الخرطوم:عمر هنري
من هي غرف الطوارئ السودانية
شبكة تطوعية من المدنيين ظهرت كرد فعل للأزمة الإنسانية التي اندلعت في السودان منذ أبريل 2023.
تعمل في أكثر من ولاية سودانية، وتُقدّم خدمات إنسانية متنوعة: توزيع الطعام والمياه، الرعاية الصحية، الإيواء، الإصلاح البسيط للبُنى التحتية مثل المياه والكهرباء، والدعم للفئات الأكثر ضعفًا.
متطوعون يقومون بالمبادرات في ظل مخاطرة شخصية كبيرة، ويعملون عبر مجتمعهم المحلي دون أن يكون هناك هيكل حكومي كامل يدعمهم.
—
لماذا هذا الترشيح مقنع
1. حماية الحق في الحياة والكرامة الإنسانية
أعمال الغرف تُجنّب كثيرًا من الناس من الموت أو الأمراض التي تحدث نتيجة الحروب وانهيار الخدمات. هذا بالذات يتصل بأحد أهم المبادئ التي تنظر إليها لجنة نوبل عند منح جائزة السلام: الأفعال التي تُعزز الحياة وتحافظ على كرامتها.
2. العمل المدني والصمود المجتمعي
ERRs تمثل نموذجًا لكيف يمكن للمجتمع المدني أن ينظم نفسه، يُساند بعضه البعض، ويُقدّم حلولًا إنسانية عملية بعيدًا عن البيروقراطية أو المعوقات الكبيرة. هذا النوع من العمل غالبًا ما يُعتبر رمزًا للأمل والأثر الإيجابي في أوقات الأزمات العظيم.
3. تسليط الضوء على أزمات مهملة
السودان يعيش أزمة إنسانية كبيرة جدًا، وقد ينظر العالم أحيانًا إلى أزمات كهذه على أنها “بعيدة” أو “معتادة”، لكن ترشيح إصادي مثل هذا يُعيد التركيز على المعاناة وعلى الحاجة إلى تدخل إنساني فعّال. كما أنه من شأنه أن يسلّط الضوء على أهمية الوصول إلى المساعدات الإنسانية أثناء النزاع.
4. الاعتراف الدولي وتنوع الجوائز التي حصلوا عليها
غرف الطوارئ فازت بعدة جوائز حقوقية وإنسانية مثل جائزة رافتو النرويجية، وجائزة رايت ليفليهود، وهذا يُظهر أن لها صدى في الأوساط الدولية وتقديرًا لجهودها.
—
التحديات والقيود
بجانب الإيجابيات، هناك عوامل قد تُؤثر على فرصة الفوز:
الموارد المحدودة: كثير من هذه المبادرات تعتمد على التبرعات الشخصية والعمل التطوعي، مما قد يُعيق قدرتهم على التوسع أو الاستدامة.
الاعتراف الرسمي مقابل الترشيحات المشمولة: وجود ترشيح من معاهد بحثية مثل معهد أوسلو أمر مهم، لكنه لا يضمن الفوز. لجان نوبل تنظر إلى الكثير من المرشحين، وهناك عوامل سياسية وردود دولية يمكن أن تلعب دورًا.
السلام المستدام والقابلية للتأثير طويل الأمد: لجنة نوبل تنظر غالبًا إلى الأفعال التي تُسهم في السلام ليس فقط على المدى القصير، وإنما كيف تؤثر بشكل دائم في التعايش، التفاهم، الحقوق الأساسية، المؤسسات. يجب أن يكون الترشيح قادرًا على إظهار كيف أن ERR تسهم فعلاً في بناء السلام الدائم، ليس فقط في تخفيف المعاناة.
—
الخلاصة
أرى أن ترشيح غرف الطوارئ السودانية لجائزة نوبل للسلام خيار مبرر جدًا ويستحق التقدير العالي، لأنها تمثل التجسيد الحي للعمل الإنساني، التضامن المدني، والصمود تحت ظروف قاسية جدًا.