*محمد لطيف… عراب صمود.. مواهب السيد محمد احمد ميرلانديونيو ٢٠٢٥*

ليس من قبيل النكتة السياسية الثقيلة أن يصبح محمد لطيف الصحفي الإنقاذي المعروف أحد نجوم تحالف صمود
الرجل الذي قضى سنوات في بلاط البشيريدافع عن فساد الإنقاذ، ويغسل وجه النظام بالمداد، ها هو اليوم يقدم نفسه مرشدًا أخلاقيًا لتحالف يدعي تمثيل الثورة والدولة المدنية.
في تسريبات خرجت من قروبات صموديقترح محمد لطيف على من بقي فيها أن يكونوا محايدين في الحرب بين إسرائيل وإيران نفس الحياد الذي التزموه في الحرب السودانية حياد مشبوه يصب في مصلحة الجنجويد ويخدم أجندات الخارج.
لكن الأمر لا يتوقف عند السخرية من محمد لطيف بل يكشف بنية التحالف نفسه
صمود و تأسيس ليستا سوى تكتيك سياسي مكشوف وضعه تحالف تقدم ليحتفظ بخيارات المناورة في حال فشلت خطته الأساسية حكومة تأسيس التي بدات صياغتها منذ إعلان اديس ابابا
ولكي يظنوا أنهم يخدعون الشعب السوداني، اخترعوا مصطلحات جديدة لتجميل التكتيكات الفاشلة والانشقاقات المفضوحة.
فحين انقسم تحالف تقدم إلى تأسيس وصمودلم يكن ذلك خلافًا سياسيًا جادًا، بل كان مجرد توزيع أدوار مفضوح.
لكن بدلاً من الاعتراف خرجوا علينا ببدعة جديدة في القاموس السياسي السوداني:
نحترم خيارات بعضنا البعض
يا لها من فِرتقة ناعمةيوزّعون بها الولاءات والمواقف فالمتحالفان من نفس الجذريتبادلان الأدوار أمام الكاميرات،ويقسمان المهام بيننا:ا
أنت تعارض بصوت عالٍ، وأنا أهادن بهدوء، ثم نلتقي في منتصف الطريق… عند الممول.
وتلك الحكومة التي لم تخرج بعد من رحم القروبات تحولت إلى ساحة صراع واتسابية تشتعل فيها الخلافات قبل أن يتم اعلانها وتتنازع فيها الشخصيات على مناصب لا وجود لها.
وكما يقول المثل السوداني
عصيدة في الريف وملاحها في السماء!
ورغم أن الحكومة لا تزال مشروعًا وهميًا نشاهد عَلالة الصراع عليها تتصاعد كل يوم، كاشفة تلك العقليات التي تدعي السعي للديمقراطيةوالمدنية ، بينما تتناحر خلف السراب.
فإذا كانت هذه حالهم قبل ميلاد الحكومة، فكيف يكون الحال إن تحققت؟
أما تحالف تقدم نفسه، فقد دفن إعلان أديس أبابا في صمت دون أن يجرؤ على طرحه أو الدفاع عنه.
اختفى الإعلان في سرداب التواطؤ كما اختفت تقدم نفسها وخرجت علينا بتوأميها
صمود وتأسيس.
ولدت التوأمين ليقوما مقام الأم الميتة، بينما لا تزال رائحة الجثة السياسية تفوح من المشروع كله.
وبدلًا من مراجعة المسار انشغلوا بتوزيع اللافتات، وإعادة تدوير الأوهام، من فشل إلى فشل ومن بيان إلى تسريب.
لكن الأهم من كل ذلك، أن الشعب السوداني قد رمى طوبتهم، وأدار ظهره لهذه المسرحيات الفارغة.
شعب أصبح أكثر وعيًا من أن تشغله وثائق لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به.
لا أحد ينتظر منهم شيئًا، ولا أحد يستمع إليهم.
لقد طواهم طيّ النسيان ومر عليهم كما يمرعلى اللافتات الباهتة في الطرقات دون أن يلتفت.
ويا للعجب صار البعض يربط بين الكيزان وإيران ويقول بما أننا ضد الكيزان إذًا نحن مع إسرائيل!
أي منطق مقلوب هذا؟ وأي عقلية هذه؟
هل تحولت السياسة عند هؤلاء إلى عَدا شخصي بلا مبادئ؟
من بؤس هذا المنطق أن ترى من يدعي المدنية يحتفل بمواقف تساند الاحتلال وتدين المقاومة، فقط لأن خصومه السياسيين لديهم صِلة أو تقاطع مصالح مع طهران
يا هؤلاء، القضية ليست إيران ولا الكيزان، القضية أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن تبريره، لا حيادًا ولا عمالة.
فاحفظوا على الأقل ماء وجوهكم… إن بقي منها شيء
ولمن يقترح الحيادفي حرب إسرائيل وإيران نقول:
إيران لا تحتاج دعمكم لا من صمود ولا من تأسيس فمبروك عليكم مساندة الصهيونية!
حيادكم الأعوج لا يخدع أحدًا سوى أنفسكم، والتاريخ لا يحفظ للمتفرجين مكانًا
مواهب السيد
محمد احمد
ميرلانديونيو ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة