*جدة، جنيف، القاهرة: أسرار صفقة البيع والشراء والسمسرة* بقلم د. محمد عثمان عوض الله*

*جدة، جنيف، القاهرة: أسرار صفقة البيع والشراء والسمسرة*
بقلم د. محمد عثمان عوض الله
21/8/2024

*الاطراف:* أطراف التفاوض عددها ثلاثة أطراف فقط وهي:
1/ الحكومة السودانية(الطرف الأول) وأجندتها هي: سيادة السودان، حقوق الضحايا، معاقبة المجرمين. وفق اتفاق جدة والقانون الدولي و القوانين السودانية.

2/ المليشيا/قحت/تقدم: اكتملت إدانتهم وهم الآن عبئ ثقيل على داعميهم. وكل المفاوضات الجارية ليست لترتيب استمرارهم أو حمايتهم أو انقاذهم، وانما للإطاحة بهم ولترتيب كيفية التخلص منهم.

3/ أمريكا: تبتز الامارات لتمويل المصالح الامريكية، مقابل ترتيب مخرج ينقذ الأمارات ويفديها من ارتباطها بجرائم المليشيا.

*نقاط القوة ونقاط الضعف:*

1/ نقطة الضعف الأولى التي نسفت أي فرصة المليشيا/قحت/تقدم هي الجرائم و فظاعتها وقوة إثباتها نسفت أي احتمالية وجود لهم جميعا. ولذلك تخلت عنهم امريكا(ولكنها فقط تبحث للأمارات عن طريق يخرجها من ارتباطها بهؤلاء المجرمين).
منهج قحت/ تقدم أفقدها كل شيء لأنها كانت تغطي على جرائم المليشيا وتصورها وكأنها انتصار عسكري لتثبت به ضعف الجيش وتروج ذلك وتضلل به الجميع.
وحينما ظهرت الحقيقة اكتملت تعرية قحت/تقدم تماما ففقدت كل شيء. ولكنها تمادت في غباء على هذا المنهج الذي اسقطها واسقط المليشيا. لذلك فإن ذنبها عند الشعب مساوي او اكبر من ذنب المليشيا.

2/ نقطة القوة الأولى هي: الحكومة السودانية/ الجيش/ الجبهة الداخلية. رغم أنهم دفعوا فاتورة قاسية بسبب الجرائم. إلا أنهم نالوا الجائزة المجزية استنادا على مركز القوة القانوني والأخلاقي أكثر من مركز القوة العسكري. انتصروا، واجبروا العالم على إدانة المليشيا/قحت/تقدم، والتخلي عنهم. فانتصرت الحكومة والجيش والشعب. ومهما كانت الفاتورة المتبقية، فإن اكتمال النصر مجرد وقت.

3/ نقطة المرونة: أمريكا تهمها مصالحها وهي عدم ربطها أو اتهامها بتغطية جرائم المليشيا، لذلك ابدت مرونة براغماتية وتخلت بموجبها عن تحالف المليشيا/ قحت/ تقدم. لكنها ماتزال لديها مصلحة مع الإمارات ولن تتخلى عن حمايتها. لأنها تحتاج إليها من ناحية كدولة وظيفية في المنطقة، ومن ناحية أخرى لتمويل الحملات الانتخابية وصفقات شراء السلاح وغيرها من اتواع الابتزاز الأمريكي لحلفائها. لذا طرحت على الوفد السوداني مقترح محدد يضمن مخرج للامارات، كالآتي: (تدفع الامارات كل تكاليف تعويضات الضحايا وإعادة التعمير كل ما دمرته الحرب، مقابل سحب شكوى السودان ضدها وتوقيع اتفاقيات تطبيع العلاقة بينها والسودان). مايزال هذا المقترح موضع نقاش وهو الأجندة الأساسية الان في جدة/جنيف/القاهرة. ولم تتحدث أي من هذه الأطراف في أي من هذه العواصم، عن قحت/تقدم، لا من بعيد ولا من قريب. وسوف تترك لأن تواجه مصيرها الذي سوف يحدده القانون السوداني والشعب السوداني فقط. ولن يخضع لأي تسويات ولن يكون بندا في اي مفتوضات.

4/ نقطة الرجاء والترقب: دولة الإمارات، وبكل شفقة ورجاء واضطراب، الان تنتظر مصيرها الذي يحدده رد الحكومة السودانية على مقترح الحكومة الامريكية. أي أن مصير دولة الأمارات في هذه القضية هو الان بيد الحوار السوداني/الأمريكي.

*عامل الوقت:*
صرح المبعوث الأمريكي أن (أمريكا لن تترك شهر أغسطس ينتهي دون اختراق حقيقي) لأنه مرتبط بالحملات الانتخابية الأمريكية. لذا فإن امريكا مستعدة وبمرونة كاملة، لاتخاذ هذه القرارات الجريئة. أما الحكومة السودانية فهي أيضا مستعدة لاتخاذ القرارات الجريئة من جانبها، لأنها تدرك أهمية لحظة اغتنام الفرصة، ولانها ترغب في علاقات خارجية مستقرة. ولكنها مع ذلك وبسبب استنادها على جبهة داخلية قوية وموحدة ومساندة و بسبب امتلاكها رؤية واضحة ومحددة و خبرة تفاوضية طويلة ومفاوضين خبراء مهرة، فإنها تتأنى وتحاور و تقيس وتحسب وفق منهج: الحسم، الدقة، المرونة.
و من أهم ما يميز أسلوبها بايجابية، هو الشفافية الكبيرة في مخاطبة شعبها عبر البيانات المتتالية.

*الخلاصة:*
قد دنت لحظات البيع و الشراء والربح والخسارة و السمسرة والانتقال والمحاسبة وطي الملف و ظهور لاعبين جدد و موت آخرين.

مقالات ذات صلة