*أطلقوا سراح الأبرياء…كفي عبثاً وكفي عنترية!*

من قلب هذا الوطن المذبوح من شوارع المدن التي أرهقها القصف والخذلان من البيوت التي ينام فيها الأطفال بلا آباء لأنهم خلف القضبان ومن صدور الأمهات التي تحترق كل ليلة ولا يسمع أنينها أحد …اكتب اليكم لا أكتب مقالاً بل أطلق صرخة صرخة في وجه العنترية المتغولة صرخة في وجه البلاغات الكيدية التي تحولت الي سلاح يفتك بالابرياء صرخة في وجه الأجهزة التي داست علي القانون وتصرفت كأنها فوق الوطن .
هل أصبح مجرد خلاف شخصي سبباً كافيا ً لأتهام الناس بالتعاون مع المليشيا ؟ هل بات رفض فتاة للزواج كفيلاً بجرها الي السجون ؟هل أصبح النزاع العائلي تذكرة الي المعتقل؟نعم هذا يحدث وهذا هو الجرح الذي نكتب منه اليوم ،حدثني أحدهم أن قريبته رفضت الزواج من أحد الأشخاص فأستيقظت في اليوم التالي علي أمر قبض بتهمة التعاون مع. المليشيا وآخر دخل خلاف مع أحد أقربائه فتسللت التهمة نفسها الي بيته وهاهو يعذب في الزنازين وتعذب اسرته لا لشي إلا لأن أحدهم قرر ينتقم بأستخدام الدولة ،هذه ليست حكاية من رواية خيالية بل حقائق نعيشها كل يوم في وطن يتفسخ فيه مغني القانون ويتحول فيه الجهاز الأمني الي أداة أنتقام شخصي وتصبح مؤسسات الدولة ساحة لتصفية الحسابات ومع ذلك نري سياسيين معروفين علناً مع المليشيا ينسقون يملون ويدعمون وبعضهم يظهر في العلن ومع ذلك لا يمسهم احد..أما المواطن العادي الفقير المعدم فيرمي خلف الأسوار لأسباب واهيه ويحرم حتي من أبسط حقوقه في التحري عنه وأطلاق سراحه …أين العدالة؟ أين رئيس مجلس السيادة ؟ أين القضاء .وايت من وضعتم أنفسكم في موقع القيادة ؟ الي وزير الدفاع ووزير الخارجية هل تسمعون صرخات الأمهات يجب أن تشعروا بثقل مسئوليتكم أمام الله وأمام التاريخ ؟ أن ما يجري لا يمكن وصفه إلا بأنه عبث لايمت للقانون ولا للوطن بصلة هذه الاجهزة التي من المفترض أن تكون حارسة لأمننا لاتستجب لاسر المعتقلين تحولت الي سلطات منفلته تعمل بعنترية فاضحة تنفذ البلاغات بلا تدقيق تداهم بلا أذن تعتقل بلا محضر وتحكم بلا محكمة تعمل وكأنها في غابة لايحكمها قانون ولا ضمير بل أن مايخيف اكثر من البلاغات الكيدية هو بطء الأجهزة في المراجعة والتمحيص وتجاهلها التام للنداءات المتكررة من أسر المعتقلين وكأن لا أحد يعنيه أن هناك مئات يقبعون في السجون بلا ذنب فقط لأن أحداً ماقرر تصفيتهم معنوياً وزجهم في جحيم المليشيا اللباقية و السؤال الاكبر هنا :من يتعاون حقاً مع المليشيا؟ ليس من رفض زواجاً ولا من سافر الي ولاية نائية بل من يعمل علي تمكين المليشيا من الداخل من يشرع وجودها سياسياً ومالياً ومن يحميها في وسائل الإعلام من يتعامل مع أمرائها من تحت الطاولة ومن يطلق سراحهم كلما ضغط عليه قليلاً لا يتعاون مع المليشيا التي لادين لها ولاقلب إلا من فقد ضميره ووطنيته ولايتآلف مع القتلة والناهبين إلا من خلع قلبه في سبيل المصلحة أما الذين تلصق بهم التهم جزافاً فهولاء في الغالب لايعرفون المليشيا إلا من أخبار الجرائم التي ترتكبها بحق وطنهم السكوت الآن جريمة والتخاذل خيانه نطال بلا مواربة وبإعلي صوت أطلقوا سراح المعتقلين فوراً أوقفوا مهزلة البلاغات الكيدية فوراً راجعوا ملفات من اعتقل بناء علي خلاف شخصي أو وشاية رخيصة نظفوا السجون من الظلم وطهروا الدولة من العبث الأمني وواجهوا المتورطين الحقيقين لا الأبرياء .

مقالات ذات صلة