القاهرة: سودان 4نيوز
وجه السيد عبد الله المحجوب الميرغني شيخ عموم الطريقة الميرغنية الختمية بالقاهرة، خطابا مفتوحا لأبناء السودان في جمهورية مصر، وخصوصًا من حضروا إليها في أعقاب اندلاع الحرب في السودان. منبهاً إياهم بأن أعداء السودان ومصر لن يتهاونوا في زرع الوقيعة والفتنة بين الشعبين.
وقال السيد عبد الله في رسالته: “لقد نجح أعداؤنا في الوقيعة بين أبناء الشعب السوداني وأشعلوا نار الحرب التي لم تتوقف حتى الآن. لقد تخطت الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية للسودان بسبب تلك الحرب كل الحدود، حتى لم يعد أحد آمنًا على نفسه أو عرضه أو ماله. وأصبح يهدد شعب السودان مجاعةٌ وأمراض. ومن منطلق حرصنا على أهلنا، نريد أن ننبههم أن أعداء السودان ومصر لن يتهاونوا في زرع الوقيعة والفتنة بين الشعبين، لأن العلاقة المشتركة تاريخية سواء كانت بين القبائل المشتركة أو المصاهرات أو النيل الممتد بينهم أو امتداد النوبة من مصر إلى السودان أو الوقوف بجانب مصر في حرب 1973. كما واجه الشعبان معًا الكثير من التحديات والأزمات”.
وأضاف: “لذلك نؤكد على أن ما يجمع شعبينا السوداني والمصري هي رواسخ تاريخية ووحدة أرض ومصير أقدس وأكبر من أن نتركها نهبًا لدعاة الفتنة ومروجي الشائعات ومتصيدي الأخطاء بيننا لإضعاف دولتينا ولإشغالنا بخلق مشاكل وصراعات داخلية لا يصح ولا يجوز أن تكون بين الإخوة أبناء الوطن الكبير الواحد. فنحن في هذا الصدد لا يسعنا إلا أن نشكر الحكومة المصرية على دعمها للسودان في محنته، دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، ونشكر شعب مصر العظيم بصفة خاصة لاحتوائه إخوانهم من أبناء الشعب السوداني المقيمين بمصر واستقبال إخوانهم من أبناء الشعب السوداني الذين لجأوا إلى وطنهم الثاني مصر، وخصوصًا بعد اندلاع الحرب في السودان”.
ومضى في القول: “ونريد أن نُذكِّر أنفسنا أولًا وفي ذات الوقت نُذكِّر أبناءنا السودانيين المتواجدين في مصر بأهمية أن يكونوا نعم الضيوف على إخوانهم المصريين، وأنهم سفراء لبلدهم في مصر. فكل ما يصدر من أي مواطن سوداني محسوبٌ على السودانيين المتواجدين في مصر كلها ويؤثر على صورتها ومكانتها بين إخوانهم المصريين الذين أحسنوا استقبالهم وأتاحوا لهم سُبل العيش الكريم وعاملوهم معاملة كريمة، ولم يتعاملوا معهم كما فعلت باقي الدول التي تدعي بأنها صديقة السودان، بل فتحوا لهم الأبواب والقلوب”.
وأهاب السيد عبد الله بجميع السودانيين في مصر، ألا يسمحوا بأي سلوك يسيئ لمصر والمصريين، ويُسيئ بذلك لسمعة ومكانة السودانيين في مصر، والالتزام بالقوانين المصرية.
وقال: “إن حرصنا عليكم يدعونا أن نقول لكم ألا تنجرفوا وراء دعاوى الفتنة والشر ووراء الشائعات المغرضة والصراعات الأنانية الضيقة، فأنتم أكبر وأعظم من ذلك. أنتم السودان، وأنتم شعب السودان العريق الأصيل ذو الخُلق العالي والأدب الجم. ولا يسعنا هنا إلا توجيه رسالة شكر وامتنان إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونناشد فخامتكم بالاستمرار في دعم ومساندة السودان شعبًا وجيشًا، سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا. فهذا دور الشقيق نحو أخيه، ونحن نعلم بأن بقيادتكم السياسية الحكيمة الحريصة كل الحرص على السودان شعبًا وأرضًا