سنجة: سودان 4نيوز
شهد ملتقى الطب العلاجي السنوي المنعقد بمدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، طرح ورقة عمل محورية بعنوان “واقع المستشفيات وحجم التحديات”، والتي قدمتها الدكتورة سارة بدر. ترأس الجلسة الدكتور إبراهيم علي العوض، مدير عام وزارة الصحة بولاية سنار، بمشاركة الدكتور الشفيع محمد مقرراً، والدكتور الطاهر عبد الرحمن ميسراً.
تشخيص الواقع: صمود في وجه الدمار
استعرضت الورقة تقييماً شاملاً لقطاع المستشفيات الذي تضرر جراء الحرب واعتداءات الميليشيا، مما أدى لتوقف مرافق حيوية عن الخدمة. وأشارت الدكتورة سارة بدر إلى وجود “اختلال حاد” في التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية، مما وضع ضغطاً مضاعفاً على الولايات الآمنة والمجتمعات المستضيفة للنازحين.
رؤية القيادة: من الأزمة تولد الفرص
وزير الصحة الاتحادي: أكد البروفيسور هيثم محمد إبراهيم أن الواقع الراهن يحتم إعادة النظر في أنظمة الحوكمة والتمويل. وشدد على أن استدامة الخدمة مرتبطة بقدرة المستشفيات على التحول إلى “منارات تواصل” فاعلة مع المجتمع، معتبراً أن الدواء والمستهلكات الطبية تمثل قضية أمن قومي لا تهاون فيها.
وكيل الوزارة: من جانبه، لفت الدكتور علي بابكر سيد أحمد إلى أن الحرب، رغم مرارتها، كشفت عن تراكمات مزمنة وخلقت “فرصة ذهبية” لإعادة بناء نظام صحي أكثر كفاءة، يتجاوز المركزية المفرطة ويوزع الأعباء الصحية بعدالة بين الولايات، مشدداً على ضرورة تبني “تفكير غير تقليدي” لحل المعضلات البنيوية.
تحديات هيكلية وميدانية
استعرض المشاركون من مديري الإدارات بوزارة الصحة الاتحادية جملة من العقبات التي تواجه المستشفيات حالياً، أبرزها:
تضرر البنية التحتية: خروج منشآت مرجعية عن الخدمة بفعل العمليات العسكرية المباشرة.
أزمة الكوادر البشرية: هجرة الكفاءات والاعتماد الهش على “نظام التعاقدات” بدلاً من التوظيف الرسمي، مما أثر على استقرار جودة الخدمة.
معضلة الإمداد: صعوبة وصول الأدوية للمناطق المحاصرة، واللجوء لحلول استثنائية مثل “الإسقاط الجوي” لضمان حياة المرضى.
تداخل الصلاحيات: ضعف التنسيق بين المركز والولايات في التخطيط والتعيينات وافتتاح المرافق.
توصيات خارطة الطريق لتعافي القطاع
خلص الملتقى إلى حزمة من التوصيات الاستراتيجية الرامية لضمان استدامة الخدمة الطبية:
تحديث الاستراتيجية: صياغة رؤية جديدة لقطاع المستشفيات تتواكب مع متغيرات الحرب وتستشرف مرحلة الإعمار.
استدامة التمويل: إيجاد آليات تمويل مبتكرة وشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان تشغيل المرافق.
تكامل الحوكمة: توحيد القرار الصحي بين المستويين الاتحادي والولائي لضمان كفاءة الأداء وتفادي تضارب الاختصاصات.
نظم الإحالة: تفعيل نظم إحالة دقيقة ومنظمة تضمن انسياب المرضى بين المستويات العلاجية المختلفة دون تكدس في المراكز الرئيسية.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن صمود المستشفيات هو حجر الزاوية في “معركة الكرامة” الصحية، وأن الكادر الطبي السوداني أثبت أنه خط الدفاع الأول عن حياة المواطن، متمسكاً بشعار الملتقى: “رغم الحاصل.. لازم نواصل”.




