته، انه عنوان الاعمار المتين، فإن لم يتم أحكام الأساس، فإن كل بناء أن لم يتهدم فإنه يحتاج إلى الترميم المشوه، وبالتالي سنظل في دوامة لا نهاية لها..
إذن ،، الأساس.. الأساس.. وإلا،، فالخراب.. الخراب