*شخصيات من بحري : الراحل المقيم .. بابكر عباس صاحب أول إجزخانة في بحري*

 

أعداد عماد احمد

ولد بابكر عباس امام عام 1905- بقرية البار عمودية جلاس مركز مروي من والد بديري و والدته شايقية, درس الأولية في جلاس و كان ذلك المتاح في ذلك الوقت و لكن كمل تعليمه عن طريق المراسلة و خاصة اللغة الإنجليزية مما أتاح له العمل في وزارة الصحة في مركز مروي قسم الصيدليات لفترة محدده ثم نقل للقضارف ثم تم نقله إلي مستشفى الخرطوم بحري و كان المستشفى بالقرب من الوابورات و كان ذلك أواخر الثلاثينيات.

منذ قدومه للعاصمة كانت الحركة الوطنية السودانية في بداية انتشارها و توسعها و انضم اليها وهي في بواكيرها و كان هناك وفد مفروض ان يسافر إلي لندن للمطالبة بالاستقلال و ابتدوا لجمع المال لهذا الوفد و ما كان من بابكر عباس ان عرض ساعته في الدلالة للمساهمة في سفر الوفد و كان هذا الحدث الذي يبدو صغيرا بمقياس اليوم ولكنه كبيرا بمقياس ذلك الزمن وكان حديث الناس.

و بعد ذلك توسعت علاقته بالناس وكبرت و أصبح قريبا للسيد علي الميرغني حتى صار خليفة من خلفاء الختمية و توسعت علاقته في الخرطوم بحري و عند قيام الحزب الوطني الاتحادي أصبح رئيسا للحزب في الخرطوم بحري دون منازع و أصبح أيضا قريبا للزعيم اسماعيل الأزهري.

و في عام 1946 بدأت الصيدلية الوطنية كمخزن للأدوية ثم تحولت بعد ذلك إلي صيدلية و ترك وزارة الصحة و تفرغ للصيدلية و السياسة وكان بابكر عباس بطبعه اجتماعي و كان بار بالناس كان لا يبخل بالدواء لمن ما عنده مال و لا يبخل بوقته للذي يأتي في الثالثه صباحا الذي يريد دواء لمريض في المستشفى و محتاج لدواء.

في اوائل الخمسينات بدأت المفاصلة بين ازهري و السيد علي وانشق السيد علي بحزب الشعب الديمقراطي و كانت المفاجأة انحياز الخليفة بابكر عباس لحزب الزعيم اسماعيل الأزهري و كانت غضبة الختمية على بابكر عباس كبيرة و حاربوه بشتى الطرق.

كان بابكر عباس يمثل دائرة الأملاك في مجلس بلدي الخرطوم بحري و لما أتت انتخابات المجلس البلدي نزل حزب الشعب بثقله في هذه الانتخابات في دائرة الأملاك ونزل ضده احمد محمد باشا اول قائد للجيش السوداني و كانت معركة شرسة فاز فيها بابكر عباس باقتدار خرجت فيها جماهير الحزب الوطني الاتحادي بالمظاهرات فرحا لفوز رئيس الحزب.

تولى بابكر عباس في ذلك المجلس دائرة الأشغال و مهمتها تطوير مدينة بحري وكان آنذاك ضابط المجلس الرجل العظيم نصر الدين السيد و عندما بدء تسجيل الدخول للمدارس كان عدد الطلاب المسجلين اكبر بكثير من قدرة المدارس لاستيعابهم كان في بحري ثلاثة مدارس أولية فقط تابعة لوزارة التربية و التعليم .. وهنا أمر نصر الدين بتسجيل كل الطلاب المستحقين وبنيت رواكيب في المدارس الموجودة وانبرت دائرة الأشغال في بناء المدارس وتم بناء 12 مدرسة في سنة واحدة من أولية إلي وسطى (المصدر : محاضر المجلس البلدي) وهذا المصدر متوفر عند علي طه مهدي المركز الثقافي.
كانت اول مدارس في السودان تتبع لمجلس او بما يسمى الحكم المحلي تم ذلك في يوم مشهود يسمى يوم التعليم البحري وكان بابكر عباس عضوا في كل لجان المجلس و ذلك لعلاقته الكبيرة و دائما ما توجد عنده الحلول.

نشأت علاقة قوية بين بابكر عباس و نصرالدين السيد من خلال العمل في ذلك المجلس و دخل نصر الدين السيد لمخالفته مذكرة السيدين و مهاجمتهم في خطبة في يوم التعليم .. و لم ينضم نصر الدين السيد إلي الحزب الوطني لأنه موظف و كان في ذلك الوقت محظور على الموظفين العمل السياسي و لكن سره عند بابكر عباس و عندما جاءت الانتخابات النيابية للجمعية التأسيسية اختار الحزب بابكر عباس مرشحا عن دائرة بحري و رفض بابكر ذلك الترشيح و طرح اسم نصر الدين مع شهادة منه بأن نصر الدين اتحادي و كان نصر الدين السيد في السجن بدون محاكمة و تم ترشيح نصر الدين السيد لدائرة بحري و خوفا من الطعون في حالة محاكمته تم ترشيح بابكر عباس احتياطي في حالة قبول الطعون في نصر الدين.

ترشح الشيخ علي عبد الرحمن ضد نصر الدين وعندما انشق حزب الشعب من الوطني الاتحادي كانت معظم لجان الحزب في الأحياء انحازت للزعيم الأزهري بقيادة بابكر عباس و لذلك لم تكن مهمة نصر الدين صعبة لقوة لجان بحري و لمحبة شعب بحري لنصر الدين الذي كان يجوب الليالي في الخريف يتقدمهم و يخوض في الاوحال و السيول و عمل لهم الخور الكبير لتنتهي معاناتهم و فاز نصر الدين بسهولة على شيخ علي عبد الرحمن الرجل الوطني.

17 نوفمبر 58 كان انقلاب الرئيس عبود كان يشمل ثلاثة من أصدقاءه الرئيس عبود بحكم سكنه في الأملاك بحري وحسن بشير نصر من سكان حلفاية الملوك ومحمد احمد عروه الذي كان تربطه صلة قوية لانها علاقة ارتبطت من القضارف و امتدت حتى انتهاء حكم عبود زالت مستمرة و لكن هذه العلاقات لم تجعله ان يحيد عن مبادئه و إيمانه بالديمقراطية اللبرالية و تمتع الشعب بالحريات و كان بابكر عباس بكامل صحته و عنفوانه السياسي فحارب نظام عبود بضراوة و لم يكن لنظام عبود نظام أمني كان يعتمد على الشرطة و المباحث و كانت الشرطة في بحري بقيادة بن بحري فاروق هلال و عندما يصدر أمر بالتفتيش على منزله او للاجزخانة كان فاروق هلال يخطر أخيه علي هلال الذي بدوره يخطر بابكر عباس لإخفاء اي منشورات او محاضر وتأتي الشرطة و تفتش و لا تجد شي و لكن عندما تم افتتاح حديقة عبود لفقوا له تهمه بأنه حرض الناس بمقاطعة احتفال الافتتاح وتمت محاكمته واودع سجن كوبر و في محاكمة مشهودة نقلتها وسائل الإعلام الصحف السودانية بالذات بحذافيرها و كان يدافع عن بابكر عباس جيش من المحامين بقيادة القيادي الفذ و المحامي الضليع مبارك زروق و استمرت المحاكمة قرابة الشهرين وهو مودع في سجن كوبر وتم الحكم بالبراءة ولكنه لم يخرج من السجن قرابة السنة و بعد خروجه تم اعتقاله في المنزل بما يسمى الاعتقال التحفظي لا يخرج من المنزل و لا يزوره أحد و الوحيد الذي كان يزوره هو محمد احمد عروه وزير الداخلية الذي أمر باعتقاله و كان يتحدثون في اي شي ما عدا السياسة و لكن قد يكون برر موقفه والله اعلم ولكنه السودان و ظل منافحا لحكومة عبود حتى قيام ثورة أكتوبر.

طلب السيد علي الميرغني طيب الله ثراه من الأزهري تكوين لجنة من الحزبين الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي ليكونوا حزب واحد كما كانوا وفعلا تم اندماج الحزبين بمسمى الحزب الاتحادي الديمقراطي و أتت الانتخابات النيابية و كان هناك إصرار من الشيخ علي عبد الرحمن في الترشح لدائرة بحري و لأنها بالنسبة له مسألة كرامة واجتمع مع بابكر ولجان الحزب لكي يوافقون على ترشيحه و كان هناك اعتراضات خاصة من الشباب الذين كانوا لصيقين بنصر الدين و تم منح دائرة لنصر الدين بشرق النيل و تم ترشيح شيخ علي في دائرة بحري و فاز شيخ علي و فاز أيضا نصر الدين.

عندما دخل سجن كوبر أودع في عنبر كله شيوعيين و كان بينهم سكرتير الحزب الشيوعي المناضل عبد الخالق محجوب و عندما شاهد عبد الخالق بابكر عباس رحب به ترحيب شديد و أصر بأن سرير بابكر عباس يكون جوار سريره و في تلك الفترة نمت علاقة صداقة قوية جدا بينهم وكان الحزب الشيوعي يشن هجوما عنيفا على الاتحاديين لأنه كان منافس لهم في مناطق الوعي ولكن لمن كان يبتدر الهجوم عبد الخالق كان يقول ما عدا بابكر عباس.

كان بابكر عباس ممتن للشيوعيين لخدمته في السجن وكان يقول إذا قمت فجأة العنبر كله يقوم و يسألوا عايز حاجه يا عم بابكر ولا يتركوني الا اذا ماشي الحمام، و استمرت العلاقة حتى بعد السجن وعندما مرض بابكر عباس عرض عليه عبد الخالق العلاج في روسيا على حساب الاتحاد السوفيتي بما فيها التذاكر و الإقامة والعلاج و المرافق حتى فترة النقاهة التي تمتد لمدة شهرين كان عرض سخي جدا في البداية وافق بابكر و هم بالسفر لكن لم يرضى ازهري و رفاقه و تم تسفيره الي مصر في مستشفى القوات المسلحة.

قامت ثورة أكتوبر و عادت الحياة الديمقراطية و فاز نصر الدين السيد مره أخرى في دائرة بحري وكانت دائرة بحري لها قوة و مكانة في دوائر الحزب وكان نصرالدين وزيرا وتم ترشيح د. التجاني الماحي عضوا في مجلس السياده . و د. التجاني الماحي كان أكثر السودانيين ثقافة و كان موسوعة علمية وكان رجل يمتاز بالتواضع و ما كان غريب عليه ان تشاهده وهو رئيس مجلس السيادة يحتسي القهوة في برندة للاجزخانة الوطنية مع بابكر عباس ثم يذهب بعد ذلك للقصر لأداء عمله.

أتت مايو بقيادة جعفر نميري وسلبت الديمقراطية للمرة الثانية و تم اعتقال معظم قيادات الأحزاب و تم ايداعهم بسجن كوبر ولم تتمكن السلطة الجديدة من القبض على الشريف حسين الهندي الرجل الاسطورة و لكن الشريف كان على اتصال مع بابكر عباس في اليوم الثاني للانقلاب تم عقد اجتماع رجالات الحزب في حي الدناقلة شمال بمنزل الاستاذ علي يوسف الله يرحمه ببحري الاجتماع ده حضره الشريف حسين الهندي متنكرا و تم فيه قيام الجبهة الوطنية و تكليف بابكر عباس بإبلاغ الزعيم الأزهري و أخذ موافقته و لم يكن عسيرا على بابكر عباس الوصول لازهري في سجن كوبر اولا لأن سجن كوبر لديه حساب في الصيدلية و ثانيا لعلاقته بإدارة السجن وفعلا قابل الأزهري و أخذ موافقته و نقل الموافقة للشريف و فعلا خرج الشريف بالموافقة و تم تكوين الجبهة الوطنية.

مرض الزعيم الأزهري و ابتداء المرض ينهش في جسده ورقد الأزهري في المستشفى الجنوبي و كانت حالته في تدهور مما ازعج أنصاره وكان بابكر عباس ملازم الأزهري في المستشفى و كان غير راضي عن عناية المستشفى به و كان في غاية القلق وفجأة في المستشفى كان فاروق حمد وزير الداخلية يأتي لمعرفة الحالة التي أصبح الأزهري عليها . وهنا هاج بابكر عباس في فاروق حمدنا لله و اتهمه بأنهم لايريدون معالجة الازهري وليتركونه الي محبيه لكي يعالجوه و كان حديث غاضب و بصوت عالي و لم يرد عليه فاروق حمدنا لله بكلمة و سكت و رجع من حيث أتى و قررت الدولة حضور أطباء من مصر لمعالجة الأزهري .. و رجع فاروق حمدنا لله لمكتبه و أصدر أمر لاعتقال بابكر عباس و سلم الأمر لمحمد أحمد سليمان عليه الرحمة القطب الشيوعي المعروف وكان آنذاك مدير مكتب فاروق حمد الله و مهمته إنشاء أول جهاز أمن سوداني و ما لا يعرفه فاروق حمدنا لله ان ابن بابكر عباس عثمان عليه الرحمة متزوج شقيقة محمد احمد سليمان و رجع الي فاروق ليثنيه بالرجوع عن قراره بحجة أن بابكر شخص محبوب في بحري و هذا القرار سياتي لنا بسخط الناس علينا وفعلا تم تغيير القرار الي استدعاء فاروق حمد الله الي بابكر عباس و عندما تقابلوا في مكتب فاروق ابتدر الحديث فاروق وقال ليه شايفين اللمه عندك في الاجزخانة و الناس الداخلين و المارقين .. ورد عليه بابكر عباس : شفت الناس الداخلين و المارقين ديل الحققوا للسودان استقلاله .. وبعد ذلك أخذ الحديث منحى آخر بأنهم سيعملون للبلد ويجب أعطاهم فرصة ليتمكنوا من نهضة السودان ، و انتهى اللقاء باحترام كبير لبابكر عباس.

كانت الاجزخانة الوطنية هي الوحيدة في بحري لفترة طويلة جدا فكل أبناء بحري صغيرهم وكبيرهم رجالها و و نساءها ياتون للاجزخانة مما ممكن لبابكر عباس معرفة كل سكان بحري و كان لا يقف أمام أحد في سعر الدواء حتى لو ليس لديه قيمته وكان رجل اجتماعي بطبعه لا يفرق بين غني و فقير .. مرة عليه عامل في زريبة الفحم (فحامي) ودعاه هو و الزعيم الأزهري لعقد ابنه و طلب منه دعوة الزعيم لتشريفهم عقد ابنه و المفاجأة التي سرت هذا العامل حضور الزعيم الأزهري في معية بابكر عباس وحضور العقد و المساهمة في الكشف .. وقصص كثيرة مثل هذه حدثت وكانت الاجزخانة عبارة عن ديوان المظالم للناس كل من عنده مشكلة وهو على حق كانت تقضى و حتي من عنده من يحتاج للعمل يجده وكان بيته مفتوح للجميع.

كان من أعز أصحابه محمد الخليفة طه الريفي و محجوب برير من الصحفيين و ابراهيم نمر و محمد احمد عبد الرحيم و محمد عطاء المنان الرجل الذي إنشاء الأسواق الحرة ومعتصم الطاهر و غيرهم كثر ، فقد كانت علاقاته لا تحدها حدود. و كانت له علاقات مع العمال و النقابين مثل عثمان جسور و سلام ومحمد توم.

كان يمتاز بابكر عباس بالشجاعة غير قصته مع فاروق حمد الله روى مذيع البي بي سي المعروف اسماعيل طه قال ما رايت أشجع من بابكر عباس وقال عندما قامت مايو تم اعتقالي مع مجموعة في سجن كوبر و أتى بابكر عباس لزيارة المعتقلين في سجن كوبر و في اللحظة التي وقف فيها أمامنا أتى النميري مع مجموعة من مجلس قيادة الثورة يتبعهم كمية من الحرس مدججين أسلحتهم و هم في وضع استعداد و كان معهم زين العابدين محمد احمد عبد القادر وكان زين العابدين يعرف بابكر عباس بحكم العلاقة بينه وبين والده الاستاذ محمد احمد عبد القادر و أتى زين العابدين ليسلم على حاج بابكر كما يناديه ويمازحه فكان رد بابكر عباس قويا انتو جيتو حتخربو البلد متسائلا ده شنو العملتوه وهنا تدخل نميري وقال انت عارف عملنا كده ليه فرد عليه بابكر و بصوت عالي و أمام الجميع ملوحا بسبابتة انا ما بتكلم معاك .. ووجم الجميع منتظرين رد فعل نميري و لكن نميري طاطا رأسه و ذهب و الجميع في انتظار ما سيحدث بعد ذلك و لكن لم يحدث شي و ما معروف ما دار بين زين العابدين و نميري بعد ذلك ولكن لم يحدث شي.

كانت لديه اهتمامات رياضية حيث كان يشجع الهلال بحكم الحركة الوطنية ويشجع التحرير بحكم ارتباطه ببحري .. وطلب منه أقطاب التحرير أن يكون رئيسا للنادي ولكن أعتذر وقدم لهم منصور مكاوي للرئاسة و كان رئيس لجنة بناء استاد الهلال ببحري و رئيس لجنة بناء استاد المريخ ببحري.

كان يحب الخيل و لديه فرس أطلق عليه اسم بحري تيمنا بمدينة بحري و لديه فرسة سماها صيدلية .. و كسب بحري عديد من الجوائز وكان يحضر جميع مباريات المنتخب السوداني كما كان يلعب في شبابه التنس الأرضي.

ارتبط بصلات صداقة قوية مع الفنان الكبير عثمان حسين وفي مراحله الأولى من ظهوره كنت أدخلت في الأغنية السودانية المقدمات الموسيقية واللزمات في الغناء السوداني وعندما ظهرت في بعض الأغاني مثل محراب النيل و الوكر المهجور .. وغيرهم .. كل وسائل الإعلام شنت هجمة عنيفة عليه بحجة انه خرب الغناء وغير نمطه التقليدي واستمرت الحملة فترة طويلة حتى كاد عثمان حسين ان يعتزل الغناء لولا وقفة بابكر عباس و اسماعيل عتباني معه, كما كان يحب غناء الطنبور وكان صديقا للفنان عبد الرحمن بلاص و عثمان اليمني.

كان بابكر عباس يكره الفساد وفي عهد الأحزاب تم توزيع أراضي الحاج يوسف فقام أحد أبناء بابكر عباس بسحب ارانيك وتقديمها و كان عددها خمسه ارانيك بأسماء إخوانه و أخواته وكان مدير الأراضي حينذاك محي الدين عبد الله وكان صديق لبابكر عباس أخرج محي الدين الارانيك سماها لبابكر ليبت فيها فما كان منه إلا أن قام بقطع الارانيك وذهب الي البيت وتحول الي جحيم بحجة أنه فساد ..و كان من السهل جدا ان تخرج هذه الأراضي الي ابناءه.. ولكنهم جيل الحركة الوطنية كانوا في قمة الطهارة والنزاهة.

من ابناءه : محمد عثمان ، حسن ، محمد ، هاشم ، علي ، احمد ، عباس ، صلاح ، أمام ، اسماعيل الأزهري ، نصر الدين.

توفى بابكر عباس في يوم 10/ 5 / 1973 و شيع في موكب كبير بحضور مولانا السيد محمد عتمان الميرغني و ألقى نصر الدين السيد كلمة موثرة تابينا للفقيد أثناء دفنه وكانت مراسم العزاء عبارة عن حركة وطنية أمها كل ألوان الطيف السياسي ارسل نميري وفد بقيادة الرشيد الطاهر ينوب عنه و الصادق المهدي مع وفد كبير من حزب الأمة و الشيوعيين كانو حضور و الإخوان المسلمين و ألقى حسن عوض الله كلمة ضافية معدد مآثر الفقيد و أعلن رفع الفراش.

اللهم انه عندك فامنحه ياحق عزة قربك وكرم رضاك وجنة عفوك وبشرة رحمتك.

جزيل الشكر للأخ الكريم هاشم بابكر عباس الذي مدني بمعلومات وصور هذا المنشور التوثيقي لوالده طيب الله ثراه بابكر عباس قبل خمسة أعوام تقريبا.

مقالات ذات صلة