*تحذيرات دولية من تمدد النفوذ الروسي في إفريقيا بعد تعزيز موسكو وجودها في قاعدة “السارة” العسكرية*

الخرطوم: سودان 4نيوز
حذر تقرير نشره موقع (تاما ميديا) من تمدد النفوذ الروسي في إفريقيا خاصة بعد أن عززت موسكو وجودها العسكري في ليبيا وإستحوذت على قاعدة “معطن السارة” الجوية جنوبي البلاد.
وقال التقرير أن كتيبة “السلفية” التي هاجمت الجيش السوداني في يونيو الماضي إنطلقت من قاعدة “السارة” الجوية التي تسيطر عليها روسيا.

وصنف التقرير المنطقة بين ليبيا والسودان وتشاد من أخطر المناطق الحدودية في أفريقيا وتنشط فيها تجارة السلاح و المخدرات وتهريب البشر، كما تستخدم كخط إمداد رئيسي لقوات الدعم السريع في دارفور.

وأشار التقرير الى ان قاعدة السارة تتمتع بموقع استراتيجي جعل روسيا تسعى إلى تحويلها إلى نقطة عمليات استراتيجية لأنشطتها في القارة، حيث أصبحت القاعدة موقعاً لوجستياً رئيسياً للعمليات الروسية في إفريقيا، ومركزاً مهماً لتدفق الإمدادات إلى مناطق أخرى في الساحل، ولا سيما إلى مالي وبوركينا فاسو، حيث عززت روسيا بالفعل قواتها العسكرية هناك، كما تعتبرالقاعدة أيضاً استراتيجية لحماية طرق الإمداد إلى السودان عن طريق الكفرة في الجنوب الليبي .

ومنحت ليبيا قاعدة “السارة”الى روسيا وذلك عقب سقوط نظام بشارالأسد في سوريا ومغادرة القوات الروسية وشركتها الأمنية “فاغنر” قاعدة “طرطوس” السورية، وبذلك سيطرت روسيا على 6 من أصل 13 قاعدة عسكرية في ليبيا.
وإتهم التقرير روسيا والإمارات العربية المتحدة بالسعي والتنافس لتعزيز وجودهما العسكري في المنطقة وإستخدام القواعد العسكرية في كل من ليبيا وتشاد لدعم قوات خليفة حفتر في ليبيا و حمدان حميدتي في السودان.
وقال التقري أن التنافس بين موسكو وأبوظبي وصل الى مراحل متقدمة في ليبيا، بعد أن وسعت الإمارات العربية المتحدة نفوذها العسكري جنوباً بإتجاه تشاد إذ أنشات قاعدة عسكرية وطبية في منطقة “أم جرس” على حدود السودان، وبدأت في إستخدام القاعدة العسكرية لتوفير الإمداد لمتمردي الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حميدتي الأمر الذي جعل الإمارات العربية تُركز عملياتها العسكرية واللوجستية في تشاد، مما يضع السودان أمام عملية انتشار إماراتي خفي، يُعاد فيها تكرار سيناريو حفتر في ليبيا.
وقال التقرير ان روسيا تدخلت عبر شركاتها الأمنية مثل”فاغنر” في السودان إبان فترة الرئيس المخلوع عمر البشير، و قامت بتدريب قوات الدعم السريع و كانت تزوده بالسلاح و المعدات العسكرية وأجهزة وأنظمة الإتصال العسكرية، كما أشار التقرير لعلاقات لحميدتي القوية مع موسكو التي زارها قبل يوم واحد من حربها على أوكرانيا، وعلاقته مع “فاغنر” التي كانت تُدير شبكة للدعاية الروسية المضللة.

وقال التقرير أن الخرطوم وطرابلس شكلتا محطتي إنطلاق لنشاط “فاغنر” إبان الثورة في السودان وليبيا ووظفت المجموعة سلاحها الإعلامي والعسكري لخدمة المصالح والشركات الروسية التي كانت تنشط في أعمال التعدين والتنقيب عن الذهب في شمال السودان.
وإحتوى التقرير على وثائق تشير الى أن إستراتيجية الكرملين تجاه إفريقيا لم تتغير بعد عامين من مقتل زعيم فاغنر و تمرد مجموعته العسكرية بل تماشت مع رغبة بعض أنظمة الحكم في إفريقيا والتي ترى روسيا شريكا يحقق لها رغباتها في البقاء طويلا على سلطة الحكم.
يكشف التقرير كيف أصبحت وسائل الإعلام الروسية الخارجية رؤوساً حربية للنفوذ الروسي في أفريقيا، وكيف أعادت موسكو تدوير جهاز فاغنر الإعلامي وتوظيفه لخدمة مصالح مجموعة رجال الإعمال الروس، من أمثال يفغيني بريغوجين زعيم فاغنر الذي قتل في حادث تحطم طائرة في أغسطس 2023 وأكد التقرير أن موسكو لا زالت تنتهج إستراتيجية “فاغنر” أن آلت جميع العمليات العسكرية والمدنية في القارة الى ما يسمى بالفيلق الأفريقي.
وقال التقرير أن موسكو تستخدم كل قواها الناعمة والصلبة لتحسين صورتها أمام الأفارقة عبر مختلف منصاتها الإعلامية الخارجية و شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات التفاعلية كما تعتمد على وسائل إعلام محلية ومؤثرين أفارقة.
ونشر التقرير وثائق تشير الى إيصالات مالية و تحويلات بنكية قامت بها شركات روسية الى مؤثرين أفارقة وأشارت الوثائق الى بعض المؤسسات الإعلامية التي تقوم روسيا بدعمها وتتلقى تمويلاً مباشراً من موسكو من بينها إذاعة “لونغو سونغو” في جمهورية أفريقيا وقناة “أفريك ميديا” والتي تعتبر أكبر مُتلق لأموال فاغنر وفقًا للوثائق التي نشرها الموقع.

رابط التقرير

https://tamamedia.com/article/soft-power-a-la-russe-de-wagner-au-renseignement-militaire-russe-gru-comment-moscou-faconne-les-opinions-publiques-africaines

مقالات ذات صلة