*في وداع سلطان الطرب ومُنشد العشاق والثوريين والوطنيين دكتور أحمد الشيخ*

هزني وزلزل كياني وأصبت بحالة إفتقاد التوازن والحواس عندما إجتاحني النبأ المحزن المميت برحيل أحد عمالقة الفن ورمز من رموزه وهرم من إهراماته الشاهقة المؤرخ والمنقب في التراث العزيز عبدالكريم عبدالعزيز الكابلي، والذي شكل ركناً رئيسياً من أركان الفن والطرب السوداني، قلب كل دواوين الشعر فصاغ ألحاناً لقصائد العقاد والناصر قريب الله وشوقي والحردلو وودشوراني وتغنى للموقف الوطني القومي الأممي فجاءت آسيا وأفريقيا كأروع ماتكون الكلمات وأبدع مايكون اللحن, تغنى للجمال فألقى القبض على كل عشاقه، وللثورة فكانت هبت الخرطوم في جُنح الدجى. وفي مدح الرسول الكريم فكانت ليلة المولد شاملة لكل أدوات الطرب كانت الكمنجة والنوبة والطار والكشاكيش وكل مقطع خصص له آلة تتماشى والإيقاع المناسب لها
فجاءت ليلة المولد متفردةً في كل شيء.
مامن لحن صاغه كابلي الا وداعب شغاف القلوب، كتب الشعر العربي الجزل الرصين وأكمل لوحته بالموسيقى، كتب سلمى وترجم أحاسيس حزنه الممض. كتب زمان الناس عداوة بال وانت زمانك الترحال كتجربة له في غربة لم يكتب لها النجاح الطويل وكان ذلك من حسن حظ أصدقائه ومعجبيه ووطنه الذي تغنى من أجله.
غنى كابلي عز الليل للتجاني حاج موسيقى فكساها بلحن مختلف عن اللحن الذي صاغه النور الجيلاني وكلاهما أبدع على طريقته.
شلال الإبداع كابلي غنى ( خال فاطنة) وغني ( أمطرت لؤلؤ).
وهذا يؤكد تبحره في كل أنواع الشعر طريفه وتالده.
تعجز الكلمة ان تخرج في الكتابة عن مثل هذا العبقري:
يا أصلنا ومبتدانا ياحلاة مسرح صبانا
و ذكرياتنا و مشتهانا
إنت فينا كبير و ريدنا ليك كتير

سنبكي على حسنك الفاح مشاعر و طيباً عم “الفريق”:

طعم النجاح الزانو كفاح .. طعمك يا وطني
حتى الجراح الزمانن راح .. مهرك يا وطني
أهلي الفصاح أسياد الصلاح .. درعك ياوطني
كل الملاح الجمالن فاح .. زينتك ياوطني
إنت عندي كبير وحبي ليك كتير
القومة ليك ياوطني
سيظل غناؤك ندياً فواحاً سمحاً جميلاً رائعاً روعة شخصكم الكريم، فأرقد بهدؤ مرتاح البال فمثلكم لايموت ياكابلي.
دكتور احمد الشيخ

مقالات ذات صلة