من أحاجي الحرب( ٢٣٢١ ):
□□ أنه من حفيد السلطان بحرالدين ” أندوكه ”
○ بسم الله الرحمن الرحيم
○ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
□□ بيان مهم
○ من ألامير الطاهر عبدالرحمن بحرالدين
○ أمير مدينة الجنينة حاضرة دار مساليت:
□ من ولاية الجزيرة بداية الطريق إلى دار مساليت.
” ما رأيت بخيلاً يمنح حباً، فالحب دائماً ينبت من أكف الكرماء ”
□ وهل نرى معنى للحب اليوم، إلا حب السودان، فمحبته من أصل الإيمان.
□ وما ” الكرماء ” إلا بواسل القوات المسلحة – ضباط وضباط صف وجنود – الذين يتلألأ بريق أكتافهم في ساحات الفداء ومعارك الكرامة.
□ ومن أكفهم تنبت سيقان المحبة والوفاء ” غليظة، تغيظ من كفر، وتعجب الذين يؤمنون بالقضاء والقدر “.
○ شعبنا السوداني الكريم:
هكذا عام، يكتمل ويمضى، منذ أن أشعلت مليشيات الدعم السريع نيران الحرب، تمردا بغيضا، لا على الدولة ومؤسساتها الدستورية فحسب، بل على كل ما هو سوداني نسبا، وثقافة، وهوية.
□ عام ينقضي مذ أوقد آل دقلو، نيران حربهم اللئيمة الغاشمة، يحرقون الأخضر واليابس ويهدمون كل بناء قائم في السودان.
□ وعلى الصعيد الوطني تقف القوات المسلحة ممسكة بأعنة خيول عزتنا في ثبات وصبر قل نظيره في تاريخ الوجود الإنساني الحديث.
□ عام كامل من ” الرجولات العوالي ” والتخطيط المنهجي المتمهل بالحكمة والحنكة والدربة التي هي سمات وطبع الجيش السوداني المائزة، وما ضرهم في ذلك تهكم المنافقين، ولا هزهم كيد الخائنين ” وخائبين الرجا ” .. فالعهدَ عهد ” الرجولات ” التي تكرهُ الضَعْفَ ، وتأبى الانحِلالا ..
□ هم قوس ظهر اليقين والنفوس المطمئنة بالوطن، تقرأ في قسمات وجوهم:
” أيا وطني ،
دمت لا دام من مزقوك، ولا عاش من أنكروك، فنحن بنوك ونحن الفدا “.
أسالوا دماء عروقهم، كما أسالوا مشاعر قلوبهم الصادقة، إيمانا بالسودان، الوطن، والهوية، ” استنفروا دمهم، كأنما هم الى إعراسهم نفروا، السابقون هبوب النار ماعصفت، والراكضون اليها حيث تنفجر، أولاء أهلي واخواني ومن ورثوا أن يركبوا نحو آلاف وهم نفر “.
□ ذلك ما نقر به ونعترف، نحن أبناء مدينة الجنينة ” دار أندوكه ” حاضرة دار مساليت، مركز روح أهلنا، وعلامة عظمة أسلافنا في تاريخ السودان وأفريقيا.
فأسسوا الدار بالمحبة وبالتعاون وبالتمازج العضوي وبالتفاعل الحي وبالتفهم والإعتراف بالآخر. وبالحرص على أداء الواجب قبل تصيد الحقوق، وبالعمل الجاد وأداء الدور بأخلاص وإتقان.
سجل التاريخ، ريادة سلطنة المساليت، كيف كانت وبتعدد قبائلها وكياناتها الإجتماعية متقدمة على عصرها وكيف كان ” الجلابة ” وبأخلاطهم الشتى يشدون إليها الركاب والرحاب ومن كل فجاج السودان، واتسع لهم فيها النطاق والمجال وعمروا أرضها وأسواقها وأبنيتها.
نكتب هذا البيان، ليس رغبة في القول فقط، وإنما دافعنا الأساس هو إحساسنا أن نعيش الحياة، في الصمود أمام تحديتها، أو نموت في سبيل عزة السودان، وطنا سالما وغانما.
هي رسالة يجب أن نوصلها إلى كل جزء آخر من أجزاء البلاد، مهمتنا ومسؤوليتنا، أن نكون مع الجيش أينما إتجه، وتحت قيادته حربا أو سلما.
إذ لا بديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة.
ونجدد للناس أقوالنا السابقة، إن الجرائم والآثام التي أرتكبتها ملشيات الدعم السريع في دار مساليت، لم تكن حصيلة ثانوية ناتجة عن الصراع الجاري في دارنا كما يتوهم الواهمون.
وإنما هو درجة عليا من درجات حرب الإقصاء والإبادة التي بدأتها مليشيات الدعم السريع لفترة من الزمان لتحقيق الهدف الرئيس من جمله أهداف الدخيل الأجنبي لتفكيك السودان وإزالته من الوجود.
فاتخذ بهذه الحرب سقفه الأعلى، لنفي كل المجتمعات السودانية الأصيلة صاحبة الأرض والتاريخ والحضارة.
وما حدث في ولاية الجزيرة هو أوضح مثال لما نقول .
ومن ثم، نؤكد أيضا، أن جراحات أخوتنا في ولاية الجزيرة ليس إلا إمتداد لجراحاتنا في دار مساليت.
وإن دماء الشهداء في مدينة ود مدني، هي ذات دماء شهداءنا في ” دار أندوكه “.
فالمكونات الإجتماعية المتعددة في سلطنة دار مساليت هي ضمن مجموع أنساق الكيانات الإجتماعية السودانية.
كانوا جميعا ولا يزالون يعدون مثلا يحتذى في قيم البذل المبرور، والعطاء الإنساني، وأيادي بيضاء أعطت السودان وما استبقت شيئا.
أسهموا في حيوات الوطن كله، والتمسوا دروبه وشعابه، نفذوا إلى أنسجة مجتمعاته تأثيرا وتأثرا مثمرا، في كل إتجاهاته.
ففي أرض القضارف – قضروف ود سعد – إلفوا ناسها وألفوهم وأمتلكوا الأراضي والمزارع والدور فأصبحوا جزءا من نسيجها، وكذلك في كسلا، وبورتسودان، وفي الجزيرة، والنيل الأبيض وغيرها من أمكنة السودان المختلفة، المتعددة تكوين ثقافاته، بتواتر أزمنته، ورسموا قسمات الشخوص في ” الجزيرة أبا ” وفي ” كوستي ” ومنحوا حتى أم درمان ملامحها وحضورها الخاص وأنسها العذب وسر طاقاتها.
اليوم لن تكون دار مساليت وبكل قبائله إلا نسجا من نسيج السودان كله – نهرا وبحرا ، صحراء وغابة – ضدا لأوهام دعاة تجزأة السودان الذين يعملون على نخر عظام وحدته ونسف تسامح أهله.
فلن يزحزحنا عن السودان، بريق شعارات العنصريين الحداثاوين، مهما استتروا وراء مفرداتهم الضامرة الأفكار.
فأهل النيل أهلنا، وأهل البحر منا ونحن منهم، وما جلب الجلابة إلى دار مساليت إلا قيم الخير والحق والجمال، فتمازجت الدماء من بعد تصاهر ” التنياب ” بالمساليت وكذا المسلمية ورفاعة وكنانة والمحس.
السودان قدرنا ونحن قدره ، فلا فكاك ولا انفصال منه، وما نحن إلا صورة لبلادنا.
وفي الختام نجدد عهدنا لقيادة القوات المسلحة، ونؤكد إيمانا العميق بها، وأنهم يرون بعين البصيرة ما لا يراه غيرهم.
وأن مواكب زحف التحرير التي اتخذت من الجزيرة مساراها، قطعا هي بداية الطريق سيرا لتحرير دار مساليت.
تلك الديار التي قدمت أرتالا من الشهداء الذين تصدر قائمتهم الشهيد طارق عبدالرحمن بحرالدين ” أندوكه ” ووالي الولاية الشهيد خميس عبدالله أبكر والفرشه محمد أرباب وآلاف من الشهداء عرجوا إلى مقامات الشهود نسأل الله أن يتقبلهم جميعا ويكرم نزلهم.
وبهذا القول نكتفي:
” سكُت وصدري فيه تغلي مراجلُ
وبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ
وبعضُ سكوتِ المرءِ عارٌّ وهُجْنَةٌ
يحاسَبُ من جّراهُما ويُجادَل
ولا عجبٌ أنْ يُخْرِسَ الوضعُ ناطقاً
بلى عجبٌ أنْ يُلْهَمَ القولَ قائل ”
○ الأمير/ الطاهر عبدالرحمن بحرالدين ” أندوكه ”
○ أمير مدينة الجنينة – حاضرة سلطنة دار مساليت
○ الأحد 7 إبريل 2024م