الجزيرة تنزف.. والجميع صامت !
تقرير: عبد المنعم شيخ إدريس
لماذا تهاجم قوات الدعـ.م السـ.ريع قرى الجزيرة وهي مناطق خالية من وجود الجيش؟
لماذا لا تفي قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع بتعهداتها بعدم مهاجمة المدنيين بالجزيرة وبمحاسبة المسؤولين عنها؟
هل قيادة الدعـ.م السـ.ريع غير قادرة على السيطرة على قواتها في الجزيرة أم غير راغبة؟
لماذا تصمت حكومة البرهان على هذه الانتهاكات وهي التي تسلمت منها قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع الجزيرة دون قتال؟
أين تعهدات الحركات المسلحة وفي مقدمتها حركة العدل والمساواة باستعادة الجزيرة قبل حلول شهر رمضان؟
منذ أن سقطت مدني في يد قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع في ديسمبر 2023، تحولت حياة المدنيين في الجزيرة إلى جحيم ليس في مدني وحدها.
التي تركها لهم كل سكانها تقريب.
ولكن مناطق قرى جنوب وغرب وشرق الجزيرة هي التي تعاني في هذه اللحظات.
أو يقطع سكانها طرقات خطرة مشيا على الأقدام الى المناقل ثم الدندر والقضارف ليواجهوا مصيراً مجهولاً يفضّلونه على موت محتوم.
تاركين كل شىء خلفهم بما في ذلك حواشاتهم ومواشيهم التي أعطوها كل سنوات عمرهم.
أما سكان شمال الجزيرة فلم يناموا يوما دون حادث قتل أو نهب أو اعتداء منذ بداية الحرب.
ما دفعهم إلى الهرب جماعات ووحدانا. وأصبحت معظم منازل الجديد الثورة والشقلة والمسعودية والنوبة والتي وغيرها مهجورة.
كيف هي الأوضاع الآن
أخبار القتل أصبحت يومية. تابع بيانات لجان مقاومة مدني.
القوات الوحيدة المنتشرة في الولاية والمسؤولة عن كل ما يجري فيها هي قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع.
في حديثه لراديو دبنقا، يصف صديق عبد الهادي، رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة سابقا والعضو في عدد من المبادرات للإتصال بالدعـ.م السـ.ريع لوقف الإنتهاكات.
يقول صديق وهو من أهالي قرية العقدة التي تعرضت إلى كثير من عمليات العنف.
إن كل الجرائم التي ترتكب بدم بارد وتؤدي إلى تشريد سكان قرى الجزيرة الآمنين.
ويضيف أن السكان يغادرون بعد مقتل عدد من المدنيين خاصة من لجان المقاومة:
وقد إنتشرت العديد من مقاطع الفيديو والصور للسكان الجزيرة وهم يفرون من قراهم مشيا على رجليهم أو ركوبا على ظهور الدواب في أحسن الأحوال.
مثل هذا الفيديو الذي نشره مدنيون من منقطة أبوعدارة.
ويقول صديق عبد الهادي إن قرى غرب الجزيرة هي التي تشهد عمليات النزوح الأواسع هربا بحياتهم في إتجاه الدندر والقضارف على الرغم من أن بعضهم مرضى أو غير قادر على السفر:
وكان سكان تلك المناطق لديهم كثيرا من الخطط بعد حصاد موسم القمح في شهر مارس.
وكما يحدث في كل، كان من المنتظر أن تشهد تلك القرى عدداً من الزيجات، والمناسبات الإجتماعية الأخرى، خلال عيد الفطر.
لكنهم تركوا كل ذلك خلفهم بما في ذلك حواشاتهم، وقمحهم الذي سيأكله الطير وتجرفه الرياح.
وحاول البعض إيضاح خطورة عدم حصد مزارعي الجزيرة لقمحهم على السودان كله.
في ظل توقف عجلة الإنتاج ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
إلا أن صديق عبد الهادي يعرب عن الأسف لعدم إنصات أطراف النزاع لتحذيراتهم.
ويصف في حديثه لراديو دبنقا عدم تمكن المزارعين من حصاد قمحهم بالأمر المخيف:
لماذا لا تفي قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع بتعهداتها؟
في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، بعد إستلام الدعـ.م السـ.ريع مدينة مدني دون قتال، أجرى راديو دبنقا حوراً مع مستشار الدعـ.م السـ.ريع يوسف عـ.زت.
وطرحنا معه ممارسات الدعـ.م السـ.ريع في قرى الجزيرة.
أدان مستشار الدعـ.م السـ.ريع تلك الإنتهاكات.
وفجر مفاجأة بأن قادة الدعـ.م السـ.ريع لم يصدروا أوامر لقواتهم بمهاجمة قرى الجزيرة.
بعد إستلام مدينة ود مدني.
لأن قرى الجزيرة لا يوجد فيها جيش
على حسب تعبيرة
وتعهد بوقف ذلك وبمحاسبة المسؤولين عنه:
لكن الأمر إزداد سوءاً.
ويقول صديق عبد الهادي إن قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع تنتهك حقوق سكان قرى الجزيرة الأساسية.
وتخبرهم بانها ستعود إليهم مرة أخرى.
وبالفعل تعود لممارسة ذات الإنتهاكات:
وكانت قيادات من ولاية الجزيرة قد حاولت التوسط لدى الدعـ.م السـ.ريع لوقف عملياتها.
من تلك القيادات، رجل الدين المعروف، أزرق طيبة.
الشيخ الريح الشيخ عبد الباقي.
لكن صديق عبد الهادي الذي يشارك بنشاط في تلك المبادرات، يقول إن قادة الدعـ.م السـ.ريع لا يلتزموا أبدا بالتعهدات التي يقطعونها لهم:
وكان رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم قد تعهد في الخامس من فبراير بعدم وقوف حركته ساكنة أمام الإعتداء على السكان.
وقال إنهم يعدون العدة للدخول إلى مدني لتحريرها قريبا
كما أصدرت حركة العدل والمساواة بياناً بعد ذلك بذلك المضمون.
ويقول لدبنقا أمين الإعلام والمتحدث بإسم الحركة معتصم صالح إنها تعمل مع الجيش “لتحرير” الجزيرة.
حسب تعبيره:
ويضيف معتصم لراديو دبنقا أن حركة العدل والمساواة بجانب عدد من الحركات المسلحة التي قال إنها تقاتل الآن بجانب الجيش، فتحت معسكراتها لتدريب المتطوعين لـ”تحرير” الجزيرة وكل مناطق السودان:
الجدير بالذكر أن قادة الجيش ومجلس السيادة لم يعودوا يتحدثون عن الجزيرة بعد سقوطها في ديسمبر الماضي.
كما لا تحظى الأحداث التي يشهدها مواطنوا الجزيرة بالتغطية الإعلامية المناسبة منذ ذلك الوقت.