تقرير أعده: بريهيما سيديبي ومحمد إبراهيم
منذ عدة سنوات، دأبت روسيا على تطبيق استراتيجية نفوذ في أفريقيا تعتمد بشكل كبيرعلى الدعاية المُضللة وبعيدًا عن كونها مجرد حرب إسفيرية، فإن هذا التدوين الإعلامي كان يرافقه تواجد عسكري وإقتصادي ودبلوماسي متزايد، تهدف موسكو من خلاله إلى توجيه الرأي العام الأفريقي عبر منصاتها الإعلامية الرسمية والشعبية.
لم تتوقف مساعي الكرملين في تنظيم الحملات الدعائية وتجميل صورة موسكو الباردة حتى تبدؤ أكثر دفئاً في أعين الأفارقة، وخدمةً للمصالح الروسية السياسية والإقتصادية في القارة العجوز، وفي سبيل ذلك توظف روسيا مختلف منصاتها الإعلامية الخارجية، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات التفاعلية، كما تعتمد على وسائل إعلام محلية ومؤثرين أفارقة في مالي والسنغال والكميرون والسودان وليبيا وأفريقيا الوسطى، والقائمة تطول، فأينما وُجد الذهب والماس، تجد روسيا مؤطي قدما لها.
في سبيل بحثها عن موطئ قدم لها في أفريقيا، ومن أجل تعزيز النفوذ والتأثيرفي القارة، لم تتواني موسكو في إستخدام كافة الوسائل، وقامت بتوظيف كل قواها الناعمة والصلبة لتحسين صورتها أمام الأفارقة، لكن الصورة التي يعكسها هذا التقرير بالوثائق تؤكد أن إستراتيجية الكرملين لم تتغير أيضا، بل كانت تتحور و تتكيف وفقاً لظروف أنظمة الحكم في الدول المستهدفة، و بينما تُروج روسيا لنفسها كشريك إستراتيجي يمكن الوثوق به في تحقيق الإستقرار السياسي والأمني للدول الإفريقية، تجد هذه الإستراتيجية قبولا لدى بعض الطبقات السياسية الافريقية وخاصة قيادات الأنظمة الحاكمة التي ترى في روسيا شريكا يحقق لها رغباتها في البقاء طويلا على عرش الحكم.
وخلال العامين الماضيين تكثفت هذه الإستراتيجية وتنوعت ،، منصات إخبارية كاذبة وحسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي، قنوات تليغرام معاد تدويرها، وشراكات مع محطات تلفزيونية محلية، ومقاطع فيديو مفبركة تستهدف الجمهور الأفريقي.
يكشف هذا التقريرالذي نشره موقع تاما ميديا الفرنسي، كيف أصبحت وسائل الإعلام، القديمة والجديدة، رؤوساً حربية للنفوذ الروسي في أفريقيا، وكيف أعادت موسكو تدوير جهاز فاغنر الإعلامي وتوظيفه لخدمة مصالح مجموعة من الأوليغارشية، من أمثال يفغيني بريغوجين زعيم فاغنر الذي قتل في حادث تحطم طائرة مع بعض معاونيه المقربين في أغسطس 2023 لكن لا زالت موسكو تستفيد من إرثه بعد أن آلت جميع العمليات العسكرية والمدنية في القارة الى ما يسمى بالفيلق الأفريقي.
الشركات العسكرية الخاصة .. جيش روسيا الخفي في إفريقيا ..
تعتمد موسكو في سياستها الخارجية الأمنية على الشركات العسكرية الخاصة، وهي تعمل بالوكالة نيابة عن الكرملين، وهي في الأصل منظمات سرية أنشأها الجيش الروسي ويسمح لها للكرملين بتوفير التدريب الأمني والعسكري للأنظمة المتحالفة مع روسيا، وهذه الشركات شبه العسكرية لا تدعم الأنظمة والجيوش المحلية فحسب؛ بل تقوم أيضًا بحماية رجال الأعمال والاستثمارات الروسية في إفريقيا وغيرها. و بعضها يعمل في الخفاء ولا يظهر الى العلن ابداً، وترتبط هذه الشركات ارتباطا وثيقا بالأوليغارشية القريبة من رجال الكرملين وفي مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، وبذلك يعمل معظمها عبر روابط غير رسمية مع الحكومة الروسية.
تُعد هذه الشركات الخاصة أمثال فاغنر وإينوت و آر بي إس وباتريوت وفيلق أفريقيا والمبادرة الأفريقية جميعها أداة لتوسيع النفوذ السياسي الروسي في جميع أنحاء العالم وعملت هذه الشركات لصالح روسيا في غالبية الدول الأفريقية، إلى جانب عملها في مناطق متفرقة أخرى مثل سوريا والعراق وأفغانستان وطاجيكستان وفنزويلا.
منح الجيش الروسي شركة فاغنرالأمنية كافة الصلاحيات للعمل في أوكرانيا وإفريقيا، فتحولت من كونها مجرد شركة أمنية تقتصر أنشطتها على تجنيد المرتزقة حول العالم، الى شركة علاقات عامة تعمل نيابة عن الكرملين في تحسين صورة روسيا الباهتة، عقب حربها على أوكرانيا، الى جانب عملها في حماية المصالح الإقتصادية الروسية في أفريقيا، فإرتكبت المجموعة خلال عشر سنوات الكثير من الفظائع حول العالم.
في وقت مبكر من يونيو العام 2021 وفي ضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، حينما كان عملاء رجل الأعمال الروسي يفغيني برجوزين يقومون بتوزيع العدس والبسكويت وحلوى خبز “البارنيك” وحلوى “تولا” الروسية الفاخرة على الأطفال والنساء الفقراء في المنطقة، في ذات التوقيت كان رجاله من المرتزقة الروس يقتلون الأطفال والنساء في مدينة بامباري في جمهورية أفريقيا الوسطى في جريمة وصفتها الأمم المتحدة بأنها جريمة حرب.
وليس بعيداً عن الخرطوم ، وفي ولاية نهرالنيل شمالي السودان، كانت الشركات الروسية العاملة في مجال التعدين تستفيد من مئات الأطنان من الذهب المستخرج و تقوم بتهريبه عن طريق “فاغنر” الى روسيا لرفع إحتياطيها من الذهب لمواجهة سلاح العقوبات وتمويل حربها على أوكرانيا.
لم تقتصر أنشطة الشركات الروسية على حماية مصالح موسكو حول العالم، أو تجنيد المرتزقة و تدريبهم وإرسالهم الى مناطق الصراع والنزاعات، بل تجاوزتها الى محاولة تشكيل الرأي العام الخارجي والتأثيرعلى نتائج العمليات الإنتخابية ودعم الأنظمة الإنقلابية.
أشارت الوثائق أن هذه الشركات كانت تعمل طيلة السنوات الماضية بالتوافق مع المؤسسات الروسية مثل وكالة أبحاث الإنترنت ومقرها سانتبطرسبرغ وصندوق حماية القيم الوطنية، بالإضافة الى وسائل الإعلام الرسمية مثل روسيا اليوم و سبوتنيك و لا يقتصر تواجد شركة فاغنر التي يملكها بريغوجين على أوكرانيا فقط، بل يمتد انتشارها إلى العديد من دول العالم لا سيما سوريا والكونغو وموزمبيق وجنوب إفريقيا والنيجر و بوركينافاسو، وهي ليست الشركة العسكرية الروسية الخاصة الوحيدة، إذ كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن أنه جرى إنشاء العديد من هذه الشركات في روسيا خلال السنوات القليلة الماضية منها ما يقارب 600 شركة ومؤسسة يملكها رجل الأعمال يفغيني بريغوجين مثل لوباي إنفست في افريقيا الوسطى و أم إنفست في السودان، هذا غير سلسلة المطاعم الشهيرة في روسيا، حيث كان الرجل يلقب بـ طباخ بوتين قبل أن يصبح صديقاً مقرباً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين و يتمرد عليه لاحقاً في يونيو 2023.
ليبيا و السودان .. بوابة “الدب القطبي” في أفريقيا
لم ينحصر النشاط الإعلامي الروسي المُضلل على منطقة دول غرب أفريقيا فقط و إنما تمدد في ليبيا والسودان شمالاً، وجنوباً حتى جوهانسبيرج، و شكلت طرابلس والخرطوم محطتي إنطلاق لعمليات مجموعة مرتزقة فاغنر في العام 2018 إبان بدايات ثورة ديسمبر السودانية وإسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في 2019 ووظفت المرتزقة سلاحها الإعلامي لخدمة المصالح والشركات الروسية التي كانت تنشط في أعمال التعدين والتنقيب عن الذهب في شمال السودان، وشاركت أيضا في كبح جماح الإحتجاجات التي سبقت الثورة في 2018 فكانت المركبات العسكرية الروسية تجوب شوارع العاصمة الخرطوم وتشارك في قمع الثوار حتى سقوط النظام الحاكم في 2019.
روسيا والإمارات .. لقاء المصالح المشتركة على الأراضي الليبية
أما في ليبيا فإستفادت فاغنر من حالة الفوضى التي وصلت اليها الدولة عقب ثورة فبراير وسقوط نظام القذافي في 2011. فكانت فاغنر من أهم أدوات التدخل والنفوذ الروسي في الدولة، بعد أن تدخلت في ليبيا بدعم وتأييد من دولة الأمارات العربية المتحدة – حسب ما ذكرت دورية فورين بوليسي – التي لم يقتصر تدخلها هي الأخرى في ليبيا على الدعم العسكري واللوجستي، بل وصل إلى الوجود المباشر، فشُيدت روسيا و الأمارات قواعدهما العسكرية داخل العمق الليبي و شاركت كلاهما في القتال الى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر مما سمح للدولة الخليجية بإيجاد موطئ قدم في شمال أفريقيا منذ العام 2018 وذلك خدمة لمشروعها المشترك في نهب ثروات البلاد وتقسيمها، حيث شكل إلتقاء المصالح الروسية مع الأماراتية فرصة موآتية جعلت من القواعد العسكرية جنوبي ليبيا و في منطقة الكفرة ممراً لنقل السلاح الى أفريقيا و تهريب المخدرات الأمر الذي أدى الى تصنيف المنطقة بأنها من أخطر المناطق الحدودية في أفريقيا.
الجنرالين حفتر وحميدتي .. وجهان لعملة واحدة.. !!
و منذ إندلاع الحرب في السودان، و مع ظهور التنافس الروسي الإماراتي الى السطح وسعت الإمارات العربية نفوذها العسكري جنوباً بإتجاه تشاد إذ أنشات قاعدة عسكرية وطبية في منطقة أم جرس على الحدود السودانية، وبدأت في إستخدام القاعدة العسكرية لتوفير الإمداد لمتمردي الدعم السريع في دارفور بقيادة محمد حمدان حميدتي الأمر الذي جعل الإمارات العربية تُركز عملياتها العسكرية واللوجستية في تشاد، مما يضع السودان أمام عملية انتشار إماراتي خفي، يُعاد فيها تكرار سيناريو حفتر في ليبيا.
و ساهمت روسيا عبر شركاتها الأمنية و”فاغنر” على وجد التحديد في تدريب قوات الدعم السريع في السودان في فترة ما بعد الثورة هناك في 2018 ولحميدتي علاقات إستراتيجية مع موسكو التي زارها قبل يوم واحد من حربها على أوكرانيا، و كانت تزوده بالسلاح و المعدات العسكرية وأجهزة وأنظمة الإتصال العسكرية.
“معطن السارة”.. وجهة روسيا المفضلة في شمال أفريقيا..!!
في ديسمبر 2024 وعقب إنهيار نظام حليفها بشار الأسد في سوريا، لجأت روسيا لإستخدام الأراضي الليبية بديلاً لوجودها العسكري في بلاد الشام، و قامت بنقل كميات كبيرة من المعدات العسكرية من قاعدة طرطوس في سوريا وأرسلتها إلى قاعدة معطن السارة الجوية الواقعة أقصى جنوبي البلاد على الحدود السودانية التشادية مع ليبيا ، الى جانب قوة مكونة من ضباط وجنود روس و سوريين، سبق أن انتشر الكثير منهم في سوريا وغادروها بعد سقوط نظام الأسد، و بذلك تسيطر روسيا الآن على 6 من أصل 13 قاعدة عسكرية في ليبيا، أي ما يقرب من نصف القواعد الموجودة في البلاد.
وتتمتع قاعدة السارة بموقع استراتيجي، جعل روسيا تسعى إلى تحويلها إلى نقطة عمليات استراتيجية، حيث أصبحت القاعدة مركزاً لوجستياً رئيسياً للعمليات الروسية في إفريقيا، ومركزاً مهماً لتدفق الإمدادات إلى مناطق أخرى في الساحل، ولا سيما إلى مالي وبوركينا فاسو، حيث عززت روسيا بالفعل قواتها العسكرية، كما تعتبر القاعدة أيضاً استراتيجية لحماية طرق الإمداد إلى السودان عن طريق الكفرة في الجنوب الليبي.
و في يونيو الماضي توغلت كتبية السلفية التابعة لخليفة حفتر والتي تقوم بتأمين قاعدة السارة الى داخل الحدود السودانية وإشتبكت مع الجيش السوداني قبل أن تتقدم قوات متمردي الدعم السريع و تسيطر على منطقة المثلث الحدودية بمساندة من قوات خليفة حفتر.
“ستانفورد”: روسيا دعمت قنوات تلفزيونية وصحف ليبية
لم يقتصر التدخل الروسي في ليبيا على الجانب العسكري فحسب، فهنالك الكثير من الوثائق التي توضح بشكل واضح تدخل موسكو وضلوعها في تمويل وسائل إعلامية ليبية موالية لقوات خليفة حفتر وأنصار النظام السابق، وذلك عبر الشركة الروسية فاغنر. ووفقاً لتحقيق نشره مرصد ستانفورد للسياسات الإلكترونية حول التغطية الإعلامية خلال فترة النزاع الليبي، أن فاغنر قامت برعاية وتمويل جهات ومؤسسات إعلامية ووسائل إعلام عبر الإنترنت و منصات التواصل الإجتماعي، أبرزها قناة الجماهيرية الموالية للقذافي، و صحيفة صوت الشعب التي ضلعت مع قناتي الجماهيرية والحدث الليبية في نشر خطاب الكراهية وبث الإشاعات والأخبار المُضللة والكاذبة التي تشمل الدعوة إلى العنف والسب والشتم والتحريض وتمجيد الأشخاص وفبركة الصور والفيديوهات.
و كانت المخابرات الليبية قد أعلنت تورط خلية روسية إعلامية في إدارة هذه الحملة الترويجية الكاذبة تديرها فاغنر عبر عميلها عالم الإجتماع مكسيم شوغالي ومترجمه السوري سامر سفيان، اللذان تم إحتجازهما لفترة طويلة في ليبيا قبل أن يتم إطلاق سراحهما في يناير 2020
“لونغو سونغو” .. إذاعة الروس في إفريقيا الوسطى
موقع دويتشه فيله التلفزيوني الإخباري الألماني كشف في تقرير بعنوان النفوذ الروسي في أفريقيا أن عدداً من وسائل الإعلام الأفريقية، منها محطات إذاعية وصحف، تتلقى تمويلاً مباشراً من موسكو، أهمها إذاعة لونغو سونغو التي بدأت نشاطها عام 2018، و تبثّ من بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى ومحيطها بلهجة السانغو واللغة الفرنسية، وهذه الإذاعة المهمة معروفة أيضا بـ إذاعة الروس.
وهنا تذكر المجلة الفرنسية المتخصصة لا روفو دي ميديا أن خطاب الإذاعة ينحاز إلى الحلفاء الجدّد بصفة واضحة، ولقد لفتت هذه الإذاعة الانتباه بتغطيتها الكاملة للأحداث المعادية لفرنسا والمؤيدة للوجود الروسي في أفريقيا الوسطى.
لا روفو دي ميديا اعتبرت أفريقيا الوسطى مختبراً للنفوذ الإعلامي الروسي في أفريقيا و نقلت المجلة معلومات عن القسم الناطق بالروسية في هيئة الإذاعة البريطانية تفيد بأن إذاعة لونغو سونغو حصّلت لانطلاقها على تمويل من موسكو وصل إلى 10,000 دولار وأن الراعي الوحيد لها كان المجموعة الإعلامية الروسية ميديا باترويت التابعة لمجموعة فاغنر.
وتتطرق المجلة الفرنسية إلى مثال آخر من الصحافة المكتوبة هو يومية نجوني سونغو التي تتبنى السياسة التحريرية ذاتها وتتلقى تمويلاً حسب المصدر الفرنسي نفسه من شركة لوبي إينفست التي تستثمر مناجم الألماس والذهب في أفريقيا الوسطى والتابعة لمجموعة فاغنر.
عملت الدعاية الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى على التلاعب بالرأي العام عبر نشر أخبار ومقالات مضللة و مدفوعة القيمة في الصحف المحلية أو المواقع الإلكترونية حسب شهادة الصحفي إفريم ياليكي الذي عمل في نظام الدعاية الروسية في السابق. و كشف ياليكي بعد هروبه من بانغي عن عملية تضليل روسية واسعة في إفريقيا الوسطى في إطار تحقيق أجرته مؤسسة فوربيدن ستوريز في عامين، وهي عبارة عن مجموعة من الصحفيين الاستقصائيين تعاونوا مع 10 شركاء إعلاميين مثل صحيفة لوموند الفرنسية وراديو فرنسا الدولي وتوضح شهادة الصحافي إفريم ياليكي إنشاء الروس في أفريقيا وفي جمهورية أفريقيا الوسطى تحديداً نظام دعاية مستقل يعتمد على الدعاية التي شملت التظاهرات المنظمة والمدفوعة الأجر بصورة خاصة و توظيف خبراء للتحدث إلى وسائل الإعلام، وحتى إنشاء وسائل الإعلام أو دعمها بصورة مباشرة.
“أفريك ميديا”.. صورة روسيا الذاهية في الكاميرون
في الكاميرون تُعد قناة أفريك ميديا من أهم المنابر المؤيدة للوجود الروسي في أفريقيا، وهي تبّث من مدينة دوالا باللّغتين السواحلية والهوسا بجانب الفرنسية والإنجليزية إضافة إلى أنها تضم أكثر من 870 ألف متابع على منصّة فيسبوك و670 ألف على يوتيوب بنسب مشاهدة في إرتفاع مستمر منذ منتصف 2022 وأصبح خطها التحريري مؤيداً لروسيا بصورة متزايدة مع توقيع رئيسها جوستين تاجوه على إتفاقيات إعلامية مع موسكو، و تاجوه صديق مقرب من يفغيني بريغوجين أما مدير البرامج في القناة جيرومإيبوساما فهو لا يخفي ولاءه أيضاً لبريغوجين.
وتعتبر أفريك ميديا أكبر مُتلق لأموال فاغنر وفقًا للوثائق التي نشرها موقع أفريكا كونفدينتال وليس ذلك غريبا، فهي تدعم الوجود الروسي في الكاميرون، وتخدم مصالح موسكو في الدولة كما تدعم بقاء الرئيس الحالي بول بيا البالغ من العمر 90 عاما و الذي يشعر بالإنزعاج إزاء الانقلابات الأخيرة في المنطقة مما جعله يسعى إلى الحصول على تأمين و حماية من موسكو مقابل الحصول على إمتيازات تعدين في الدولة الغنية بالألماس والمعادن اذ تحتل الكونغو صدارة الدول الإفريقية والثانية عالميا.
ولا تخفي موسكو ما تقدمه للحكومات في إفريقيا كـ حزمة بقاء النظام مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية ذات الأهمية الإستراتيجية و حماية المصالح الروسية، رغم الهزائم التي منيت بها القوات الروسية في مؤخراً في مالي، ووضع القوات الروسية في الشرق الأوسط عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
و تنشط أفريك ميديا على نحو واسع عبر موقعها الإلكتروني كما تستخدم منصات روسية مخصصة وتدعمها حسابات مؤيدة للكرملين وروسيا، و تدفع خلالها أموالا لمؤثرين ومذيعين في وسائل التواصل الإجتماعي والرقمية في غرب إفريقيا مقابل بث مقاطع فيديو ومدونات تهاجم فرنسا وتدعم الموقف الروسي بشأن حرب أوكرانيا على سبيل المثال.
و كشفت وثائق سربها عميل سابق في فاغنر لموقع أفريكا كونفدينتال مدى الإرتباط بين شركة فاغنر وأفريك ميديا وعمل العميل الذي لم يرغب في الكشف هويته لصالح ميديا باترويت التابع لـ وكالة أبحاث الإنترنت وهي مؤسسة تعمل في عمليات التأثير عبر الإنترنت من أجل خدمة المصالح التجارية والسياسية الروسية حول العالم.
الوثائق المسربة مكتوبة باللغة الروسية وتشبه شرائح عرض باوربوينت وهي تتضمن صورا لتحويلات مصرفية وإيصالات لشركة كاميرونية وهي شركة بانج آند بارتنرز التي يسيطرعليها جيروم إيبوساما، مديرالبرامج في قناة أفريك ميديا و ترتبط أفريك ميديا منذ فترة طويلة بشركة فاغنر حيث عملت في عام 2019 بالتخطيط لحملة تضليل مؤيدة للمؤتمر الوطني الأفريقي ضد التحالف الديمقراطي كما لها علاقة وثيقة بقناة روسيا اليوم.
“سائح”.. صورة أخرى ذاهية لروسيا تصنعها الدعاية الروسية
في جمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى طريقة أفلام الأكشن الهوليودية شهدت دور السينما في وقت مبكر من العام 2021 عرضا سينمائيا يعتبر الأول من نوعه في أعمال الدعاية الروسية لـفاغنر في أفريقيا، حيث حضره المئات في بانغي عاصمة البلاد، الفيلم الذي جاء بعنوان سائح يمجد مهمة من يسمون بـ المدربين العسكريين في أفريقيا الوسطى التي تحاول الخروج من عنف الحرب الأهلية والنزاع المسلح الذي إنزلقت فيه عقب التدخل الروسي في المشهد السياسي للبلاد.
وفيلم سائح هو أكثر من مجرد فيلم يحتوي على مشاهد من الإثارة وأعمال القتل والتفجيرات وحروب العصابات والمرتزقة في أدغال الغابات الأفريقية، الفيلم يلخص بدقة تأثيرات التدخلات الروسية المختلفة في دول العالم، وفي القارة الأفريقية على وجه التحديد.
يحكي الفيلم قصة وجود المدربون الروس في جمهورية أفريقيا الوسطى لأغراض تدريبية، بدلاً من القتال في الخطوط الأمامية، لكن يبدو أنهم يقاتلون أكثر بكثير مما يقومون بالتدريب.
وفي تقرير بثته سي ان ان ووفقًا لوسائل الإعلام الروسية ، تم تمويل الفيلم الدعائي من قبل يفغيني بريغوجين ونوه التقرير أن وكالة الأنباء الروسية المستقلة نقلت عن ثلاثة أشخاص على صلة بالسينما أن بريغوزين مول الفيلم فيما قال أحد الذين أجريت معهم المقابلات إنه محاولة لتبييض صورة فاغنر التي تعاني من عزلة دولية جديدة بعد أن فرض الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات.
يبدأ الفيلم بمشهد تعرض مرتزقة روس لهجوم عنيف من قبل مجموعة من المتمردين في إفريقيا الوسطى، و يصور الفيلم المتمردين على أنهم عصابة من قطاع الطرق تخرج من الأدغال على دراجات نارية لإطلاق النار على السكان المحليين ونهب مراكز الشرطة وحرقها، و في تناقض صارخ ، يظهر الفيلم الروس كمدافعين عن المواطنين ، يقاتلون ببسالة ضد كل الصعاب، وهنا يحاول الفيلم سائح إعطاء المشاهدين صورة زائفة لمهمة الروس في البلاد لصد هجمات المتمردين ، وكيف أنهم يعملون جنبًا إلى جنب مع شركائهم في الجيش الوطني، وسعيهم الى إفشال مخططات المتمردين لاقتحام العاصمة بانغي وإعادة السيطرة عليها.
يلعب دور البطولة في الفيلم الممثل ساث روديو و هو مواطن كاميروني الأصل تم تجنيده في الواقع للعمل مع مرتزقة فاغنر كخبير في شبكة الدعاية الروسية التي أنشأها مركز الدعاية المرتبط بالحكومة الروسية والمعروف باسم وكالة أبحاث الإنترنت والتي تعمل على التدخل والتأثير على نزاهة الإنتخابات في العالم عبر وسائل عديدة من بينها إستخدام منصات التواصل الإجتماعي. ويعمل ساث روديو حسب وظيفته في فاغنر مسؤولاً مهماً في شبكة الدعاية الروسية في افريقيا.
لكن الصادم في الأمر أن السيناريو أعلاه تكرر على أرض الواقع وليس بعيداً من العاصمة بانغي، إذ جاء في تقرير استقصائي أعدته شبكة سي أن أن ونشرته نيويورك تايمز في الخامس عشر من يونيو 2021 تورط مرتزقة فاغنر الروسية في اقتحام مسجد التقوى في مدينة وسط البلاد وإعدام عشرين مدنياً من المسلمين كانوا داخله خلال شهر فبراير 2021 وبحسب التقرير الذي أعدته شبكة سي إن إن بالتعاون مع منظمة ذا سنتري غير الحكومية، فإن مجموعة من مرتزقة فاغنر الروسية، بالمشاركة مع قوات حكومية وبدعم من مروحية قتالية هاجمت مسجد التقوى في مدينة بامباري وسط إفريقيا الوسطى، وأعدمت 20 مدنياً من المسلمين كانوا بداخله.
“المبادرة الأفريقية” .. واجهة الكرملين الجديدة في إفريقيا!
في مرحلة ما بعد فاغنر أصبح جهاز الأمن الفيدرالي والإستخبارات الروسية يديران كل ما يتعلق بـالمستعمرة الأفريقية بدءا من إنشاء الشركات الأمنية الخاصة وإنتهاءا بإطلاق المنصات الإعلامية وتأسيس القنوات التلفزيون ومحطات الراديو.
وعقب مقتل يفغيني يروجوزين وتمرده على الجيش الروسي في يونيو 2023 أطلقت موسكو مشروعاً أسمته المبادرة الأفريقية وتعرف المبادرة نفسها على أنها جسر معلومات بين روسيا وأفريقيا. وإلى جانب الفعاليات الثقافية على الأرض، تدير المبادرة الأفريقية موقعا إخبارياً على الإنترنت يحتوي على قصصا باللغات الروسية والإنجليزية والفرنسية والعربية والأسبانية بالإضافة إلى قناة فيديو وخمس قنوات تلغرام واحدة منها لديها ما يقرب من 60 ألف متابع.
ولطالما إستخدم الكرملين نهج المبادرات الإعلامية والثقافية لجذب الصحفيين والمؤثرين والطلاب الأفارقة لكن من المثير أن المبادرة تم تسجيلها بعد شهر واحد فقط من مقتل يروجوزين لكن غالبية من يعملون فيها هم في الأصل موظفون سابقون في المؤسسات المنحلة التابعة للرجل.
وأعادت المبادرة تدوير بعض قنوات تلغرام من قنوات قديمة تم إنشاؤها من قبل مجموعات مرتبطة بفاغنر وكانت هذه المجموعات أول من روج لوجود مجموعة عسكرية جديدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية تسمى فيلق أفريقيا والتي حلت محل الجناح العسكري لفاغنر في غرب أفريقيا. وعلى سبيل المثال تعد قناة سمايل أند ويف على التليغرام من أبرز القنوات التي تروج للمعلومات المضللة التي تنتجها المبادرة الأفريقية.
في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، يقول الباحث البولندي جيدرزيج تشيريب كانت الفكرة الأصلية لفيلق أفريقيا هي محو أي هياكل عسكرية طورها بريغوجين واستبدالها بشيء جديد وكانت المبادرة الأفريقية التي غالبا ما تعمل كجناح إعلامي للفيلق أكثر استيعابا لإعادة استخدام جميع الأصول التي كانت موجودة بالفعل.
ويلاحظ تشيريب أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يلعب دورا مهما في المنظمة الجديدة، إذ إن رئيس المبادرة الأفريقية هو أرتيوم كورييف، الذي يُعرّفه خبراء في الشأن الروسي على أنه عميل لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ويرتبط بمنتدي فالداي، وهو مركز أبحاث مقره موسكو ومقرب من الرئيس بوتين، وهو أيضا المدير العام لمبادرة 23 المعروفة سابقاً، ويذكر موقع المبادرة الأفريقية على الإنترنت أن آنا زامارييفا، مسؤولة الصحافة السابقة في فاغنر، هي نائبة رئيس المبادرة.
باماكو .. وإستراتيجية التأثير الجذري في المجتمع المالي
في دولة مثل مالي، تُطبّق المبادرة الأفريقية استراتيجية التأثيرالجذري في المجتمعات الأفريقية بإعتمادها على شبكة من الجمعيات المحلية والصحفيين، والمؤثرون الرقميون، و بالرغم من إنسحاب قوات فاغنر من مالي في يونيو الماضي، وإستبدالها بقوات من الفيلق الأفريقي، إلا أن موسكو لازالت تعمل بشتى الوسائل لتحسين صورتها في هذا البلد الافريقي الناطق باللغة الفرنسية.
في العاصمة باماكو يتجسد هذا النهج من خلال جمعية الرؤيا الساحلية التي يقودها المدون مامادو باه والتي تُعرف الآن كأحد الأذرع المحلية للمبادرة الأفريقية، وتمارس أنشطتها وراء ستار التعاون الثقافي بينما لا تخفي تأييدها ودعمها لروسيا، ونظمت هذه الجمعية عدة رحلات إلى روسيا للصحفيين وطلاب الإعلام والمؤثرين، بهدف معلن هو تعزيز العلاقات بين باماكو وموسكو على المستويات الثقافية والإعلامية والأيديولوجية.
من خلال دعم الجمعيات المحلية في مالي، يُشكل الكرملين أدوات نفوذه إلى ما هو أبعد من المجال العسكري البحت، تهدف هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ الوجود الروسي في النسيج الاجتماعي والإعلامي المحلي عبر التواصل المباشر مع السكان المحليين وتمويل الأنشطة الثقافية والرحلات التدريبية، لذلك تقوم روسيا ببناء شبكة شعبية قادرة على نقل قصصها، وتعزيز تعاونها، والحفاظ على مناخ مواتٍ لمصالحها.
وكما حدث في العام 2024 نظمت الرؤيا الساحلية مشاركة وفد مالي في المنتدى الرقمي العالمي الذي عُقد يومي 5 و 6 يونيو في مدينة نيجني نوفغورود الروسية جمع هذا المنتدى الرقمي العالمي خبراء روس وأفارقة ودوليين لمناقشة مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتعاون الرقمي، وكان من بين الضيوف الماليين عدد من الصحفيين والمؤثرين بمن فيهم مستخدم تيك توك الشهير وارا لابان الذي يتابعه آلاف الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى هامش المنتدى أثار المنتدى أيضًا جدلًا حادًا بعد ظهور مقطع فيديو يُظهره وهو يُقلّد إيماءات القرد أمام سياح روس، وهو مشهد اعتبره بعض الرأي العام المالي مُهينًا.
وضمن فعاليات المنتدى استضافت المبادرة الروسية حلقة نقاش بعنوان أساطير حول روسيا في أفريقيا، جمعت ثلاثين مدونًا من جميع أنحاء القارة بهدف تفنيد الروايات السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام الغربية، و قال أرتيم كوريف، رئيس المبادرة الأفريقية، أن المهمة التأسيسية للمبادرة هي كسر الصور النمطية التي تُعيق التعاون بين روسيا وأفريقيا.
عودة دوبلغانجر !!
لا تتوقف الدعاية الروسية على الرسائل الأيديولوجية التقليدية بل تُجري أيضاً عمليات تأثير ودعاية معقدة جدا، اذ يذكرنا إطلاق مشروع المبادرة الأفريقية بعملية نفوذ روسية أخرى واسعة النطاق أُطلق عليها اسم دوبلغانجر حيث قامت فاغنر في السابق بتنفيذ عمليات تضليل إعلامي للتأثير في الرأي العام في الغرب عبر حملات تضليل إلكترونية، وعلى الرغم من أن روسيا لم تعمل بهذا المشروع في إفريقيا، إلإ أن عودته ربما أشارات الى أمكانية إدراجه في الإستراتيجية الروسية في إفريقيا.
و دوبلغانجرالذي عاد الى الأضواء مجدداً هو مخطط لنشر مقالات ومقاطع فيديو واستطلاعات رأي مزيفة حول قضايا سياسية وثقافية مثيرة للجدل في الولايات المتحدة، وكذلك في فرنسا وألمانيا وأوكرانيا – للمرة الأولى عام 2022 وحظي بتغطية واسعة النطاق في الصحافة الغربية.
وقام المشروع باستنساخ مواقع إلكترونية خاصة بمؤسسات إعلامية، بكامل شعاراتها وأسماء الصحافيين الحقيقيين وخلق قصص ورسومات كاريكاتيرية مزيفة، واجتذب مستخدمي الإنترنت العاديين إلى المواقع عبر منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي التي غالباً ما كانت تنشر بصورة آلية لكن شركات التكنولوجيا ومختبرات الأبحاث تتبعت بعناية ووثقت وأزالت منشورات دوبلغانجرعلى الإنترنت، بل كشفت حتى عن الشركة الخاصة في موسكو المسؤولة عن هذه الحملات وكالة التصميم الاجتماعي ولكن حملات التضليل استمرت، وفي الرابع من سبتمبر الماضي، وفي خطوة لمواجهتها، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها صادرت 32 نطاقاً على الإنترنت يستخدمها مشروع دوبلغانجر.
كما أزالت ميتا، وهي الشركة الأم لـفيسبوك وإنستغرام من منصاتها شبكة تضم نحو 200 حساب يتم تشغيلها من روسيا، وبحلول أغسطس 2022، أعلن صحافيون استقصائيون ألمان عن اكتشافهم تزويراً لنحو 30 موقعاً إخبارياً، بما في ذلك كثير من أكبر الوسائل الإعلامية في البلاد.
العقوبات الدولية وحدها لا تكفي!
ولمواجهة برامج الدعاية الروسية بعد تأثيرات الحرب الأوكرانية قام الإتحاد الأوروبي في مارس 2022 بحظر بث قناتَي سبوتنيك وروسيا اليوم على التلفزيون وكذا شبكة الإنترنت، بعد إعتبار هذه الوسائل الإعلامية أدوات تضليل إعلامي للكرملين، ومنذ ذلك الحين بدأ الإعلام الروسي يركز جهوده الموجهة للخارج على أفريقيا وتجلّت أهمية هذه الاستراتيجية في البيان الختامي للقمة الروسية الأفريقية التي عقدت يومي 27 و28 يوليو 2023 والذي نصّ على تطوير التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات وتوسيع حضور اللغة الروسية في أفريقيا.
وبالفعل تتواجد شبكة روسيا اليوم في عدة دول أفريقية منها ساحل العاج وبوركينا فاسو والسنغال والكاميرون، وقد وقعت عقود تعاون جديدة في كل من مالي والنيجر وأيضاً خلال يناير 2023 وقعت روسيا اليوم وقناة أفريك ميديا على شراكة إعلامية تحت شعار محاربة البروباغندا الغربية الكاذبة. أما وكالة سبوتنيك التي تعرّضت لتصفية قضائية على إثر تجميد أصولها خلال في أوروبا لجأت إلى فتح منصّة أُطلق عليها اسم سبوتنيك أفريقيا و توفر حالياً تغطية واسعة للأحداث في القارة وبالأخّص في المغرب العربي وفي دول الساحل الأفريقي. بالرغم من ان موسكو سارعت الى تمويه استراتيجيتها الإعلامية تجاه الأفارقة بعد مقتل بريغوجين وتمرد مجموعة فاغنرعلى الكرملين، لا تزال الدعاية الروسية تدورفي إرث فاغنر سيئ السمعة بعد أن آلت جميع أنشطة المجموعة في إفريقيا للأستخبارات الروسية. ومنذ هجومها الدموي على جارتها أوكرانيا، ومع خسارتها قواعدها في سوريا، ومقتل الكثير من عملاءها وإنسحابهم من مناطق عديدة حول العالم، تسعى روسيا لإعادة تموضع قواتها عبر الفيلق الأفريقي، وتعمل بخطى متسارعة على تحسين صورتها أمام الأفارقة، وتجاوزت أدوات عمل الدعاية في القارة التعاون مع شخصيات مؤثرة ووسائط إعلامية، إلى تأسيس ودعم مؤسسات إعلامية تعمل على نشر وتأكيد الأثر الروسي الثقافي في منطقة غرب أفريقيا وجنوب الصحراء تضمن استدامة الانتشار وإيجاد حواضن محلية للوجود الروسي في إفريقيا.
رابط المقال
https://tamamedia.com/article/soft-power-a-la-russe-de-wagner-au-renseignement-militaire-russe-gru-comment-moscou-faconne-les-opinions-publiques-africaines