قدم خطابًا من (قبة المهدي) وبعث برسائل في بريد جهات عديدة..
عبد الرحمن الصادق المهدي..بداية تحرير (حزب الأمة)
أعلن وقوف كيان الأنصار مع الدولة ضد الميليشيا التي قتلت واغتصبت
حديث عبد الرحمن يدعم المشروع الوطني لكنه تأخر جاء متاخرا..
ظهور نجل الإمام ينبئ بتحولاتٍ كبيرة مرتقبة على ساحة الحزب
مطالبات بتقاعد عبد الرحمن والتفرغ للعمل السياسي وقيادة (الأمة القومي)
تقرير_ محمد جمال قندول
في ظهورٍ نادر، أطلّ الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي بعيدًا عن بزته العسكرية، مرتديًا زي الأنصار وقريبًا من السياسة.
نائب رئيس مجلس الحل والعقد بهيئة شؤون الأنصار الأمير عبد الرحمن من قبة الإمام المهدي في قلب أم درمان القديمة، قدم خطابًا طاف فيه على ملفاتٍ متعددة كانت مثار اهتمام إعلاميٍ كبير.
حضن الوطن
وأعلن نائب رئيس لجنة الحل والعقد بهيئة شؤون الأنصار الأمير عبد الرحمن، أنّ كيان الأنصار يقف مع الدولة ضد التمرد الذي حاول سرقة الكيان، وقام بالقتل، والاغتصاب، والتشريد والمساس بمقدرات الشعب السوداني، داعيًا قيادات كيان الأنصار التي ضلت طريقها بالعودة إلى رشدها.
وطالب عبد الرحمن أحزاب (الأمة القومي، والاتحادي الأصل والشيوعي)، واليسار وكافة القوى الوطنية، والصوفية، والإدارات الأهلية، لصياغة بيانٍ لجمع الشمل ولاستقرار السودان.
نجل الإمام الراحل، قدم إفاداتٍ قيمة في خطابه، وكانت أبرز محطات حديثه: تهديده الشديد للقوى السياسية والدول التي تدعم التمرد، مؤكدًا أنّه ستدور عليهم الدوائر، حيث قال: (خلو التبعية وتعالوا لحضن الوطن).
وأكد المهدي، ثقتهم في قيادة الجيش في دحر الميليشيا وبميلاد النصر، لأنّهم شرف الجندية وعزة السودان، ودعا المهدي القائد العام والقيادات العسكرية والميدانية لضرب الميليشيا وزاد: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم).
مرحلة جديدة
عاهد عبد الرحمن أئمة الأنصار الصادق والصديق وعبد الرحمن إلى الإمام المهدي، بمواصلة المسيرة في حماية الدين والوطن.
كما تقدم بالشكر للملك سلمان، والأمير تميم، والرئيس السيسي، والرئيس أفورقي والرئيس أردوغان، وكل الزعماء الذين ساندوا السودان، وترحم على أرواح الشهداء وتمنى الشفاء العاجل للجرحى والعودة العاجلة للمفقودين.
وبدا واضحًا من حديث الأمير، أنّ هيئة شؤون الأنصار مقبلةٌ على مرحلة جديدة للسيطرة على تفلتات الأجنحة المتناحرة داخل حزب الأمة القومي، ما بين تيار رئيس الحزب وأمينه العام وأخوه صديق الصادق وآخر يقوده نائب رئيس الحزب الفريق صديق إسماعيل بمساعدة شقيقته د. مريم الصادق وآخرين.
بدوره، يرى الخبير والمحلل السياسي د. الرشيد محمد إبراهيم، أنّ حديث اللواء عبد الرحمن جيد لدعمه المشروع الوطني والقوات المسلحة ووحدة الصف، ولكن ربما يُعاب عليه بأنّه تأخر، وفي كثيرٍ من القضايا اتسم بالتعميم رغم أنّها تتطلب التفصيل خاصةً في كيفية إنفاذ هذه الأهداف.
واعتبر محدّثي بأنّ حزب الأمة طرفٌ في الأزمة، وبالتالي عدم التفصيل والمفاصلة في هذه القضية تعطي إحساسًا بأنّه يريد أن يقوم بعملية (غسل سياسي) فهل هذه مقبولة للشعب؟
ويرى د. الرشيد أنّ الرجل مازال ضابطًا في القوات المسلحة، وتحدث سياسيًا، وهذه أيضًا تثير بعض التساؤلات.
ويرى مراقبون، أنّ توقيت ظهور نجل الإمام وما ورد فيه ينبئ بتحولاتٍ كبيرةٍ مرتقبة على ساحة حزب الأمة القومي، الذي يعاني صراعاتٍ عنيفة جراء الخط السياسي الذي جعله ضمن مجموعة (تقــــدم) الجناح السياسي لميليشيا تقدم منذ اندلاع الحرب، حيث ينادي قيادات ومجموعات كبيرة ومؤثرة بضرورة الانحياز لجانب القوات المسلحة، وإدانة التمرد وانتهاكاته ومفارقة خط الحياد.
خبراء سياسيون، ذهبوا إلى ضرورة تقاعد اللواء عبد الرحمن من القوات المسلحة حتى يتفرغ للعمل السياسي وقيادة الحزب الأمة القومي، خاصةً وأنّه يحظى بقبولٍ واسع في قواعد الأنصار وهياكل الحزب بالولايات.