متابعات: سودان 4نيوز
قال رئيس تنسيقية تقدم ــ رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، إن الحرب لم تندلع فجأة، بل كانت أسباب تفجرها تتراكم يوماً بعد يوم، وأضاف أنهم حذروا من لحظة اقترابها، و ما ستجلبه على السودان من كوارث ومصائب، وقال انهم دعوا للتمسك بالحوار والوسائل السلمية، مستلهمين هذه الروح من الثورة العظيمة التي تمسكت بسلميتها رغم كل ما واجهها من عنف وعنت وتآمر، ورغم ما قدمته من أرتال الشهداء السلميين، سلاحهم الوحيد هو الهتاف.
وأشار في خطاب له امام مؤتمر السودان وجواره اليوم فى باريس، بمناسبة مرور عام على الحرب التي قال انها ادت الى الموت والخراب، وفي كل يوم من أيامها تزداد معاناة أبناء وبنات شعبنا، فقد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من أبناء الشعب السوداني حياتهم، وتشرد الملايين بين مدن النزوح وأقطار اللجوء، ويفتك الجوع والمرض والفقر بالملايين، وتتقطع أوصال الدولة وتنقطع خطوط التواصل بينها.
ولفت رئيس تنسيقية تقدم، إن مجهودات القوى المدنية لم تتوقف من اجل وقف الحرب، واستمرت الاتصالات مع طرفي الحرب، كما تتابعت الاتصالات مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، وتابعنا في نفس الوقت في محاولات توحيد كل القوى الرافضة للحرب في جبهة موحدة بلا استثناء، وكان شعارنا ودافعنا هو أن تتوقف معاناة الشعب، حتى استطعنا ذلك في أكتوبر 2023 في أديس أبابا ونتج عنه تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.
ونوه إلى تفهمهم حجم الغبن والحزن والغضب الذي يعتمل في نفوس الذين تعرضوا لجرائم القتل والسلب والنهب والاغتصاب، وأرغموا على مغادرة مساكنهم ومدنهم وقراهم، لافتاً الى انهم يحترمون حقهم في المطالبة بالعدل والقصاص، وانهم يعملون من أجله، داعيا القيادات السياسية المدنية والعسكرية والمجتمعية أن تنظر لأبعد من ذلك، وتدرك أن استمرار الحرب لن يعيد الحقوق أو يوقف الجرائم أو يحقق العدل والقصاص، بل انه يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكاات، ويدمر ما تبقى من مصادر وثروات البلاد، ويهدد حياة ملايين آخرين
وتابع: ان القوى المدنية، على تنوعها واختلاف برامجها، حريصة على استعادة مسار الانتقال الديمقراطي، لكن رغم ذلك فإننا لا ننكر الأخطاء التي ارتكبت خاصة فيما يتعلق بوحدة قوى الثورة والتي كانت يجب أن تكون فوق كل اعتبار، لأنها هي الضمان الوحيد للحفاظ على الثورة، وأهدافها.
واضاف ان التآمر على الثورة بدأ منذ يومها الأول، بالإعلان عن الالتزام بأهدافها، ثم التخلي عنها ومحاولة وأدها، مثلما حدث في مذبحة فض الاعتصام. ثم التوقيع على المواثيق والاتفاقات ونقضها، والعمل مع أعداء الثورة، وتم تتويج ذلك بالانقلاب الذي وقع في 25 أكتوبر 2021، وأعلن نهاية عملية الانتقال الديمقراطي والانقلاب على الثورة وأهدافها، إلا أن المقاومة البطولية لشباب الثورة، والتي لم تتوقف يوما، أرغمت الانقلابيين على التراجع ومحاولة البحث عن مخرج، لكن وكما حدث أكثر من مرة، سدوا كل منافذ الضوء التي قدمها لهم الشعب بتضحيات وفداء عظيم، وقادوا بلادنا إلى هذه المحرقة.
وأقر حمدوك بانشغال القوى المدنية، من أحزاب ومجتمع مدني وقوى مهنية ولجان مقاومة، بالخلافات الصغيرة، وفتحت ثغرات في جدار الثورة نفذ من خلالها أعداء الثورة وأعداء بلادنا، لكنه قال انهم ترفعوا عن كل دافع ذاتي وشخصي، بهدف مصلحة وسلامة وأمن السودان وشعبه، واضاف انهم بذلوا ــ مع الحريصين من أبناء الوطن، جهودا لمنع انفجار الأوضاع، ولم تتوقف الاتصالات الداخلية والخارجية، إلا أن النية كانت مبيتة عند البعض لإشعال الحرب، غير مبالين بنتائجها وآثارها على البلاد.
وأعاد حمدوك للأذهان، تحركات تقدم لضم القوى السياسية وقوى الكفاح المسلح والقوى المدنية والمهنية ولجان المقاومة للانضمام لهذه الجهود، والمساهمة في بناء الجبهة. وقد وجدنا استجابة طيبة، ومددنا أيدينا لمن لا يريدون الانضمام للجبهة، لكنهم يعملون على وقف الحرب، لتنسيق الجهود بأي صيغة يقبلونها.
ولفت الى دعوتهم لطرفي الحرب، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو للقاء مع قيادة “تقدم” لبحث سبل إنهاء الحرب، واضاف: “وجدنا ردودا إيجابية. والتقينا قائد الدعم وما تم الإعلان عنه في اديس ابابا عن مخرجات اللقاء، التي لم تخرج عن جهود وقف الحرب، ونتطلع للقاء مع القائد العام للقوات المسلحة.
واشار الى تواصلهم مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بوقف الحرب وتحقيق السلام في السودان، ومشاركتهم في قمة الإيقاد الاخيرة في كمبالا، وللقاء الرئيس الحالي للإيقاد الرئيس إسماعيل عمر قيلي في جيبوتي.
واوضح حمدوك ان مشاركتهم اليوم في مؤتمر باريس للفت أنظار العالم للظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا ولندعوه لتحمل مسؤولياته تجاه بلادنا وشعبنا باعتبار عضويتنا في المجموعة الدولية، واستنادا للمواثيق والمعاهدات الدولية. وفي هذا المقام، نود ان نعرب عن عميق تقديرنا للاشقاء والأصدقاء لوقوفهم مع الشعب السوداني في محنته ومساعيهم الحثيثة لوقف هذه الحرب.
وقال انه وفى كل هذه الاتصالات واللقاءات، وما سيجري منها مستقبلاً، كانت اعينهم مفتوحة على حياة وسلام وأمن ملايين السودانيين، دون انحيازهم لأي طرف في الحرب، واضاف: “فى نفس الوقت لسنا محايدين أو وسطاء. نحن منحازون لأسر الشهداء من العسكريين والمدنيين، ومن كل الاطراف، ومنحازون لمن سلبت أموالهم وممتلكاتهم وتعرضوا لجرائم وانتهاكات خطيرة، منحازون للملايين الذين تم تشريدهم من مناطقهم فاتجهوا لمواقع النزوح واللجوء، منحازون للجوعى والفقراء الذين يعرضهم استمرار هذه الحرب للموت أمام أنظار العالم، منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع ومن أجل المواطنة بلا تمييز.
وتابع: “من هنا تأتي مواقفنا الداعية لوقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية ووقف استهداف المدنيين، واستعادة مسار التحول الديمقراطي، وفتح حوار موسع يؤدي لتشكيل هياكل الانتقال، وهي مواقف تصب في مصلحة الوطن والمواطن. ولن يتحقق ذلك إلا بالعودة لمنبر التفاوض واتخاذ الحل السلمي التفاوضي طريقا لإنهاء الحرب ومعالجة آثارها.
وقال رئيس تنسيقية تقدم حمدوك: ” إننا نفعل ذلك التزاما بحق الوطن علينا، لم نناقش توزيع أدوار أو مناصب، ولن نفعل، فنحن نعلم أنه عندما يحين الوقت لهذا، فإن هناك الآلاف من أبناء الوطن المؤهلين لتحمل المسؤولية والنهوض بأعباء إعادة بناء ما خربته الحرب، وسيجدوننا عونا لهم من حيث نقف